بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول
الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد
فقد عاود الهضابي الجهول الكتابة رغم
جهلك الكبير بعقيدة السلف ، متناسيا ما أتى به من أغاليط في ردوده الهزيلة السابقة
، وهذه المرة حاول الرد _ زعم _ على الأخ يوسف الزاكوري ، فجاء بجهالات لا تستحق
المناقشة ، لولا ما ابتلينا به من جهل الناس بعقيدة السلف وكثرة الملبسين عليهم ما
تصدرت لمناقشته لأنه لا يدري ما يخرج من رأسه وغالب ما يكتبه تكرار لما سبق من
شبهات أرجف بها المرجئة على أهل السنة وقد قسمت مناقشته إلى جزئين وهذا أولهما.
قال الهضابي المسكين:
قال الإمام
سفيان الثوري رحمه الله: " خلاف ما بيننا وبين المرجئة ثلاث:
نقول : الإيمان قول وعمل, وهم يقولون : الإيمان قول ولا عمل !
ونقول : الإيمان يزيد وينقص, وهم يقولون : لا يزيد ولا ينقص !
ونحن نقول : النفاق, وهم يقولون لا نفاق.
نقول : الإيمان قول وعمل, وهم يقولون : الإيمان قول ولا عمل !
ونقول : الإيمان يزيد وينقص, وهم يقولون : لا يزيد ولا ينقص !
ونحن نقول : النفاق, وهم يقولون لا نفاق.
والجواب:
هذا كلام حق من سفيان وهو حجة عليك لا لك لو عقلت يا
مسكين ، فربيع وإن قال بأن الإيمان قول وعمل ، لكنه ينقضه بقوله بنجاة تارك العمل
والحكم له بإسلام وهذا موطن الخلاف فلا تعجب من حمق شيخك وتخليطه.
.وقال سفيان كما في الشريعة (5/279):
ويقولون : الإيمان قول وعمل، مخافة أن يزكوا أنفسهم، لايكون
عمل إلا بإيمان،ولا إيمان إلا بعمل .ا.ه
وشيخك الذي تدافع عنه بصفاقة وقلة حياء يقول أن الإيمان
يوجد بلا عمل وصاحبه ناج من الخلود في النار ، فهل وافق شيخك الثوري؟
هذا ناهيك عن مخالفة شيخك لاتفاق السلف في المسألة
فلا تتعالم .
وليس من شرط المرجئ أن يقول بكل قولهم بل لو وافقهم
في بعضه نسب إليهم وهذا ما عليه عمل السلف .
ثم قال الهضابي:
وعن إسماعيل بن سعيد قال: سألت أحمد عن من قال: الإيمان يزيد وينقص فقال: هذا بريء من الإرجاء .
وعن إسماعيل بن سعيد قال: سألت أحمد عن من قال: الإيمان يزيد وينقص فقال: هذا بريء من الإرجاء .
والجواب :
لا يعني أحمد رحمه الله أن القول بزيادة الإيمان ونقصانه يخرج به المرء من
الإرجاء بمجردها ؛ بل هذا منوط بما إذا لم يناقضها بغيرها ، فمن يقول هذا ثم يجعل
التكفير هو الجحود فقط أو التكذيب فقط لا ينطبق عليه قول أحمد رحمه الله.
قال حرب الكرماني في إجماع السلف في الاعتقاد(ص:24):
ومن زعم أن الإيمان قول بلاعمل فهومرجئ،
ومن زعم: أن الإيمان هو القول،والأعمال شرائع،فهو مرجئ.
ومن زعم أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص فهو مرجئ.
ومن زعم أن الإيمان يزيد ولا ينقص،فقد قال بقول المرجئة.
ومن لم ير الاستثناء في الإيمان فهو مرجئ.
ومن زعم أن إيمانه كإيمان جبريل أو الملائكة فهو مرجئ وأخبث من المرجئ. ا.ه
المراد
فجعل كل هذه الأقوال من أقوال المرجئة على درجات في الإرجاء ، ولم يشترط الوصف
لهم بذلك أن يقولوا بعدم نقصان الإيمان ؛ بل جعل ذلك قولا من أقوالهم .
والكرماني نقل هذا عن أئمة السلف كما هو مثبت في مقدمة كتابه.
فراجعه لعلك تعرف السلف وأقوالهم.
ثم قال الهضابي بجهله:
وقال الإمام
البربهاري رحمه الله: ومن قال الإيمان قول وعمل يزيد ينقص فقد خرج من الإرجاء
أوّله وآخره.
والجواب:
وهذا كسابقه مشروط بما لم يناقضه صاحبه بقول من أقوال المرجئة؛ فمن قال بهذا ثم
قال بأن تارك العمل ناج من الخلود في النار فقد ناقض نفسه ولا ينطبق عليه قول أحمد
ولا قول البربهاري رحمهما الله.
ثم قال متعاليا في الضلال:
نعم الشيخ
ربيع حفظه الله في مسألة العذر بالجهل على العقيدة السلفية التي منطلقها كتاب الله
وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليها الجماهير من علماء الإسلام قديما وحديثا .
والجواب:
هذه دعوى عريضة من رجل جاهل بليد يجتر الكلام بلا عقل ؛ ففلو نقلت لنا قول
الجماهير الذي تزعمه حتى نعلم ذلك ، وأنا على يقين أنك كاذب وجرك لما قلت التقليد
بجهل ضحل ، والتزلف لربيع وطلب المكانة عنده .
والعذر بالجهل لفاعل الشرك ليست عقيدة سلفية بل عقيدة جهمية خبيثة ابتدعها ابن
جرجيس وتبعه مؤسس الفرقة الألباني ثم تبعه ربيع وتبع هذا جماعات من الجهلة تقليدا
لا أكثر.
ثم واصل الهذيان بقوله:
وبسط الأدلة
على ذلك ليس هذا موضعه ، وما أظنك أهلا أن تسرد له الأدلة على ذلك ، وذلك أن الذي
لا يفهم الخطاب لا يُخاطب به -وماأنت إلا من هذا الصنف-.
والجواب:
إن كان هو ليس أهلا لبسط الأدلة ، فأنت لست أهلها أن تبسطها ، ولن تفعل ولو
عمرت عمر نوح وذلك لسببين:
أولهما: أن الأدلة على ما تدعيه لا توجد بل هي محض خرافة اصطنعها ربيع وشيخه
المؤسس ترويجا للباطل .
ثانيا: من تتبع ما تكتب علم أنك مقلد لا تفهم ، بدليل أنك أتيت تدافع عن
السيوطي القبوري الخرافي بحمق عجيب حتى تناحرتم في شبكة خراب حول الرجل ، ومع أن
ضلاله أوضح من الشمس إلا أنك جعلته من ورثة الأنبياء كذبا وبهتانا، فمن جهل الشرك فماذا
يعرف في دين الإسلام؟
ثم قال:
ولنذكر بعض
نصوص ثلاثة من أئمة الإسلام ممن وافقوا الشيخ ربيعا حفظه الله في مسألة العذر
بالجهل الذي يرميه هذا الغرّ اللئيم بأنه عنده أصل الإرجاء .
وقال أيضا:
أولا :تكرر مرة أخرى نفس الأمر مما يبين أنك جاهل لا تفهم، فالحجة ليست قول
ابن تيمية ولا المجدد ولا من دونه ولا فوقه ، فالحجة في نصوص الوحيين بفهم السلف
وليس من ذكرت كذلك .
أعلم أن هذا سيغضبك كما أغضبك سابقا لكنه هو الحق وإن رغم أنفك وأنف شيخك
الضال ربيع ، فقول العالم يستدل له ولا يستدل به ولو كان ابن تيمية أو أجل منه.
ثانيا: علامة زيغ القلب البحث عن متشابه كلام أهل العلم في المسألة نصرة
للباطل .
ثالثا: من يريد أن يحقق مذهب عالم في مسألة فلا يأخذ بقول واحد من أقواله ثم
ينسب إليه العذر بالجهل في مسائل الشرك.
كما فعلت مع ابن تيمة وابن عبد الوهاب مع أن الأول نفى عنه الثاني ذلك القول
جملة وتفصيلا ورد على العراقي كذبه في ذلك ، لكنكم قوم لا تستحون من تكرار الباطل
ولوكه بلا خجل.
وسنكرر عليك قوله في مفيد المستفيد(ص:15) من طبعة إسماعيل الأنصاري:
فتأمل هذا وتأمل ما فيه من تفصيل الشبهة التي يذكر أعداء الله ، لكن من يرد
الله فتنته فلن تملك له من الله شيئاً
.
على أن الذي نعتقده وندين لله به ونرجو أن يثبتناً عليه أنه لو غلط هو أو أجلَّ منه في هذه المسألة وهي مسألة المسلم إذا أشرك بالله بعد بلوغ الحجة ، أو المسلم الذي يفضل هذا على الموحدين ، أو يزعم أنه على حـق ، أو غير ذلك من الكفر الصريح الظاهر الذي بينه الله ورسوله وبينه علماء الأمة ، أنا نؤمن بما جاءنا عن الله وعن رسوله من تكفيره ولو غلط من غلط .
فكيف والحمد لله ونحن لا نعلم عن واحد من العلماء خلافا في هذه المسألة ، وإنما يلجأ من شاق فيها إلى حجة فرعون : {فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى} أو حجة قريش : {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآَخِرَةِ( . ا.ه المراد
على أن الذي نعتقده وندين لله به ونرجو أن يثبتناً عليه أنه لو غلط هو أو أجلَّ منه في هذه المسألة وهي مسألة المسلم إذا أشرك بالله بعد بلوغ الحجة ، أو المسلم الذي يفضل هذا على الموحدين ، أو يزعم أنه على حـق ، أو غير ذلك من الكفر الصريح الظاهر الذي بينه الله ورسوله وبينه علماء الأمة ، أنا نؤمن بما جاءنا عن الله وعن رسوله من تكفيره ولو غلط من غلط .
فكيف والحمد لله ونحن لا نعلم عن واحد من العلماء خلافا في هذه المسألة ، وإنما يلجأ من شاق فيها إلى حجة فرعون : {فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى} أو حجة قريش : {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآَخِرَةِ( . ا.ه المراد
ونقل المجدد عن شيخ الإسلام نصوصا كثيرة في بيان براءته من عذر المشرك فراجعه
لعل الله يفتح قلبك للحق واترك عنك نظر الخلق فوالله ما يغنوا عنك من الله شيئا
يوم تقف بين يديه.
0 التعليقات:
إرسال تعليق