Pages

الثلاثاء، 5 أغسطس 2014

ومرة أخرى ربيع لا يرعوي عن الكذب

بسم الله الرحمن الرحيم 
 الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وبعد:


فقد عاد خطيب الجهمية مرة أخرى في مقال جديد كتبه ردا على الجهني، فاجتر فيه كلامنه السابق وزاد عليه بعض الأكاذيب والرتهات مما يتنزه عنه صغار الطلبة فضلا عن حامل اللواء ، فأحببت مناقشته في بعض النقاط اليسيرة ، واسأل الله أن يجعل ما أكتب خالصا لوجهه، وكلامه ملون بالأحمر تمميزا له عن التعليق.
قال خطيب الجهمية:
فما رأيت مثل فرقة الحدادية في الدعاوى الباطلة والعناد والمكابرة وقلب الحقائق.
وتعليقا عليه لم نر في المكابرة والعناد أخبث من ربيع وعصابته الذين فاقوا أهل البدع السابقين في ضلالهم وعنادهم بالباطل مع وضوح الأدلة
1-    انظر قصره السلف على الصحابة والتابعين، وهذا أمر خطير تفتعله الفرقة الحدادية لإسقاط من بعد الصحابة والتابعين من السلف الصالح ودفن جهودهم في رفع راية السنة وهدمهم للبدع ودحر أهلها وبيان ضلالهم فرقة فرقة.
ليس في كلام الجهني أي قصر فكفاك كذبا وحماقة يا ربيع ، أما تستحي من هذا الصنيع وأنت في أواخر عمرك ؟ أما تخشى أن تلقى ربك على هذا المذهب الذي يخجل منه صغار الطلبة ؟
الجهني يتحدث عن إجماع تم في عصر الصحابة والتابعين ولم يحصر السلف فيهم فقط ، وإن حصر فأين المشكلة ؟ وهم اصل كل من جاء بعدهم.
 أم أنك أتريد توسيع الدائرة لتدخل المرجئة؟

2-    دعوى الإجماع على كفر تارك الصلاة، وهذه الدعوى لا تثبت عن الصحابة.
فإن كان يريد بدعوى الإجماع ما قاله عبد الله بن شقيق فقد بينا ضعف هذه الدعوى، انظر [المقالات الأثرية في الرد على تشغيبات الحدادية] التعليق الخامس (ص48-58).
مقالاتك لا علاقة لها بالأثر فاترك السفسطة على البلهاء، ففي كلامك تهافت ظاهر بيناه غير مرة وفيه من الجهل بعلم الحديث ما يعاب به المبتدئ فضلا عن الدكتور المتبحر والنقاد الكبير ربيع ، فجهلك ليث بن عبدة وسوء بحثك عن ابن ابي مريم لا يعد ردا علميا إلا عند ممن اتبعك بجهالة وقلة حياء .
فاكفف عنا جهلك ولا تكلفنا الرد عليك في أمور تافهة لا ترقى للبحث العلمي الحقيقي.
وفي هذا البيان ما يشفي ويكفي كل ذي عقل ودين وإنصاف.
يكفي ويشفي اشباه الأنعام كالزهراني والهضابي والعتيبي الأرعن ، أما العقلاء فحاشاهم من قبول كلامك الساقط.
3-    لقد أكثر الحدادية من دعاوى الإجماع التي لا تثبت، وقد رد السلفيون هذه الدعاوى، انظر [أقوال الثقات في رد دعاوى صاحب الحمامات] للشيخ أحمد الزهراني، فقد فند هذه الدعاوى كلها بالأدلة والبراهين.
إن كانت ردود الزهراني الكاذب والتي ملأها بالجهل والحماقة والخيانة والبتر ردود بالأدلة ،فعلى عقلك السلام وإني أنصحك بكف نفسك عن الكتابة فقد خرفت  يا ربيع ، وما في مقالات الزهراني لا يرقى أن يسمى علما أصلا ، وقد بينت بعض ما فيه من تحامق في مقالات سابقة ، ولو تتبعت كل ما كتب لضاع مني وقت كبير لحمق الرجل وضحالة علمه وبعده عن طرق البحث العلمي.
1)      ومن الدعاوى الباطلة:
"قوله: وأصبح من يدعو إلى إحياء السنن وفقه الصحابة رضي الله عنهم, وطرح الأقوال المخالفة لأقوالهم, غريبا,  كأنه جاء ببدعة أو دعا إلى ضلالة,  وهذا مصداق قوله صلى الله عليه وسلم : "بدأ الإسلام غريباً، وسيعود كما بدأ غريباً ، فطوبى للغرباء".
أقول:
إن هذا الجاهل ليدعي لنفسه ولحزبه الحدادي الهدام بأنهم من الدعاة إلى إحياء السنن وفقه الصحابة.
وهذه دعوى عريضة هي في وادٍ والحدادية الجهلاء البغاة في واد آخر، فهم حرب على دعاة السنة المتمسكين بها، وورثة الصحابة والتابعين لهم بإحسان.
هذا وهم يبنون عقائدهم الشاذة على الأحاديث الضعيفة والأقوال الشاذة الهزيلة مثل: إجلاس النبي صلى الله عليه وسلم على العرش.
يا ربيع دعك من المكابرة في الحسيات واترك البهتان قطع الله لسانك من كاذب مفتري،
حديث الإجلاس ثابت عن مجاهد قبله السلف وحدثوا به وردوا به على الجهمية وجهموا من رده كحالك وحالك قائدك في الضلالة الألباني الجاهل.
وكلام السلف منشور سقناه لك كثيرا وساقه غيرنا قبلنا فمن قبله فهو المنصور  بإذن الله ومن رده فهو المخذول وعليه من الله ما يستحق فقد افتريت الكذب كثيرا فهلم للمباهلة  على صحة هذا عن كنت على يقين مما تقول.
أما خلافك مع عادل حول الحديث فلا تعممه على الجميع والمسألة يفصل فيها البحث العلمي لا التهويل الأرعن.
2)      ومن تهوكه على أهل السنة قوله: "وكما تسلط المتكلمون المبتدعة من عهد قديم على مسائل العقيدة فثبتوا مسائلهم المبتدَعة في الكتب والرسائل حتى نَسي غالب الناس أنها مسائل محدثة ليست من علوم الصحابة رضي الله عنهم".
أقول:
أ‌-        يوهم الناس بهذا الكلام أن أهل السنة الذي يرميهم بالإرجاء ظلما وبغيا أنهم إنما تلقوا القول بعدم تكفير تارك الصلاة إنما تلقوه من المتكلمين المبتدعة، وهذا عين الكذب والافتراء على أهل السنة حقًّا الذين يأخذون عقائدهم وعباداتهم وأحكامهم من الكتاب والسنة.
لم يتكلم الجهني عن حكم تارك الصلاة فلا تكذب فهو يتكلم عن تأصيل عام في مسائل كثيرة أدخلت بسبب أهل الكلام.
ب‌- لقد حارب السلف الطائفة المنصورة البدع وأهلها وبينوا فساد عقائدهم من روافض وخوارج وجهمية ومعتزلة وصوفية وغيرهم، بينوا ذلك في كتب ورسائل عديدة، مثل: [الشريعة للآجري] و[الإبانتين] لابن بطة، و[شرح أصول اعتقاد أهل السنة] للالكائي، و[السنة لعبد الله بن أحمد] و[السنة للخلال] و[الحجة في بيان المحجة] للأصفهاني، وغيرها.
كل هؤلاء لست منهم في شيء فاترك البهتان ، فأنت ترد على السلف قبولهم لثر مجاهد وغيره من الآثار في الاعتقاد ، وهي في هذه الكتب فكيف تنسب نفسك غليهم وأنت مخالف لهم المخالفة البينة ؟ أتكذب على نفسك أم على حميرك؟
فقد خالفت الآجري في الإيمان وخالفت الخلال في أثر مجاهد وغيره وخالفت عبد الله في مسألة أبي حنيفة وغيرها والأمثلة كثيرة ، فأنت مخالف لهم فلا تنسب نفسك زورا إليهم.
وهذه نماذج فقط من مخالفتك لهم وإلا فالتتبع يخرج الكثير.
وكم لشيخ الإسلام ابن تيمية من المؤلفات في بيان أهل البدع وهدم عقائدهم، وكذلك لابن القيم وابن عبد الهادي وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ومدرسته وإلى يومنا هذا، يقوم أهل السنة ببيان التوحيد والسنة ومنهج السلف وهدم البدع وأهلها.
كلهم منك برآء  كيف وأنت ترمي أئمة الدعوة النجدية بالتناقض في مسألة العذر ، وتخالفهم في تكفير المشركين، وتنسب إليهم كذبا العذر بالجهل ، فمن أين لك صحة النسبة ؟
اللهم إلا عند أشباه الأنعام ممن هم حولك لا يفقهون.
فلماذا لم تذكر هذه الطائفة المنصورة وتبين جهودها في بيان الحق ودحض البدع والضلالات أيها الملبس الحاقد على أهل السنة، ولماذا لم تسلك أنت وفرقتك الحدادية مسلك أهل السنة في بيان الحق واحترام أهله ودحض البدع والضلالات بدل حربكم بالباطل والفجور لأهل السنة والحق؟!!
أين احترامك لأهل الحق أيها الفاجر؟
ألم ترم كل من خالفك بالبدعة انتصارا لهواك وبحثا عن مكانة بين الخلق ؟
ألم تفتري الكذب على أهل السنة وتسمي كل من خالفك بالحدادية؟
وجعلت الحدادية اسما جامعا لكل من خالفك في الإيمان والعذر بالجهل بلا تفريق بينهم.
حتى يخيل إلى من يسمعك تتحدث عنهم أنهم أخبث من الجهمية الذي تثني على بعض رؤوسهم
وأين خالف أهل السنة الحق ومن المحق الذي لم يحترموه؟
إن كنت تقصد نفسك فأنت عندنا والبعر سواء بل أخس وأحقر ولولا اغترار الدهماء بك ما رددنا عليك ، ولا ألقينا لترهاتك بالا، لكنه زمان ترؤس الجهال نعوذ بالله من الفتن.
إن لعملكم هذا لدلالات خطيرة على ضلالكم وخبث طواياكم، وإنكم مسيرون من أهل البدع والضلال، ومجندون لحرب أهل السنة والتوحيد.
هذه فرية ترمي بها كل من خالفك فقد قلتها في الحلبي خدينك في الإرجاء وقلتها في غيره بل في كل من رددت عليهم ، وتلك والله فرية عظمى على أهل السنة عاملك الله بما تستحقه عليها عاجلا غير آجل.
بل أنت وحزبك الضال مجندون لحرب أهل السنة بالفجور والسباب والبهتان الذي ألفته مع كل من خالفك وليس هذا وليد اليوم.
ذكره لشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والإمام محمد بن عبد الوهاب من باب التمويه؛ ليشعر الناس أنه على طريقتهم ومنهجهم، وهذا من الكذب المكشوف، فهو في واد وهؤلاء الأئمة في واد آخر، فهل هؤلاء الأئمة يرمون من لا يكفر تارك الصلاة بالإرجاء.
فهذا الإمام محمد لا يكفر تارك الأركان الأربعة، ومنهجكم يقتضي الحكم عليه بأنه من غلاة المرجئة.
يا كبير الجهلاء المجدد أو ابن تيمية  أو الزهري محجوج بإجماع السلف قبله ومن خالفه فهو مخطئ كائنا من كان فدعك من التهويل ولغة الترهيب .
والزهري تبع للصحابة ولا يعتبِر خلافَه خلافا لهم إلا مخبول في عقله .
فعن عبد العزيز بن عبيد الله قال ( قال رجل لعامر اتفق شريح وابن مسعود فقال عامر بل تبع شريح ابن مسعود وإنما يتفق أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والناس لهم تبع ).
وعامر هو الشعبي رحمه الله.
وقال الهيثم بن جميل كما في إعلام الموقعين(2/140) : "قلت لمالك بن أنس: يا أبا عبدالله؛ إن عندنا قوماً وضعوا كتباً؛ يقول أحدهم: ثنا فلان عن فلان عن عمر بن الخطاب بكذا وكذا. وفلان عن إبراهيم بكذا، ويأخذ بقول إبراهيم. قال مالك: وصح عندهم قول عمر؟ قلت: إنما هي رواية؛ كما صح عندهم قول إبراهيم؛ فقال مالك: هؤلاء يستتابون"اهـ
وكلامه ينطبق عليك تماما فلو كنت في عصر مالك لأمر باستتابتك مما تهذي به .
وهذا الإمام أحمد بن حنبل، وأبو عوانة وابن تيمية، وابن القيم، وابن عبد الوهاب وأعيان أتباعه يعذرون بالجهل.
كفاك كذبا على القوم وهات كلامهم لو قدرت وأنى لك ، فبضاعتك الكذب والتهويل ولا تروج إلا على الدهماء ممن يتبعك بلا فهم ولا عقل.
فأحمد لم يعذر من قال بخلق القرآن فكيف يعذر المشرك؟ أليس هذا من خبث الطوية يا ربيع؟
أما ابن تيمية وابن القيم وابن عبد الوهاب فقد فندنا مرارا كذبك عليهم لكنك رجل لا تستحي على كبر سنك ، ولا تخاف الله في آخر حياتك فنسأل الله أن يهديك أو يقصمك عاجلا غير آجل .
فاللهم إن كان عبدك ربيع كاذبا على أحمد في كلامه فخذه أخذ عزيز مقتدر واجعله لمن تبعه آية يا جبار.
والعذر بالجهل عند الفرقة الحدادية من الموبقات حتى إن بعض أفراد هذه الفرقة ليرمي من يعذر بالجهل بأنهم زنادقة.
نعم من الموبقات بل هو زندقة ظاهرة وكلام أئمة الدعوة في ذلك واضح لا يخفى إلا على العميان فقد جاء في [ الدرر السنية 9/291 ] عن بعض علماء الدّعوة النّجديّة
( الأمر الثاني : ممّا يوجب الجهاد لمن اتّصف به : عدم تكفير المشركين ، أو الشّك في كفرهم ، فإنّ ذلك من نواقض الإسلام ومبطلاته ، فمن اتّصف به فقد كفر، وحلّ دمه وماله ، ووجب قتاله حتى يُكَفِّر المشركين ، والدّليل على ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - : " من قال لا إله إلا الله ، وكفر بما يعبد من دون الله ، حرم ماله ودمه" ، علّق عصمة المال والدّم بأمرين :
الأمر الأوّل : قول : لا إله إلا الله .
الثّاني : الكفر بما يعبد من دون الله .
فلا يُعصم دم العبد و ماله ، حتىّ يأتي بهذين الأمرين :
الأوّل : قوله : لا إله إلا الله ، والمراد معناها لا مجرد لفظها ، ومعناها هو توحيد الله بجميع أنواع العبادة .
الأمر الثّاني : الكفر بما يعبد من دون الله ، والمراد بذلك تكفير المشركين ، والبراءة منه، وممّا يعبدون مع الله . فمن لم يُكفّر المشركين من الدّولة التّركية ، وعُبّاد القبور ، كأهل مكة وغيرهم ، ممن عبد الصالحين ، وعدل عن توحيد الله إلى الشّرك ، وبدّل سنّة رسوله - صلى الله عليه وسلم - بالبدع ، فهو كافر مثلهم ، وإن كان يكره دينهم ، ويبغضهم ، ويُحبّ الإسلام والمسلمين ، فإنّ الذي لا يُكفّر المشركين ، غير مصدق بالقرآن ، فإنّ القرآن قد كَفّر المشركين ، وأمر بتكفيرهم ، وعداوتهم وقتالهم .
قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - في نواقض الإسلام: الثالث : من لم يُكفّر المشركين ، أو شكّ في كفرهم ، أو صحّح مذهبهم ، كَفَر، وقال شيخ الإسلام ابن تيميّة - رحمه الله -: من دعا عليّ بن أبي طالب ، فقد كفر، ومن شكّ في كفره ، فقد كفر .ا.ه
فهل هذه مجازفة من ائمة الدعوة ايها الأرعن ؟
وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمهما الله تعالى في رسالة بعث بها إلى إمام وقته فيصل بن تركي، يذكره فيها ببعض واجبات الإمامة في «مجموعة الرسائل والمسائل النجدية»، تكملة رسائل عبد الرحمن ابن حسن: (2/7). :
«وكذلك يجب على ولي الأمر أن يقدم على من نسب عنه طعن وقدح في شيء من دين الله ورسوله، أو تشبيه على المسلمين في عقائدهم ودينهم، مثل: من ينهى عن تكفير المشركين، ويجعلهم من خير أمة أخرجت للناس لأنهم يدَّعون الإسلام، ويتكلَّمون بالشهادتين.
وهذا الجنس ضرره على الإسلام خصوصًا على العوام ضرر عظيم يخشى منه الفتنة، وأكثر الناس لا علم له بالحجج التي تنفي شبه المشبهين وزيغ الزائغين، بل تجده والعياذ بالله سلس القياد لكل من قاده أو دعاه، كما قال فيهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - : لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجؤوا على ركن وثيق أقرب شبهًا بهم: الأنعام السارحة»
فهل هذه مجازفة منهم قاتلك الله؟
وصدق فضرركم على الإسلام كبير لما جعلتم المشرك والمسلم سواء في الحكم.
وقال المجدد كما في الدرر(10/52):
إذا عرفتم ذلك، فهؤلاء الطواغيت الذين يعتقد الناس فيهم، من أهل الخرج وغيرهم، مشهورون عند الخاص والعام بذلك، وأنهم يترشحون له، ويأمرون به الناس، كلهم كفار مرتدون عن الإسلام؛ ومن جادل عنهم، أو أنكر على من كفرهم، أو زعم أن فعلهم هذا، لو كان باطلا فلا يخرجهم إلى الكفر، فأقل أحوال هذا المجادل، أنه فاسق لا يقبل خطه ولا شهادته، ولا يصلى خلفه.
بل لا يصح دين الإسلام، إلا بالبراءة من هؤلاء وتكفيرهم، كما قال تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} 1.ومصداق هذا: أنكم إذا رأيتم من يخالف هذا الكلام، وينكره، فلا يخلو، إما أن يدعى أنه عارف; فقولوا له: هذا الأمر العظيم لا يغفل عنه، فبين لنا ما يصدقك من كلام العلماء، إذا لم تعرف كلام الله ورسوله؛ فإن زعم أن عنده دليلا فقولوا له يكتبه، حتى نعرضه على أهل المعرفة، ويتبين لنا أنك على الصواب، ونتبعك، فإن نبينا صلى الله عليه وسلم قد بين لنا الحق من الباطل.ا.ه
فليتك تفصح عما في قلبك من دغل لأئمة الدعوة ليعرف الناس حقيقتك لكنك منافق مباهت.
إن في هذا المقطع من قول هذا الحدادي من الباطل ما لا يجرؤ عليه إلا أهل الجهل والهوى.
فهل الصحابة والتابعون يخالفون قول الله تعالى: ((إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء)) آيتان عظيمتان من سورة النساء.
كلما كتبت زاد الله في فضيحتك عند الشرفاء ، فلا يستدل بالآية على ما تريد إلا جاهل أو أحمق لا يدري ما يخرج من رأسه، فهل الصحابة حين قاتلوا أهل الردة ومانعي الزكاة نسوا هذه الآية؟
وهل السلف لما كفروا من قال القرآن مخلوق نسوا الآية؟
يالك من جاهل قليل الحياء!!!!
تبا لك ولمن زكاك ودافع عنك.
وهل الصحابة والتابعون الذين رووا أحاديث الشفاعة ومنها: (يخرج من النار قوم لم يعلموا خيرًا قط)، ورووا قوله صلى الله عليه وسلم: (يخرج من النار من في قلبه أدنى أدنى أدنى من مثقال ذرة من إيمان).
هل هؤلاء الصحابة والتابعون الذين رووا هذه الأحاديث حرفوا هذه الأحاديث أو تأولوها لتوافقوا مذهب الخوارج، وقالوا بكفر هؤلاء الذين برأتهم الآيتان وأحاديث الشفاعة من الكفر، وحكمت لهم بالتوحيد والإيمان وإن كانوا من أهل الكبائر التي استحقوا بسببها دخول النار.
فهات أقوال الصحابة والتابعين في رد هذه الأحاديث أو تحريفها مع تحريف الآيتين المذكورتين.
والله الذي لا إله إلا هو ما يصدقك في كلامك الساقط هذا إلا رجل تافه لا يستحق أن يوزن بالبعر فلا أدري كيف يستقيم في عقلك المخبول هذا الاستدلال، فالصحابة رووا الأحاديث وأخذوا بها كما أرادها رسول الله عليه السلام ولم يضربوا النصوص بعضها ببعض كحال أمثالك من الجهمية .
فهم فهمومها بفهم مستقيم جمعا لها مع النصوص الأخرى ولم ينظروها بعين واحدة كحال المرجئة.
أقول:
لقد رد ربيع هذه الدعاوى للإجماع بالأدلة والبراهين، انظر [المقالات الأثرية]، ولا أستبعد أن هذا الرجل قد وقف على هذا الرد ولكن داءه التقليد الأعمى والعناد يحملان على تجاهل الحقائق الجلية الواضحة.
ما في مقالاتك هراء في مجمله وخلط لا يفعله عاقل فضلا عن منتسب للعلم والحديث فلا تسمي الأمور بغير مسمياتها فالحق أبلج.
أقول:
1-    لماذا لم تسق إسناد هذا القول عن جابر، أَلِأَنَّ فيه ابن إسحاق؟
فكان ماذا أن فيه ابن إسحاق وقد صرح بالتحديث فانتفت تهمة تدليسه اليت قد تعلق عليها ردك لروايته هذا.
2-    خالف ابن إسحاق في نقل هذا القول عن جابر ما هو مشهور عن جابر، تارة يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم كما هو في [صحيح مسلم] وعند محمد بن نصر في [تعظيم قدر الصلاة] برقم (886) عن أبي سفيان عن جابر، و(887) عن أبي الزبير عن جابر مرفوعًا، وكذا (888) عن جابر مرفوعًا.
وقد وقف الجهني على هذه الطرق فتجاهلها.
وأورد محمد بن نصر أيضا في [تعظيم قدر الصلاة] برقم (947) قال رحمه الله:
"حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا رَضِيَ الله عَنْهُ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ: أَكُنْتُمْ تَعُدُّونَ الذَّنْبَ فِيكُمْ شِرْكًا؟ قَالَ: لَا. قَالَ: وَسُئِلَ مَا بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ؟ قَالَ: تَرْكُ الصَّلَاةِ.
فهذا هو الثابت عن جابر رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإجابة لمن سأله.
فرواية ابن إسحاق التي استدل بها الجهني وغيره شاذة أو منكرة، ولا يغفل النصوص الصحيحة ويتعلق بالشواذ إلا الشُّذَّاذ.
لا شذوذ في روايته ولا نكارة بل قولك هو الشاذ والمنكر بل هو الكذب بقرونه، فروايته متفقة مع باقي الروايات المنقولة عن جابر فمرة يرويه عن رسول الله مرفوعا ومرة يجيب به عن سؤال سئل عنه، وكلها متفقة على تكفير تارك الصلاة ، أم دعاك لهذا الجهل رد اتفاق الصحابة الذي نقله جابر رضي الله عنه ؛ فأجلبت على الأثر بخيل جهلك لترده وأنى لك ذلك.
فالشذوذ عندكم هو المخالفة لما روى الناس ولا مخالفة هنا فعن أي شذوذ تتحدث يا دكتور الحديث المزعوم؟
كيف وقد استدل به الأئمة في مصنفاتهم كابن بطة واللالكائي  والخلال، أفأنت أعرف منه بالحديث أم أدرى بالاعتقاد؟
3-    وقول الحسن ضعيف؛ لأنه قال: (بلغني أن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم).
فهذا منقطع، أو معضل، ومن جرأة وجهل الجهني قوله: (بإسناد صحيح).
ضعيف عندك أما الأئمة فقد احتجوا به على كفر تارك الصلاة وهم يعلمون أن البلاغ منقطع فقد احتج به من احتجوا باثر جابر الذي سعيت لتضعيفه بجهلك .وقد سبق ذكرهم.
4-    وقول عبد الله بن شقيق: (كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة) ضعيف بهذا اللفظ، وقد بينت ضعفه بالأدلة.
والصحيح عن عبد الله بن شقيق رواية إسماعيل بن علية ونصُّها عن عبدالله بن شقيق: "ما علمنا شيئًا من الأعمال قيل تركه كفر إلا الصلاة".
فهذا النص لا يدل على الإجماع من قريب ولا من بعيد، فلم ينسبه ابن شقيق لا إلى الصحابة ولا إلى غيرهم، وقد يكون واحدًا أو اثنين أو ثلاثة، وقد يكون هو القائل.
لا تعارض بين القولين وبشر بن المفضل سمع من الجريري قبل اختلاطه وإن رغم أنفك وأنف كل جهمي خبيث.
ففي رواية الجريري يحكي القول عن الصحابة مصرحا ، ويؤيده أثر جابر رضي الله  السابق في حكاية الإجماع وكذا قول الحسن رحمه الله فيصير لرواية بشر بن المفضل من الشواهد ما يجعلنا نقطع بصحتها .
وقد بين كثير ممن تصدى لك صحة الأثر عن عبد الله بن شقيق، وكل من سبق من أهل العلم جعله دالا على الإجماع فلا تسفسط. ولا نترك قول الأئمة لقولك الساقط .
ومن نظر في تعاملك مع المخالفة يرى أنك لا تعلل الحديث بها كما في رسالتك بين الإمامين وما حدث بينك وبين المليباري يوضح أنك تجنح لخلاف ما تقره الآن لهوى فينفسك لا لقناعة علمية.
ومما يزيد رواية بشر بن المفضل ضعفًا:
1)      أن الحاكم روى بإسناده إلى قتيبة عن بشر بن المفضل عن الجريري عن عبدالله بن شقيق عن أبي هريرة رضي الله عنه: كان أصحاب رسول الله لا يرون شيئًا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة.
انظر [المستدرك] (1/7)، قال رحمه الله:
أخبرنا أحمد بن سهل الفقيه ببخارى، حدثنا قيس بن أنيف، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا بشر بن المفضل، عن الجريري، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي هريرة، به.
وإسناده صحيح إلى بشر بن المفضل إلا قيس بن أنيف، ذكره الخليلي في [الإرشاد] (3/974)، وكذلك السمعاني في [الأنساب] (5/617).
والظاهر أنه مجهول.
ومرة أخرى تظهر بعدك عن علم الحديث الذي تزعم انك من أهله وأنت عنه أبعد من النجم.
فقيس لا يعارض بروايته رواية الترمذي الحافظ يا مخبول ، فلا أدري كيف تفعل هذا فإما أنك جاهل بأصول علم الحديث أو أنك متعنت بالباطل والثاني اقرب لا عهد عليك من شطط في القول وكذب على السلف.
فالترمذي أحفظ لرواية قتيبة من قيس المجهول فاترك عنك المكابرة.
ووافق الترمذي على هذه الرواية حميدُ بن مسعدة فهي أرجح من رواية قيس فدع عنك الكذب والتخليط فالموت قريب .
وعلى كلٍّ، فهذا الأثر الذي يتعلق به الحداديون لا يثبت؛ لاضطراب بشر بن المفضل فيه، ولمخالفة إسماعيل بن علية له، وإسماعيل بن علية فوقه وأحفظ منه.
لم يضطرب فيه بشر بل أنت من لم تفهم علم الحديث وعلله فاتهمت الرجل بما هو منه بريء فأثبت رواية قيس أولا ثم اجعلها معارضة لغيره حتى يسلم لك القول بالاضطراب.
فمن شرط الاضطراب تساوي الطرق وعدم الترجيح وليس هذا متوفرا هنا فلا أدري كيف قبل عقلك هذا القول السمج.
ومن العجيب أنك كنت تحتج به في شرح اصول السنة ولم تنكره وتشير لمن صححه ، والآن ماذا تغير في الأثر أم هو دين جديد أنت عليه؟
2)      أن أيوب من تلاميذ الزهري، والزهري لا يكفر تارك الصلاة، ولا يبعد أن يكون الزهري قد أخذ من شيوخه من الصحابة وكبار التابعين عدم تكفير تارك الصلاة، ومالك أخذ هذا الحكم من شيخه الزهري، ولعله أخذ عن غير الزهري من شيوخه.
هذه مجرد خيالات من ذهنك المريض ولا تمت للعلم بصلة ، وهي حجة عليك لو كان لك مسكة من عقل وذرة من فهم سليم، فأيوب ثبت عنه تكفير تارك الصلاة ونفي فيه الخلاف ، ولو كان شيخه الزهري لا يكفر لما جهل قوله، فهذا مما يوهن به رواية ابراهيم بن سعد عن الزهري في عدم تكفير تارك الصلاة _ وقد ضعف فيه_التي ترغي بها وتزبد على أهل السنة.
أما مالك فلا يثبت عنه القول بعدم كفر تارك الصلاة إلا عند متأخري المذهب.
وليس في كتب المالكية أي نقل مسند عن مالك في عدم تكفير تارك الصلاة ولا يوجد إلا
عند متأخري المالكية ممن كثر فيهم الخلط.
حتى ابن نصر الذي تعتمد عليه في نقل الخلاف لم سنقل عن مالك قولا في عدم التكفير ولا نسب إليه ذلك .
وأما دعوى إسحاق الإجماع فقد بينَّا ضعف هذه الدعوى في الرد على عادل الغامدي، انظر [المقالات الأثرية] (ص76-79).
لا يرد قولُ إسحاق بقول ابن نصر ، بل لو عقلت لجعلت قول إسحاق حجة على ابن نصر في دعوى وجود الخلاف ، وخاصة إذا علمنا أن ابن نصر لم يذكر عنهم قولا مسندا ينظر في صحته عنهم بخلاف من ادعوا الإجماع فقد نقل اقوالهم مسندة.
ثم إسحاق متقدم على ابن نصر وهو شيخه فيمكن أن يكون حكاية الخلاف حادثة بعد الإجماع كما هو ظاهر ، فلا يورد هذا على الإجماع المنقول من إسحاق ومن قبله .
والشافعي لا يوجد عنه نقل  بعدم الكفر إلا ما نسبه له ابن نصر وقد قال المزني في مختصره (ص 53) يحكي قول شيخه، وهو أعلم الناس به:
«قال الشافعي: يقال لمن ترك الصلاة؛ حتى يخرج وقتها بلا عذر: لا يصليها غيرك؛ فإن صليت، وإلا استتبناك؛ فإن تبت وإلا قتلناك؛ كما يكفر فنقول: إن آمنت، وإلا قتلناك».
وقال: «قد جعل تارك الصلاة بلا عذر كتارك الإيمان (التوحيد) فله حكمه في قياس قوله؛ لأنه عنده مثله».
والمزني من علية أصحاب الشافعي، وهو الذي غسله عند موته،  حتى قال فيه الشافعي: «المزني ناصر مذهبي».
ومختصره هو الذي اختصر فيه «الأم» وحرر فيه أقوال الشافعي؛ هو أصل المذهب كله.
قال ابن العماد: «وهو أصل الكتب المصنفة في المذهب، وعلى منواله رتبوا، ولكلامه شرحوا».ا.ه
فنقل تلميذه مقدم على نقل ابن نصر خاصة أنه لم يسند عنه ذلك، فكيف تقبل قولا بلا سند وأنت الذي تضعف أسانيد آثار تخالف ما تريد من عدم تكفير تارك الصلاة.
فكيف ترد آثارا احتج بها الأئمة في كفر تارك الصلاة إجماعا وتقبل قولا بلا سند ؟ أليس هذا هو الهوى بعينه؟ نسأل الله السلامة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق