Pages

الثلاثاء، 10 ديسمبر 2013

وقفات مع كتاب ذم الإرجاء لخالد بن عبد الرحمن المصري


بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آل وصحبه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فهذه وقفات مع الكتاب المذكور وهي ليست مرتبة وسيتم ترتيبها حينما تتم كل التعقيبات على الكتاب
قال:
قوله تعالى حاكيا عن قوم شعيب صلى الله عليه وآله وسلم: (قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ)
فقولهم ( أن نترك) أي ننكر عبادة غير الله ، إذ لو كان مرادهم عدم الفعل لا الإنكار لما أفادهم تركها شيئا في توحيد الله وهم مؤمنون بعبادتها في قلوبهم ....والشاهد أن الترك هنا أتى بمعنى الإنكار.ا.هــ
وقوله هذا منقوض بآخر الآية على ما فسرها به الإمام الطبري حيث قال في 15/452:
فقال بعض البصريين: معنى ذلك: أصلواتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا، أو أن نترك أن نفعل في أموالنا ما نشاء = وليس معناه: تأمرك أن نفعل في أموالنا ما نشاء، لأنه ليس بذا أمرهم.
وقال بعض الكوفيين نحو هذا القول قال. وفيها وجه آخر يجعل الأمر كالنهي، كأنه قال: أصلواتك تأمرك بذا ، وتنهانا عن ذا؟ فهي حينئذ مردودة على أن الأولى منصوبة بقوله "تأمرك "، وأن الثانية منصوبة عطفًا بها على "ما" التي في قوله:(ما يعبد). وإذا كان ذلك كذلك، كان معنى الكلام: أصلواتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا، أو أن نترك أن نفعل في أموالنا ما نشاء.ا.هـ
قلت: فلو أن كلامه صح في شطر الآية الأول لما صح في الشطر الثاني إذا الترك فيه عملي ولا علاقة له بالاعتقاد فتبين وهاء قوله هذا.
وقال الحافظ ابن كثير:
{ قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لأنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ (87) }

يقولون له على سبيل التهكم، قَبَّحهم الله: { أَصَلاتُكَ } ، قال الأعمش: أي: قرآنك { تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا } أي: الأوثان والأصنام، { أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ } فنترك التطفيف على قولك، هي أموالنا نفعل فيها ما نريد.ا.هـ
وكذا استدلاله بقول يوسف: إني تركت ملة قوم...) الآية
فيقال جوابا على كلامه : تتمة الآية تنفي المعنى المشهور للترك وهي قوله : واتبعت ملة آبائي إبراهيم...)الآية
ثم إن الترك فهم منه هذا المعنى لأن مجرد ترك الآلهة دون البراءة منها لا يفيد ، بخلاف الترك الوارد في الصلاة فإنه يعرف من سياقه أن المراد به الترك العملي وهو ما فهمه كثير من الصحابة إما لمن قال بالإجماع أو هو قول جمهورهم .

0 التعليقات:

إرسال تعليق