بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
، أما بعد:
فإني كنت كثيرا ما أتساءل لم لا يهتم من
يتصدرون للدعوة السلفية بالجزائر بشرح كتب الإمام المجدد، وأرى ذلك من أكبر ما
يعيبهم عند من عرف السنة ، إذا من قصر في نشر التوحيد بين الناس لا يرجى منه خير
ولا ينتفع الناس بدالمنسوبون
زورا للسنة وهم عنها بمعزل ، وبينما أبحث عن بعض الصوتيات لفت انتباهي شرح لكشف
الشبهات لعبد الخالق ماضي فسرني ذلك لما في الكتاب من بيان للتوحيد ورد شبهات أهل
الشرك ، فأخذت درسين من الشرح وشرعت في سماعهما ، ففرحت في بداية الشرح وعند
الدقيقة الثانية عشر فجعني الشارح بنفيه
تكفير المشرك حتى تقام عليه الحجة _بمصطلحهم _ وجعل التكفير بفعل الشرك للنوع لا
للعين ، وتعلق بالتفريق بين النوع والعين ، وهو جعجعة يثيرها المرجئة لنفي التكفير
عن عباد القبور وعمن ارتكب ناقضا من نواقض الإسلام ،ثم وعد أن يفصل المسألة أكثر ،
وفي الدرس الثاني جاء الشيخ ليشرح المسألة الخطيرة _كما سماها _ ونسب للشيخ المجدد
عدم تكفير عباد القبور بأعيانهم وأنه كفار بالنوع ، وزاد الأمر ضغثا على إبالة بأن
جعل إقامة الحجة للعالم فقط، والحكم بالكفر للحاكم ، فانتفى بذلك التكفير بكل
النواقض إلا من العالم والحاكم كما زعم بجهله، ولبيان خطأ الرجل أردت أن أناقشه في
أمرين اثنين :
أولهما يبين تطفل الرجل على التوحيد وأنه
غريب عنه ، والثاني بيان جهله بالمسألة الخطيرة كما قال هو ، وتتبع الرجل في كل ما
قال لا طائل تحته، ورد شبهاتهم سبق مرارا وهي شبهات مكررة يجترها كثير منهم تقليدا
لبعض رؤوسهم من غير تحقيق ، هذا ناهيك عن أخطاء الشارح في النحو وتخليطه العجيب جدا
فيه ، حري بمن يتصدر للتدريس أن يقوم لسانه لئلا يقع في الزلل الذي لا يليق به.
وسقطاته في هذا الباب كثيرة لا تحصى.
والآن مع الأمر الأول الذي قصدته هو قوله
في شرحه الدرس الأول عند الدقيقة الأربعين:
حيث قسم الشرك إلى عام وخاص وجعل العام هو
جعل حق من حقوق الله لغيره ، والثاني جعل شيء من حق الله لغيره ،وهذا الاستعمال لم
أعرفه لأحد من محققي التوحيد ورؤوس دعاته.
وفرق بين جعل العبادة وبين صرف العبادة ، وحاول
جاهدا أن يظهر نفسه مظهر المحقق فقال: إن لفظ الجعل ورد به الشرع ، واستدل بقوله
تعالى (أجعل الآلهة إلها واحدا) ولا أدري وجه الاستدلال بهذه الآية على تخليطه
السابق.
ويكفي في رد هذا الهراء أنه لم يسبق إليه
من علماء التوحيد .
وإن كان مراده بالشرك الخاص صرف عبادة
واحدة بخلا الشرك العام فليس هذا مما ينبني عليه كبير فائدة، إذ من صرف أي شيء من
العبادة صار مشركا ، والغريب أنه استعمله في شرحه مرات عديدة ، فلا أدري لم أعرض
عن لفظ الجعل الذي ابتدعه؟.
وأما قوله في العذر بالجهل فقد ركب مركب
المرجئة وخلط في المسألة شأن من يقلدهم من غير تحقيق لمعتقد السلف ولا لمعتقد
الشيخ المجدد ، الذي يتصدى لرشح كتبه ككشف الشبهات ، والعجيب أن ينسب للشيخ عذر
عباد القبور دون تفصيل وهو يعلق على كلمة الشيخ في كشف الشبهات:
فإنك إذا عرفت أن الإنسان يكفر بكلمة يخرجها
من لسانه ، وقد يقولها وهو جاهل فلا يعذر بالجهل.ا.ه
ثم يأتي بعد هذ الكلام فينسب للشيخ معتقد
المرجئة الغوية ، مستدلا بكلام عام للشيخ لم يفهمه على مراد الشيخ وهذا مسلك كثير
ممن يقول بهذا القول، والنقل الذي ذكره عن الشيخ استدل به رائد وسبق الرد عليه وها
أنا أعيد الكلام فيه لبيان الحق في المسألة حيث نقل عن الشيخ المجدد قوله كما
في [الدرر السنية في الأجوبة النجدية
1/102-104]: ((أركان الإسلام الخمسة: أولها الشهادتان، ثمَّ الأركان الأربعة؛ فالأربعة:
إذا أقربها وتركها تهاوناً؛ فنحن وإن قاتلناه على فعلها، فلا نكفِّره بتركها؛ والعلماء:
اختلفوا في كفر التارك لها كسلاً من غير جحود؛ ولا نكفر إلا ما أجمع عليه العلماء كلهم:
وهو الشهادتان، وأيضاً نكفِّره بعد التعريف إذا عرف وأنكر. فنقول أعداؤنا معنا على
أنواع:
النوع الأول: مَنْ عرف أنَّ التوحيد دين الله
ورسوله، الذي أظهرناه للناس وأقرَّ أيضاً أنَّ هذه الاعتقادات في الحجر والشجر والبشر
الذي هو دين غالب الناس أنه الشرك بالله، الذي بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم ينهى
عنه، ويقاتل أهله ليكون الدين كله لله، ومع ذلك لم يلتفت إلى التوحيد ولا تعلمه ولا
دخل فيه، ولا ترك الشرك: فهو كافر نقاتله بكفره، لأنه عرف دين الرسول فلم يتبعه، وعرف
الشرك فلم يتركه، مع أنه لا يبغض دين الرسول ولا من دخل فيه ولا يمدح الشرك ولا يزينه
للناس.
النوع الثاني: مَنْ عرف ذلك؛ ولكنه تبين في
سب دين الرسول مع ادعائه أنه عامل به، وتبين في مدح من عبد يوسف والأشقر ومن عبد أبا
علي والخضر من أهل الكويت، وفضَّلهم على من وحَّد الله وترك الشرك، فهذا أعظم من الأول،
وفيه قوله تعالى: "فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين"،
وهو ممن قال الله فيه: "وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا
أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون".
النوع الثالث: مَنْ عرف التوحيد وأحبه واتبعه
وعرف الشرك وتركه، ولكن يكره مَنْ دخل في التوحيد، ويحب من بقى على الشرك: فهذا أيضاً
كافر فيه قوله تعالى: "ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم".
النوع الرابع: مَنْ سَلِمَ من هذا كله؛ ولكنَّ
أهل بلده يصرحون بعداوة أهل التوحيد وإتباع أهل الشرك، وساعين في قتالهم، ويتعذر أن
ترك وطنه يشق عليه، فيقاتل أهل التوحيد مع أهل بلده، ويجاهد بماله ونفسه: فهذا أيضاً
كافر؛ فإنه لو يأمرونه بترك صوم رمضان ولا يمكنه الصيام إلا بفراقهم فعل، ولو يأمرونه
بتزوج امرأة أبيه ولا يمكنه ذلك إلا بفراقهم فعل - وموافقتهم على الجهاد معهم بنفسه
وماله مع أنهم يريدون بذلك قطع دين الله ورسوله أكبر من ذلك بكثير - فهذا أيضاً كافر،
وهو ممن قال الله فيهم: "ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم"
إلى قوله: "سلطاناً مبيناً"، فهذا الذي نقول.
وأمَّا الكذب والبهتان؛ فمثل قولهم: إنا نكفِّر
بالعموم ونوجب الهجرة إلينا على مَنْ قدر على إظهار دينه، وإنا نكفِّر مَنْ لم يكفر
ومَنْ لم يقاتل، ومثل هذا وأضعاف أضعافه، فكل هذا من الكذب والبهتان الذي يصدون به
الناس عن دين الله ورسوله.وإذا كنا لا نكفِّر مَنْ عبد الصنم الذي على عبد القادر والصنم
الذي على قبر أحمد البدوي وأمثالهما لأجل جهلهم وعدم مَنْ ينبههم؛ فكيف نكفِّر مَنْ
لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا أو لم يكفر ويقاتل؟! سبحانك هذا بـهتان عظيم، بل
نُكفِّر تلك الأنواع الأربعة لأجل محادتهم لله ورسوله، ورحم الله امرءاً نظر نفسه وعرف
أنه ملاق الله الذي عنده الجنة والنار، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم)).
والجواب على هذا من كلام الشيخ وباقي أئمة الدعوة رحمهم الله حيث قال لإمام محمد
بن عبد الوهاب –رحمه الله – في مفيد المستفيد:
"فإن الذي لم تقم عليه الحجة هو الذي
حديث عهد بالإسلام والذي نشأ ببادية بعيدة، أو يكون ذلك في مسألة خفية مثل الصرف والعطف
فلا يكفر حتى يعرف ؛ وأما أصول الدين التي أوضحها الله وأحكمها في كتابه فإن حجة الله
هو القرآن فمن بلغه القرآن فقد بلغته الحجة، ولكن أصل الإشكال أنكم لم تفرقوا بين قيام
الحجة وبين فهم الحجة فإن أكثر الكفار والمنافقين من المسلمين لم يفهموا حجة الله مع
قيامها عليهم كما قال تعالى : (( أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام
بل هم أضل سبيلا)) وقيام الحجة نوع، وبلغوها نوع وقد قامت عليهم وفهمهم إياها نوع آخر
وكفرهم ببلوغها إياهم وإن لم يفهموها. إن أشكل عليكم ذلك فانظروا قوله : صلى الله عليه
وسلم في الخوارج (( أينما لقيتموهم فاقتلوهم )) وقوله : (( شر قتلى تحت أديم السماء
)) مع كونهم في عصر الصحابة..."
أما كلام الشيخ في عدم تكفير من عند قبة البدوي
فقال عن الشيح سليمان سحمان رحمه الله في كشف الأوهام والالتباس :
وأما قوله - عن الشيخ محمد، رحمه الله -: إنه
لا يكفر من كان على قبة الكواز، ونحوه، ولا يكفر الوثني حتى يدعوه، وتبلغه الحجة، فيقال:
نعم; فإن الشيخ محمدا رحمه الله، لم يكفر الناس ابتداء، إلا بعد قيام الحجة والدعوة،
لأنهم إذ ذاك في زمن فترة، وعدم علم بآثار
الرسالة، ولذلك قال: لجهلهم وعدم من ينبههم، فأما إذا قامت الحجة، فلا مانع من تكفيرهم
وإن لم يفهموها.
وفي هذه الأزمان، خصوصا في جهتكم، قد قامت
الحجة على من هناك، اتضحت لهم المحجة، ولم يزل في تلك البلاد من يدعو إلى توحيد الله،
ويقرره، ويناضل عنه، ويقرر مذهب السلف، وما دلت عليه النصوص من الصفات العلية، والأسماء
القدسية، ويرد ما يشبه به بعض أتباع الجهمية، ومن على طريقتهم، حتى صار الأمر في هذه
المسائل، ؛ في تلك البلاد، أظهر منه في غيرها، ولا تخفى النصوص والأدلة، حتى على العوام؛
فلا إشكال - والحالة هذه - في قيام الحجة وبلوغها، على من في جهتكم من المبتدعة، والزنادقة
الضلال.
ولا يجادل في هذه المسألة، ويشبه بها، إلا
من غلب جانب الهوى، ومال إلى المطامع الدنيوية، واشترى بآيات الله ثمنا قليلا، والله
أعلم.ا.ه
وقال الشيخ المجدد في مفيد المستفيد في
كفر تارك التوحيد:
وقال أبو العباس رحمه الله تعالى في كتاب
( إقتضاء الصراط المستقيم ) في الكلام على قوله تعالى : ( وما أهل به لغير الله ) ظاهره
أن ما ذبح لغير الله سواء لفظ به أو لم يلفظ ، وتحريم هذا أظهر من تحريم ما ذبحه النصراني
للحم وقال فيه باسم المسيح ونحوه ، كما أن ما ذبحناه نحن متقربين به إلى الله سبحانه
كان أزكى مما ذبحناه للحم وقلنا عليه باسم الله ، فإن عبادة الله سبحانه بالصلاة والنسك
له أعظم من الاستعانة باسمه في فواتح الأمور ، والعبادة لغير الله أعظم كفراً من الاستعانة
بغير الله فلو ذبح لغير الله متقربا به إليه لحرم وإن قال فيه باسم الله ، كما قد يفعله
طائفة من منافقي هذه الأمة ، وإن كان هؤلاء مرتدين لا تباح ذبائحهم بحال ، لكن يجتمع
في الذبيحة مانعان ، وهذا ما يفعل بمكة وغيرها من الذبح للجن . انتهى كلام الشيخ وهو
الذي ينسب إليه بعض أعداء الدين أنه لا يكفر المعين ، فانظر أرشدك الله إلى تكفيره
من ذبح لغير الله من هذه الأمة ، وتصريحه أن المنافق يصير مرتداً بذلك ، وهذا في المعين
إذ لا يتصور أن تحرم إلا ذبيحة معين .
فهذا فهم العلماء لكلامه لا فهم الأغرار والمتعالمين.
وقال أيضا ص8:
وأنا أذكر لفظه الذي احتجوا به على زيغهم قال
رحمه الله تعالى : أنا من أعظم الناس نهياً عن أن ينسب معين إلى تكفير ، أو تبديع ،
أو تفسيق ، أو معصية ، إلا إذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها
كان كافراً تارة ، وفاسقاً أخرى ، وعاصياً أخرى . انتهى كلامه .
وهذا صفة كلامه في المسألة في كل موضع وقفنا
عليه من كلامه لا يذكر عدم تكفير المعين إلا ويصله بما يزيل الإشكال أن المراد بالتوقف
عن تكفيره قبل أن تبلغه الحجة ، وأما إذا بلغته حكم عليه بما تقتضيه تلك المسألة من
تكفير ، أو تفسيق ، أو معصية .
وصرح رضي الله عنه أن كلامه في غير المسائل
الظاهرة ، فقال في الرد على المتكلمين لما ذكر أن بعض أئمتهم توجد منه الردة عن الإسلام
كثيرا قال : وهذا إن كان في المقالات الخفية فقد يقال أنه فيها مخطئ ضال تقم عليه الحجة
التي يكفر تاركها ، لكن هذا يصدر عنهم في أمور يعلم الخاصة والعامة من المسلمين أن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث بها ، وكفر من خالفها ، مثل أمره بعبادة الله
وحده لا شريك له ، ونهيه عن عبادة أحد سواه من الملائكة والنبيين وغيرهم ، فإن هذا
أظهر شعائر الإسلام ، ومثل إيجاب الصلوات الخمس وتعظيم شأنها ، ومثل تحريم الفواحش
والربا والخمر والميسر ، ثم تجد كثيراً من رؤوسهم وقعوا فيها فكانوا مرتدين .
وهاك الكلام القاطع من الإمام المجدد لعلك
تفيق ومن معك من لوثة الإرجاء:
على أن الذي نعتقده وندين لله به ونرجو أن
يثبتناً عليه أنه لو غلط هو أو أجلَّ منه في هذه المسألة وهي مسألة المسلم إذا أشرك
بالله بعد بلوغ الحجة ، أو المسلم الذي يفضل هذا على الموحدين ، أو يزعم أنه على حق
، أو غير ذلك من الكفر الصريح الظاهر الذي بينه الله ورسوله وبينه علماء الأمة ، أنا
نؤمن بما جاءنا عن الله وعن رسوله من تكفيره ولو غلط من غلط .
فكيف والحمد لله ونحن لا نعلم عن واحد من العلماء
خلافا في هذه المسألة ، وإنما يلجأ من شاق فيها إلى حجة فرعون : ( فما بال القرون الأولى
) أو حجة قريش : ( ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة ) .ا.ه
ولو قت كلام لشيخ في تكفير عباد القبور
لجمعنا كتابا ضخما فيذلك لكن العاقل تكفيه الإشارة.
وقال قال الشيخ محمد حامد الفقي : ( في هذه
العبارة نقص أو تحريف، لا بد . فإن مؤداها خطأ واضح ينافي نصوص القرآن و السنة، و إذا
لم يكفر من يعبد الصنم فمن يكفر غيره ؟ . و هذا بلا شك خلاف دعوة الإسلام و دعوة الشيخ
محمد بن عبد الوهاب المعروفة من كتاب التوحيد و كشف الشبهات و الثلاثة الأصول و غيرها
من كتبه الصريحة في أنه : لا يصح إسلام أحد إلا إذا عرف ما هي الطواغيت و كفر بها و
عاداها و عادى عابديها كما قرر إبراهيم -عليه السلام- في قوله لقومه : ( أفرأيتم ما
كنتم تعبدون أنتم و آباؤكم الأولون، فإنهم عدو لي إلا رب العالمين ) الآيات . و هذا
أوضح في القرآن و السنة و كلام أهل العلم و الدين من أن ينبه عليه .
و الداعي إلى الله و إلى إخلاص العبادة له،
لا يضيره أبدا أن يرمى من أعداء الله بأنه ( يكفر الناس و يسميهم مشركين )، فإن ذلك
من لازم دعوته إلى توحيد الله و الإيمان به، إذ لا يمكن الدعوة إلى الإيمان إلا ببيان
الكفر و الكافرين، و الشرك و المشركين، بل إن منطوق كلمة ( لا إله إلا الله ) مستلزم
ذلك....
من تعليقه على مصباح الظلام ص : 28
وإليك قوله الواضح رحمه الله :
فقال كما مجموع مؤلفاته ( 7/159-160):
: " ... كيف تشكون في هذا وقد وضحت لكم
مرارا أن الذي لم تقم عليه الحجة هو الذي حديث عهد بالإسلام أو الذي نشأفي بادية بعيدة
أو يكون في مسائل خفية مثل الصرف أو العطف فلا يكفر حتى يعرف ، وأما الأصول التي وضحها
الله في كتابه فإن حجة الله هي القرآن فمن بلغه القرآن فقد بلغته الحجة ، ولكن أصل
الإشكال أنكم لم تفرقوا بين قيام الحجة وفهم الحجة فإن أكثر الكفار والمنافقين لم يفهموا
الحجة مع قيامها عليهم " ا.هـ.
وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن
في رسالة حكم تكفير المعين:
فقف هنا وتأمل هذا التفصيل البديع، فإنه رحمه
الله لم يستثن إلاَّ من عجز عن إدراك الحق، مع شدة طلبه وإرادته له، فهذا الصنف هو
المراد في كلام شيخ الإسلام وابن القيم وأمثالهما من المحققين، وأما العراقي وإخوانه
المبطلون فشبهوا بأن الشيخ لا يكفر الجاهل، وأنه يقول هو معذور، وأجملوا القول ولم
يفصلوا، وجعلوا هذه الشبهة ترسًا يدفعون به الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، وصاحوا
على عباد الله الموحدين، كما جرى لأسلافهم من عباد القبور والمشركين.
وإلى الله المصير وهو الحاكم بين عباده فيما
كانوا فيه يختلفون إلى آخر ما ذكر الشيخ رحمه الله.
فتأمل إن كنت ممن يطلب الحق بدليله، وإن كنت
ممن صمَّم على الباطل، وأراد أن يستدل عليه بما أجمل من كلام العلماء، فلا عجب.
وصلَّى الله على محمد النبي الأمي وعلى آله
وصحبه أجمعين»
0 التعليقات:
إرسال تعليق