Pages

الاثنين، 22 يونيو 2015

كشف شبهات المدخلي الخلفية _1_

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.أما بعد:

فقد كتب المدخلي مقالا يرد به على عماد فراج  لأجل كلامه في ابن تيمية ، وكان كعادته يهرف بما لا يعرف ،ويتكلم فيما لا يحسن ناصرا لتجهمه الغالي في عذر المشرك بجهله ، فأتى بمخارف ظنها حججا تنصر ما عليه من ضلال وتجهم ، فأحببت بيان قلة فهم الرجل لدين الإسلام ، وبعده كل البعد عن طريق السالفين وإن حاول أن يلتصق بهم زورا وبهتانا وهذا أوان الشروع في المقصود.
قال:
وقال الجهول الظلوم: "7- القول الذي ابتدعه ابن تيمية بأن أحمد لم يُكفِّر الجهمية".
أقول: إن قولك هذا في شيخ الإسلام لمن أعظم الكذب. فشيخ الإسلام لم يقل عن الإمام أحمد إنه لا يُكفِّر الجهمية بهذا الإطلاق، وإنما ينقل عنه أنه يُفرِّق بين علماء الجهمية فإنه يكفرهم، وبين جهالهم فلا يكفرهم.
وهذا كلام الإمام أحمد–رحمه الله- في جهال الجهمية.
1- قال الحافظ ابن الجوزي –رحمه الله- في "مناقب الإمام أحمد" (ص465-468): (أخبرنا محمد بن أبي منصور، قال: أخبرنا عبد القادر بن محمد، قال: أخبرنا أبو إسحاق البَرْمَكي، قال: أخبرنا علي بن مَرْدَك، قال: حدثنا ابن أبي حاتم، قال: قال صالح بن أحمد: سمعتُ أبي يقول: لقد جَعلتُ الميّتَ في حِلٍّ من ضَربه إياي، ثم قال: مررتُ بهذه الآية: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}، فنظرت في تفسيرها فإذا هو ما أخبرنا هاشم بن القاسم، قال: أخبرنا المبارك بن فَضَالة، قال: أخبرني مَن سمع الحسن يقول: إذا كانَ يوم القيامة جَثت الأمم كلّها بين يدي الله عزَّ وجلَّ، ثم نُودي أن لا يقوم لا من أجره على الله عزّ وجلّ، قال: فَلا يقوم إلا من عَفا في الدنيا. قال أبي: فجعلتُ الميّتَ في حلٍّ من ضَربه إياي، وجَعل يقول: وما عَلى رجل أن لا يعذِّبَ اللهُ بسببه أحداً؟
قال ابن أبي حاتم: وحدثنا أحمد بن سنان، قال: بلغني أن أحمد بن حنبل جعل المعتصم في حل في يوم فَتح [عاصمة] بابك، أو في يوم فتح عَموريّة، فقال: هو في حل من ضربي أخبرنا محمد بن أبي منصور، قال: أخبرنا عبد القادر بن محمد، قال: أخبرنا إبراهيم بن عمر، قال: أخبرنا عبيد الله بن عبد الرحمن، قال: حدثنا أبو عبد الله الحسن بن عبد الله ابن سقلاب، قال: حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: قال لي أبي: وَجَّه إليّ الواثق أن أجعل المعتصم في حِل من ضَربه إياي، فقلت: ما خرجتُ من داره حتى جعلته في حل، وذكرتُ قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يَقومُ يَوم القيامةِ إلا مَنْ عَفا" فعفوتُ عنه.
أخبرنا ابن ناصر، قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن علي الخياط، قال: أخبرنا محمد بن أبي الفوارس، قال: أخبرنا أحمد بن جعفر بن سَلْم، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الخالق، حدثنا أبو بكر المرُّوذي، قال: قال لي أبو عبد الله: قد سألني إسحاق بن إبراهيم أن أجعل أبا إسحاق([1]) في حل، فقلت له: قد كنتُ جعلته في حل، ثم قال أبو عبد الله: تفكرتُ في الحديث: "إذا كان يوم القيامة نادى مُنادٍ: لا يقم إلا من عفا". وذكرتُ قول الشَّعْبي: إن تعف عنه مَرة يكن لك من الأجر مَرَّتين.
أخبرنا عبد الملك بن أبي القاسم، قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأنصاري، قال: حدثنا محمد بن أحمد الجارودي، قال: حدثنا الحسين بن علي بن جعفر، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا أبو علي الحسين بن عبد الله الخِرَقِي -وقد رأى أحمد بن حنبل- قال: بت مع أحمد بن حنبل ليلةً؛ فلم أره ينام إلا يَبكي إلى أن أصبح، فقلت: أبا عبد الله، كثر بُكاؤك الليلة، فما السبب فقال لي: ذكرتُ ضرب المعتصم إياي ومرَّ بي في الدَّرس: {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}، فسجدت وأحللته من ضربي في السجود.
أنبأنا محمد بن ناصر، قال: أخبرنا المبارك بن عبد الجبار، قال: أخبرنا عُبيد الله بن عمر ابن شاهين، قال: حدثني أبي، قال: سمعت عثمان بن عَبْدُويَه، يقول: سمعتُ إبراهيم الحربي، يقول: أحلَّ أحمد بن حنبل من حَضر ضربَه وكلَّ من شايع فيه والمعتصم، وقال: لولا أن ابن أبي دُؤاد داعية لأحللته.
قال عمر بن شاهين: وحدثنا أحمد بن خالد المُكْتِب، قال: سمعت أبا العباس بن واصل المقرئ يقول: قال لي فُوران: وجَّه إليّ أبو عبد الله أحمد بن حنبل في اللّيل فدعاني، فقال لي: كيف أخبرتني عن فَضْل الأنماطي قال: قلت: يا أبا عبد الله، قال لي فَضل: لا أجعل في حل من أمرَ بضربي حتى أقول: القرآن مخلوق، ولا من تولي الضرب، ولا من سَرَّه ممن حضر وغابَ من الجهميَّة، فقال لي أحمد بن حنبل: لكني جعلتُ المعتصم في حل ومن تَولّى ضربي ومن غابَ ومن حضر، وقلت: لا يُعذب فيَّ أحد. وذكرتُ حديثين يُرويان عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله عزَّ وجلَّ ينشئُ قصوراً، فيرفع الناسُ رءوسهم، فيقولون: لمن هذه القصور ما أحسنها؟ فيقال: لمن أعطى ثمنها، قيل: وما ثمنها؟ قال: من عَفا عن أخيه المسلم" و"يأمر الله عز وجل بعقد لواءٍ فينادي منادٍ: ليقم تَحتَ هذا اللواء إلى الجَنة من له عند الله عَهد. فقال: بيِّن بيِّن من هو؟ قال: مَن عَفا عن أخيه المسلم".
أخبرنا محمد بن أبي منصور، قال: أخبرنا محمد بن عبد الملك بن عبد القاهر، قال: أنبأنا عُبيد الله بن أحمد بن عثمان الصَّيرفي، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد، أن أبا عَمرو بن السمّاك أخبرهم، قال: أخبرنا محمد بن سفيان بن هارون، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن صالح، قال: سمعتُ عمي عبد الله بن أحمد، يقول: قرأت على أبي روح عن أشعث عن الحسن: "إن لله عز وجل باباً في الجنة لا يدخله إلا من عَفا عن مَظْلَمة". فقال لي: يا بُني، ما خرجتُ من دار أبي إسحاق حتى أحللته ومن معه إلا رجلين، ابن أبي دؤاد وعبد الرحمن بن إسحاق فإنهما طلبا دمي، وأنا أهونُ على الله عز وجل من أن يعذب فيَّ أحداً، أشهدك أنهما في حِل) ا.هـ.
والجواب:
نقل عن ابن الجوزي ، و الرجل جهمي جلد يحرف صفات الله ويطعن في مثبتيها ، والمدخلي يؤمم أمثاله وهو يسمي أهل السنة بالمجسمة لكن القوم لا يعقلون.
وكتابه شاهد مصدق على ذلك فكيف تترحم عليه وتثني عليه باسم الحافظ؟
والمدخلي من يقيم الدنيا ولا يقعدها إنكارا على من يثني على بعض من يراهم مبتدعة، وبدعهم لا تبلغ معشار بدعة ابن الجوزي وأمثاله ، فهل ذلك حمية للدين أم للنفس والشيطان أم ردود سياسية بمرادات أخرى يعلمها رب العباد؟
ومن اطلع على كتاب هذا الجهمي الموسوم بدفع شبه التشبيه رأى عجبا من ضلال الرجل وجرأته على الله في نفي صفاته عامله الله بما يستحقه.
ثم يقال :كل ما نقله هنا عن الإمام أحمد لا يدل على ما يرومه من عذر الجاهل في أصل الدين ، وغاية ما فيه أن الإمام أحمد عفا عمن ضربه  من الخلفاء .
وبعضها يناقض بعضا وكعادته تقمش بجهل كحاطب ليل بحثا عما ينصر باطله ولو كان فيه حتفه .
ومما يبين جهل الرجل ما قاله الطبري في تفسير قوله تعالى ) فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين)بعد أن نقل قول من قال بنسخها:
والذي قاله قتادة غير مدفوع إمكانهُ، غير أن الناسخ الذي لا شك فيه من الأمر، هو ما كان نافيًا كلَّ معاني خلافهِ الذي كان قبله، فأمَّا ما كان غير نافٍ جميعَه، فلا سبيل إلى العلم بأنه ناسخ إلا بخبر من الله جل وعز أو من رسوله صلى الله عليه وسلم. وليس في قوله:( قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ ) دلالةٌ على الأمر بنفي معاني الصَّفح والعفو عن اليهود.
وإذ كان ذلك كذلك= وكان جائزًا مع إقرارهم بالصَّغار وأدائهم الجزية بعد القتال، الأمرُ بالعفو عنهم في غَدْرة همُّوا بها، أو نكثةٍ عزموا عليها، ما لم يَنْصِبُوا حربًا دون أداء الجزية،  ويمتنعوا من الأحكام اللازمَتِهم  = لم يكن واجبا أن يحكم لقوله:( قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ ) الآية، بأنه ناسخ قوله:"فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين".ا.ه
وعلى القول بأنها منسوخة فيستفاد منها أن العفو والصفح-قبل النسخ_ لا ينافي التكفير فبطلت حجتك وسقطت في الماء.
ثانيا: إن المعتصم قد رجع عن هذا القول ورفع المحنة  حتى جاء الواثق فأعادها ؛ قال عبد الغني المقدسي في كتاب المحنة (ص:63):
وكان إسحاق بن إبراهيم لا يقطع عنه خبره، وذلك أنه تركه فيما حكي لنا عند الإياس منه، وكان أبو إسحاق ندم بعد ذلك وأسقط في يده حتى صلح.
وفيه أيضا (ص:69):
أخبرنا أبو طاهر السلفي في كتابه، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن الفراء الدمشقي بداريا، أخبرنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن علي الكتاني الحافظ بدمشق، أخبرنا عبد الوهاب بن جعفر بن علي بن جعفر بن أحمد بن زياد الميداني، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن علي بن هارون البرذعي سنة أربع وستين وثلاثمائة، سمعت أبا بكر بن يزدانيار يعني الأرموي يقول في حديث طويل: بلغني أن المعتصم لما ضرب أحمد بن حنبل لم ينتفع بنفسه، وأخذته الرعدة وضيق النفس، وكانت ترتعد فرائصه ولا تكاد تستقيم له قدم على الأرض، فإذا قيل له: الأطباء، قال: أنا أعرف علتي، علتي محنة العبد الصالح أحمد بن حنبل حين ابتليت به. حتى مات على ذلك.
وأما تناقض هذه المنقولات – ولا يعني أنها غير صحيحة _ففي الأول أنه جعله في حل بعد موته وقد كان رجع عن قوله كما سبق بيانه فلا حجة فيه له ، وفي الثاني أنه أحله بعد خروجه من داره وهذه إن ثبتث فلعلها لما رأى منه أحمد من ترفق به وحرص على إطلاقه كما في المحنة لعبد الغني حيث قال:
قال أبو عبد الله(يعني أحمد بن حنبل): لولا الخبيث ابن أبي دؤاد كان أبو إسحاق قد خلاني، ولكن هو وإسحاق بن إبراهيم قالا له: يا أمير المؤمنين، ليس من تدبير الخلافة أن تخالف خليفتين وتخلي سبيله. ولولا ذلك كان أبو إسحاق قد أراد تخليتي قبل الضرب. وقد أراد ابن أبي دؤاد أن يحبسني بعد الضرب، فقال أبو إسحاق: يخلى، فعاوده فغضب أبو إسحاق وقال: يخلى عنه. فلم أعلم إلا بالقيد وقد نزع عني.
وقال لي أبو إسحاق في اليوم الثالث حين أمر بضربي: أجبني إلى شيء يكون لك فيه بعض الفرج حتى أطلق عنك، وأطأ عقبك، وآتيك بأهلي وولدي وحشمي وأراد بذلك أن يتشبث بشيء يكون له فيه عذر فقلت له: ما أتيتموني ببيان من كتاب الله عز وجل، ولا من سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال أبو عبد الله: وكان أبو إسحاق أرق علي منهم كلهم. فأما ابن أبي دؤاد فكان فدماً لا يحسن يحتج ولا يهتدي إلى شيء، إنما كان يعتمد على أولئك البصريين المعتزلة، برغوث وأصحابه.
وفي نقل ابن أبي حاتم أنه أحله يوم فتح عمورية أو عاصمة بابك ، وفي آخر النقول أنه عفا حتى عن الخبيث ابن أبي دؤاد وهذا لا يصح عن أحمد رحمه الله ففي المحنة لعبد الغني (ص:71):
أخبرنا أحمد بن محمد في كتابه، أخبرنا محمد بن علي، أخبرنا عبد العزيز ابن أحمد، أخبرنا عبد الوهاب بن جعفر، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد، حدثنا أبو الفضل البغدادي، قال: قال لي حنبل: لما ضرب ابن عمي انكسرت له قطعة من عظام ضلعه، وكنا لا نجسر أن نداويه مخافة أن يكون في الدواء شيء من السموم، حتى وصف لنا بالبصرة متطبب صالح، فجئنا به، فلما نظر إلى الكسر وإذا العظم متعلق بلحم مفسود، فجذبه الطبيب بأسنانه فانجذب،وغشي عليه، فلما أفاق سمعته يقول بلسان ضعيف: اللهم لا تؤاخذهم، فلما برئ قلت: سمعتك تقول -وذكر ما قال- فقال: نعم، أحببت أن ألقى الله عز وجل وليس بيني وبين قرابة النبي صلى الله عليه وسلم شيء، وقد جعلته في حل، إلا ابن أبي دؤاد ومن كان مثله، فإني لا أجعلهم في حل.
وقد قال في ابن أبي دؤاد :كافر بالله العظيم حشا الله قبره نارا كما في السنة للخلال.
ومما يبين غلط الرجل ومدى جهله ما رواه ابن كثير في البداية والنهاية (14/419) ط هجر:
وَكَتَبَ رَجُلٌ رُقْعَةً إِلَى الْمُتَوَكِّلِ يَقُولُ فِيهَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَشْتُمُ آبَاءَكَ وَيَرْمِيهِمْ بِالزَّنْدَقَةِ. فَكَتَبَ فِيهَا الْمُتَوَكِّلُ: أَمَّا الْمَأْمُونُ فَإِنَّهُ خَلَطَ فَسَلَّطَ النَّاسَ عَلَى نَفْسِهِ، وَأَمَّا أَبِي الْمُعْتَصِمُ فَإِنَّهُ كَانَ رَجُلَ حَرْبٍ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ بَصَرٌ بِالْكَلَامِ، وَأَمَّا أَخِي الْوَاثِقُ فَإِنَّهُ اسْتَحَقَّ مَا قِيلَ فِيهِ، ثُمَّ أَمَرَ أَنَّ يُضْرَبَ هَذَا.
فحتى المتوكل ما أنكر تكفير الواثق بل جعله مستحقا لذلك، فكيف ينكره الدخلي اعتمادا على عفو أحمد على من ضربه  لولا قلة الفهم ورقة الدين.
وعلى قولهم كيف يناظر أحمد الجهمية بحضرة الخليفة ويقيم عليهم الحجة ثم لا يكفرهم ؟
فإن كان كما قالوا فأحمد لا يكفر حتى بعد قيام الحجة وهذا من أشنع الأقوال وأفجرها ، ولا تستغرب من المداخلة  .
ثم قال :
2- وقال الخلال في "السنة" (1/133-134): (90 - وأخبرني علي بن عيسى قال سمعت حنبل يقول: في ولاية الواثق اجتمع فقهاء بغداد إلى أبي عبدالله أبو بكر بن عبيد وإبراهيم بن علي المطبخي وفضل بن عاصم فجاؤوا إلى أبي عبدالله فاستأذنت لهم، فقالوا يا أبا عبدالله هذا الأمر قد تفاقم وفشا يعنون إظهاره لخلق القرآن وغير ذلك. فقال لهم أبو عبدالله: فما تريدون؟ قالوا أن نشاورك في أنا لسنا نرضى بإمرته ولا سلطانه فناظرهم أبو عبدالله ساعة، وقال لهم: عليكم بالنكرة بقلوبكم ولا تخلعوا يداً من طاعة ولا تشقوا عصا المسلمين ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين معكم، انظروا في عاقبة أمركم واصبروا حتى يستريح بر، أو يستراح من فاجر. ودار في ذلك كلام كثير لم أحفظه. ومضوا ودخلت أنا وأبي على أبي عبدالله بعدما مضوا. فقال أبي لأبي عبدالله: نسأل الله السلامة لنا ولأمة محمد، وما أحب لأحد أن يفعل هذا. وقال أبي: يا أبا عبدالله هذا عندك صواب؟ قال: لا، هذا خلاف الآثار التي أمرنا فيها بالصبر، ثم ذكر أبو عبدالله قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن ضربك فاصبر، وإن... وإن... فاصبر" فأمر بالصبر، قال عبدالله بن مسعود، وذكر كلاما لم أحفظه).
أقول: تأمل هذا النص وقول هؤلاء العلماء. لقد تفاقم هذا الأمر وفَشا أي أمر الدعوة إلى خلق القرآن وظهور هذا الضلال. فهؤلاء العلماء يعتقدون أن القول بخلق القرآن كفر. والإمام أحمد يعتقد أن هذا القول كفر، وموقفه الصارم منه مشهور، لكنه مع ذلك لا يرى أن الخليفة الواثق كافر وكذا أمثاله ممن يعذرهم الإمام أحمد لجهلهم، ويرى أن هذا الخليفة مسلم لا يجوز خلعه، ولا الخروج عليه، ويرى أن المجتمع الذي فشا فيه القول بخلق القرآن مجتمع مسلم لا يجوز سفك دمائهم لجهلهم. ويرى الصبر على هذا البلاء والاقتصار على إنكاره بالقلوب حتى يأتي الفرج من الله، فسمع هؤلاء العلماء نصيحة الإمام أحمد وتقبّلوها، وحقق الله أمل الإمام أحمد وآمالهم بموت الواثق ومجيء الخليفة المتوكل الذي نصر الله به الحق والسنة، وكبح به جماح الجهمية الضلال، وأطفأ الله فتنتهم، وأعلى راية السنة. ولو كان الإمام أحمد يعتقد كفر هذا الخليفة لشجع هؤلاء العلماء على الخروج بناء على قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في وصيته بالصبر على جور الولاة حتى يروا كفراً بواحاً عندهم من الله برهان. وهذا النص وغيره من النصوص فيها براهين واضحة على أمانة وصدق شيخ الإسلام فيما ينقله عن الإمام أحمد من أنه يعذر من دان بالتجهم من الجهال، ويحكم بإسلامهم. وفي هذه النصوص إدانة للحدادية، -ومنهم عماد فراج- بمروقهم عن منهج السلف أهل السنة والجماعة، لا سيما وهم يكفرون من يعذر بالجهل، فحكمهم هذا يدخل فيه السلف الصالح دخولاً أولياً، فليعتبر أولوا الأبصار بما في هذا الأصل من الدمار.
والجواب من نفس الكتاب لكن الرجل يتخير ما يراه يؤيده ويعرض عن الباقي
ففي السنة للخلال (1/88):
23 - وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَنْبَلٍ ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قَالَ عَمِّي: " عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ جَاءَ إِلَى أَمْرٍ مُظْلِمٍ فَأَنَارَهُ، وَإِلَى سُنَنٍ قَدْ أُمِيتَتْ فَأَحْيَاهَا، لَمْ يَخَفْ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، وَلَا خَافَ فِي اللَّهِ أَحَدًا، فَأَحْيَا سُنَنًا قَدْ أُمِيتَتْ، وَشَرَّعَ شَرَائِعَ قَدْ دَرَسَتْ، رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ عَمِّي: وَيُقَالَ: إِنَّ فِي كُلِّ كَذَا وَكَذَا يَقُومُ قَائِمٌ بِأَمْرِ اللَّهِ، ثُمَّ ذَكَرَ الْمُتَوَكِّلَ، فَقَالَ: لَقَدْ أماتَ عَنِ النَّاسِ أُمُورًا قَدْ كَانُوا أَحْدَثُوهَا مِنْ دَرْسِ الْإِسْلَامِ، وَإِظْهَارِ الْمُنْكَرِ، قُلْتُ: فَتَرَاهُ مِنْ أُولِي الْحَقِّ؟ قَالَ: أَلَيْسَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أَحْيَا سُنَّةً مِنْ سُنَّتِي قَدْ أُمِيتَتْ فَقَدْ أَظْهَرَ مَا أَظْهَرَ، وَأَيُّ بَلَاءٍ كَانَ أَكْثَرَ مِنَ الذِّمِّيِّ، كَانَ أَحْدَثَ عَدُوُّ اللَّهِ، وَعَدُوُّ الْإِسْلَامِ فِي الْإِسْلَامِ مِنْ إِمَاتَةِ السُّنَّةِ، يَعْنِي الَّذِي قَبْلَ الْمُتَوَكِّلِ، فَأَحْيَا الْمُتَوَكِّلُ السُّنَّةَ، رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ ".
فانظر كيف سماه ذميا  وجعله عدوا لله وللإسلام فهل يقولها أحمد وهو يعتقد إسلامه ؟
والواثق خرج عليه أحمد بن نصر الخزاعي ولم ينكر عليه أحمد بل أثنى على فعله ففي تاريخ الإسلام للذهبي(5/766):
قال المَرُّوذِيّ: سمعت أبا عبد الله وذكر أحمد بْن نصر فقال: رحمه اللَّه ما كان أسخاه، لقد جاد بنفسه.
ثم قال:
وقيل: إنّ الواثق حنق عليه لأنّه ذكر للواثق حديثًا، فقال له الواثق: تكذب. فقال: بل أنت تكذب. وقيل: إنه قال له: يا صبي. وقيل: إنه كان يقول عن الواثق إذا خلا: فعل هذا الخنزير. وقال هذا الكافر. وبلغ ذلك الواثق، وخاف أيضا من خروجه، فقتله بحجة القول بخلق القرآن، ليومين بقيا من شعبان. وكان شيخًا أبيض الرأس واللحية، وذلك في سنة إحدى وثلاثين.ا.ه
وأحمد لم يجعله خارجا على السلطان فلو كان يراه مسلما ما رضي بفعله وأثنى عليه رحمهما الله .
وأما نهي أحمد عن الخروج فليس لأنه يراه مسلما بل لأن في الخروج مفسدة أعظم من المفسدة الحاصلة ولا يزال منكر بأنكر منه وقد علل أحمد ذلك بقوله كما في السنة للخلال (1/132) :
أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي هَارُونَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَنَّ أَبَا الْحَارِثِ حَدَّثَهُمْ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فِي أَمْرٍ كَانَ حَدَثَ بِبَغْدَادَ، وَهَمَّ قَوْمٌ بِالْخُرُوجِ، فَقُلْتُ: " يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَا تَقُولُ فِي الْخُرُوجِ مَعَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ، فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ، وَجَعَلَ يَقُولُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، الدِّمَاءَ، الدِّمَاءَ، لَا أَرَى ذَلِكَ، وَلَا آمُرُ بِهِ، الصَّبْرُ عَلَى مَا نَحْنُ فِيهِ خَيْرٌ مِنَ الْفِتْنَةِ يُسْفَكُ فِيهَا الدِّمَاءُ، وَيُسْتَبَاحُ فِيهَا الْأَمْوَالُ، وَيُنْتَهَكُ فِيهَا الْمَحَارِمُ، أَمَا عَلِمْتَ مَا كَانَ النَّاسُ فِيهِ، يَعْنِي أَيَّامَ الْفِتْنَةِ، قُلْتُ: وَالنَّاسُ الْيَوْمَ، أَلَيْسَ هُمْ فِي فِتْنَةٍ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ؟ قَالَ: وَإِنْ كَانَ، فَإِنَّمَا هِيَ فِتْنَةٌ خَاصَّةٌ، فَإِذَا وَقَعَ السَّيْفُ عَمَّتِ الْفِتْنَةُ، وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، الصَّبْرَ عَلَى هَذَا، وَيَسْلَمُ لَكَ دِينُكَ خَيْرٌ لَكَ، وَرَأَيْتُهُ يُنْكِرُ الْخُرُوجَ عَلَى الْأَئِمَّةِ، وَقَالَ: الدِّمَاءَ، لَا أَرَى ذَلِكَ، وَلَا آمُرُ بِهِ ".
فهذا من فقهه رحمه الله رحمة واسعة ، ولا يستدل بكلامه ذلك إلا معتوه العقل قليل الديانة ، فكيف تترك الآثار التي تصرح بتكفيره للواثق وهي صريحة وتتمسك بالمحتملات لذلك وغيره؟
وتعليق الأمر بالخروج  في الحديث ليس بالكفر البواح فقط بل لابد مع ذلك من قدرة على خلعه ، ولا يرمى المسلمون في المهالك بسبب كفر الحاكم وما حدث لأحمد بن نصر خير دليل على ذلك .
فلا حجة في فهم المدخلي المنكوس للحديث.
ثم قال:
3- وقال الحافظ ابن رجب –رحمه الله- في "ذيل طبقات الحنابلة" (2/155-156) ناقلاً عن ابن قدامة -رحمه الله- قوله: (قال أبو نصر السجْزِي: اختلف القائلون بتكفير القائل بخلق القرآن. قال بعضهم: كفر ينقل عن الملة. وقال بعضهم: كفر لا ينقل عن الملة([2]). ثم إن الإِمام أحمد -الذي هو أشد الناس على أهل البدع- قد كان يقول للمعتصم: يا أمير المؤمنين، ويرى طاعة الخلفاء الداعين إلى القول بخلق القرآن، وصلاة الجمع والأعياد خلفهم ولو سمع الإمام أحمد من يقول هذا القول، الذي لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن أحد قبله([3]): لأنكره أشد الإنكار. فقد كان ينكر أقل من هذا).
والجواب:
أولا: أبو نصر السجزي خالف إجماع السلف في جعل القول كفرا ناقلا عن الملة ولا يأخذ بالشاذ إلا مريض ذو هوى؛ فقد نقل الرازيان الاتفاق على جعله كفرا ناقلا عن الملة وسيأتي في موضعه.
ونقله غيرهما وسيأتي بعضه.
ومن ذلك قول الطبراني رحمه الله حيث سئل كما في الحجة في بيان المحجة : ما قولك -رحمك الله- فيمن يقول: إن أهل التوحيد يخرجون من النار إلا من يقول: القرآن مخلوق؟ فكتب في جوابه:
من قال: القرآن مخلوق فهو كافر بالله العظيم بلا اختلاف بين أهل العلم والسنة؛ لأنه زعم أن الله تعالى مخلوق؛ لأن القرآن كلام الله عز وجل تكلم به وكلم به جبريل الروح الأمين، وأنزله جبريل عليه السلام من عند الله هكذا. قال الله تبارك وتعالى: {نزل به الروح الأمين}، وأنزله جبريل على قلبك، من قال: إنه مخلوق، فهو شر من اليهود والنصارى وعبدة الأوثان، وليس من أهل التوحيد المخلصين الذين أدخلهم الله النار عقوبة منه لأعمال استوجبوا بها النار، فيخرجهم الله من النار برحمته وشفاعة نبيه محمد  صلى الله عليه وسلم وشفاعة الشافعين، ومن زعم أن من يقول: ((إن القرآن مخلوق)) يخرج من النار فهو كافر كمن زعم أن اليهود والنصارى يخرجون من النار.ا.ه
ثانيا: مخاطبة المعتصم بأمير المؤمنين لا تدل على ما ذهب إليه ابن قدامة فلعله كان يتألفه ليرجع إلى السنة أو لما رأى من ترفقه به، ثم كيف لعاقل يكون أسيرا عند حاكم أن يزيد من غيظه بترك مخاطبته بذلك؟
ثالثا: الصلاة خلف الجهمية لم يصححها أحمد ؛ فأحمد كان يعيد الصلاة خلفهم حتى رفعت المحنة وكان يبطل الصلاة خلفهم ولكنه ما كان يترك الجمعة والعيدين .
ففي السنة لعبد الله قال:
سَمِعْتُ أَبِيَ رَحِمَهُ اللَّهُ يَقُولُ: «لَا يُصَلَّى خَلْفَ الْقَدَرِيَّةِ وَالْمُعْتَزِلَةِ وَالْجَهْمِيَّةِ».
وقال : سَمِعْتُ أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ، يَقُولُ: " مَنْ قَالَ ذَلِكَ الْقَوْلَ لَا يُصَلَّى خَلْفَهُ الْجُمُعَةَ وَلَا غَيْرَهَا: إِلَّا أَنَّا لَا نَدَعُ إِتْيَانَهَا فَإِنْ صَلَّى خلفه الجمعة رَجُلٌ أَعَادَ الصَّلَاةَ، يَعْنِي: مَنْ قَالَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ ".
وقال أبو داود كما في مسائله:
قال أبو داود قلت أيام كان يصلي الجمع الجهمية، قلت له الجمعة قال أنا أعيد ومتى ما صليت خلف أحد ممن يقول القرآن مخلوق فأعد، قلت وبعرفه؟ قال نعم.
فكيف يقال أنه صلى خلفهم ولا يذكر أنه كان يعيدها ويأمر بإعادتها ولو تطاول الزمان في شرح مذاهب السنة لابن شاهين:
حدثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل الآدمي ، نا الفضل بن زياد ، نا أبو طالوت ، عن أبي عبد الله ، قال : قلت : « من صلى خلف جهمي سنة يعيد الصلاة ؟ قال : نعم ، يعيد سنة سنة وسنتين ، كلما صلى خلفه يعيد ».
وقال الدارمي رحمه الله في رده على الجهمية ص:109:
إن الذي يريد الشذوذ عن الحق يتبع الشاذ من قول العلماء ويتعلق بزلاتهم والذي يؤم الحق في نفسه يتبع المشهور من قول جماعتهم وينقلب مع جمهورهم فهما آيتان بينتان يستدل بهما على اتباع الرجل وعلى ابتداعه.
رابعا :السجزي نفسه يكفر من قال بقول الأشعرية في القرآن حيث يقول:
" ومنكر القرآن العربي وأنه كلام الله كافر بإجماع الفقهاء ومثبت قرآن لا أوّل له ولا آخر كافر بإجماعهم، ومدعي قرآن لا لغة فيه جاهل غبي عند العرب"
وقال المدخلي :
أقول: لقد افترى عماد على شيخ الإسلام فرية عظيمة حيث اتهمه في النقل عن الإمام أحمد، فما رأي هذا الجهول في الإمام أحمد ومن تداول مواقفه من هؤلاء العلماء، ومنهم عبد الله بن أحمد والسجزي وابن قدامة وابن رجب. هذه الفرية من عماد يدحضها هذه المواقف من الإمام أحمد القائمة على العذر بالجهل؛ القائم على الأدلة من الكتاب والسنة، ذلك الأصل الذي يُبدع ويكفر الحدادية من يقول به، فأئمة الإسلام ومنهم الإمام أحمد والإمام الشافعي وغيرهم عندهم كفار؛ لأنهم يعذرون بالجهل في منهج الحدادية التكفيري.
ويجاب بأنه سبق بيان مخالفة السجزي لإجماع من سبقوه وقد نقله الرازيان وغيرهم ومنهم حرب الكرماني حيث قال في عقيدته التي نقل عليها الإجماع بعد أن ذكر أقوال الجهمية:
ومن لم يكفر هؤلاء القوم والجهمية كلهم فهو مثلهم.ا.ه
وقال الرازيان :
ومن زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر بالله العظيم كفرا ينقل عن الملة ومن شك في كفره ممن يفهم فهو كافر.
وقالَ ابنُ بطة -رحمهُ اللهُ- في الإبانةِ الصُغرى : ونحنُ الآنَ ذاكرونَ شرحَ السنّةِ ووصفها ...
مما أجمعَ عَلَى شرحنا لهُ أهلُ الإسلامِ وسائرُ الأمّةِ منذُ بعثَ اللهُ نبيهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى وقتنا هذا .. إلى أن قال:
مَنْ قالَ مخلوقٌ أو قالَ كلامُ اللهِ ووقفَ أو شكّ أو قالَ بلسانهِ وأضمرهُ في نفسهِ فهوَ كافرٌ باللهِ حلالُ الدمِ برئٌ مِنَ اللهِ واللهُ منهُ بريءٌ ومَنْ شكّ في كفرهِ ووقفَ عَنْ تكفيرهِ فهوَ كافرٌ  ا. هـ
وفي عقيدة أحمد لمسدد كما في طبقات الحنابلة (1/343):
فقد أجمع من أدركنا من أهل العلم أن الجهمية افترقت ثلاث فرق فقالت طائفة منهم القرآن كلام الله مخلوق وقالت طائفة القرآن كلام الله وسكتت وهي الواقفة الملعونة وقال بعضهم ألفاظنا بالقرآن مخلوقة فكل هؤلاء جهمية كفار يستتابون فإن تابوا وإلا قتلوا وأجمع من أدركنا من أهل العلم أن من هذه مقالته إن لم يتب لم يناكح ولا يجوز قضاؤه ولا تؤكل ذبيحته.ا.ه
وقالَ فيها: وآمركم أن لا تؤثروا على القرآن شيئا فإنه كلام الله وما تكلم الله به فليس بمخلوق وما أخبر به عن القرون الماضية فليس بمخلوق وما في اللوح المحفوظ وما في المصحف وتلاوة الناس وكيفما وصف فهو كلام الله غير مخلوق فمن قال مخلوق فهو كافر بالله العظيم ومن لم يكفره فهو كافر ا.هــ
فهل هؤلاء حدادية أيها الجهمي البليد؟



[1]- يعني المعتصم.


0 التعليقات:

إرسال تعليق