Pages

السبت، 10 يناير 2015

بيان حال الفوزان الجزء الأول


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد:

فهذا هو الجزء الأول من بيان حال الفوزان وكشف انحرافه عن جادة السلف .
قال الفوزان في كتاب الأجوبة المفيدة :
س 69 : هل يكفر الأشاعرة والمعتزلة ومن على شاكلتهم في المعتقد، وهل يجوز أخذ العلم من مشايخهم في العقيدة، والفقه، والتفسير؛ إذا عُلم موضع إشكالهم ؟ .
جـ / لا يكفر إلا من عرف الحق وعاند، أما من خالف الحق عن تأويل أو عن جهل فهذا لا يُكفّر، بل يقال : هذا خطأ، وهذا ضلال .
ومن تأوَّل وظن أن هذا التأويل حق، أو أنه مقلد لغيره ظانًا أنه مصيب، أو فعل هذا عن جهل؛ فهؤلاء كلهم لا يكفرون، ولكن يضللون .
وقال :
يقول السائل: أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة: بماذا نحكم على المعتزلة والجهمية والوجودية؟ هل يحكم بكفرهم أم ماذا؟
فأجاب الفوزان بقوله:
العلماء يقولون: من تعمد منهم الدعوة إلى هذه المذاهب وهو يعلم أنها باطلة، هذا كافر، وأما من اعتنقها متأولاً بظن أنها حق أو مقلداً لمن يظن أنه على حق فهذا يعتبر ضالاً ولا يكفر، يدرأ عنه التكفير بالتأويل والتقليد الجاهل، وأغلبهم كذلك، أغلبهم مقلدة أو مأولة، أما دعاتهم وأئمتهم هؤلاء كفرة لأنهم عرفوا الحق ورفضوه.
 وللجواب على جهل الرجل أقول باختصار :
أولا: من هم العلماء الذين قالوا بهذا القول ؟سمهم لنا  إن وجدوا لنعلم أهم من أهل سنة أم ضلال مثلك .
ثانيا: قيد الحكم بالتكفير هنا بالدعوة إلى بدعته مع العلم بأنها باطلة وهو قيد لو عملنا به ما كفرنا أحدا حتى جهم بن صفوان والمريسي وغيرهما ممن كفرهما السلف ، فلم نجد في نصوص السلف هذا الكلام ألبتة وقد سبق نقل بعضه في الطليعة.
ثالثا :كل من اعتنق بدعة فهو يراها حق وإلا لمَ يعتقدها وينشرها بين الناس ويقيم الأدلة على صحتها إن لم يكن معتقدا صحتها؟
ومما يرد ذلك تعامل الصحابة والسلف مع الخوارج فهم يرون أنفسهم على الحق لكن لم يعذروا بذلك ولا درئ عنهم التبديع والتكفير على قول البعض.
لكن السلف ما توقفوا في الحكم على من هذا حاله ولا غيره ، فكل من ثبت عنه القول بالكفر في الأمور الظاهرة  حكم بكفره.
ودليل هذا الكلام قوله تعالى (إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ)
قال أبو جعفر الطبري : يقول تعالى ذكره: إن الفريق الذي حق عليهم الضلالة، إنما ضلوا عن سبيل الله وجارُوا عن قصد المحجة، باتخاذهم الشياطين نُصراء من دون الله، وظُهراء،  جهلا منهم بخطأ ما هم عليه من ذلك، بل فعلوا ذلك وهم يظنون أنهم على هدى وحق، وأن الصواب ما أتوه وركبوا.
وهذا من أبين الدلالة على خطأ قول من زعمَ أن الله لا يعذِّب أحدًا على معصية ركبها أو ضلالة اعتقدها، إلا أن يأتيها بعد علم منه بصواب وجهها، فيركبها عنادًا منه لربه فيها. لأن ذلك لو كان كذلك، لم يكن بين فريق الضلالة الذي ضلّ وهو يحسَبُ أنه هادٍ. وفريق الهدى، فَرْقٌ. وقد فرَّق الله بين أسمائهما وأحكامهما في هذه الآية.ا.ه المراد من تفسير الطبري(12/388)
وقوله تعالى (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا  الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا)
قال الطبري في تفسيره(18/127):
والصواب من القول في ذلك عندنا، أن يقال: إن الله عزّ وجلّ عنى بقوله( هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالا ) كلّ عامل عملا يحسبه فيه مصيبا، وأنه لله بفعله ذلك مطيع مرض، وهو بفعله ذلك لله مسخط، وعن طريق أهل الإيمان به جائر كالرهابنة والشمامسة وأمثالهم من أهل الإجتهاد في ضلالتهم، وهم مع ذلك من فعلهم واجتهادهم بالله كفرة، من أهل أيّ دين كانوا.ا.ه
فبان بهذا بطلان التقييد الذي ذكره هذا الجاهل بعقيدة السلف.
رابعا : قوله بأن دعاتهم كفار لا حقيقة له عند التطبيق فهو كلام نظري لا أثر له في الواقع، ولإثبات ذلك فلا نرى له تكفيرا للزمخشري الخبيث ولا الآمدي وهم من أساطين المعتزلة ،فضلا عن تكفير دعاة الأشاعرة وهم كثر ممن يجعلهم أئمة .
وجعل التأويل مانعا من تكفير المتأخرين باطل لا أصل له  ويدل على هذا تكفير السلف للجهمية وهم مؤولة عندهم قال ابن بطة في الإبانة (7/75):
هذا كله تأويل تأولته الجهمية على غير أصل ولا علم بفصيح اللسان يلبسون بذلك على أهل الجهل ويموهون على من لا علم عنده.ا.ه
وقال أحمد رحمه الله في رده على الجهمية: ومما تأولته الجهمية من قول اللّه سبحانه: ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ ولا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ  الآية. ا.ه المراد
وقال ابن تيمية في الدرء (5/237) متحدثا عن كتاب ابن فورك:
 هذا مع أن عامة ما فيه من تأويل الأحاديث الصحيحة هي تأويلات المريسي وأمثاله من الجهمية وقد يكون الحديث مناما كحديث رؤية ربه في أحسن صورة فيجعلونه يقظة ويجعلونه ليلة المعراج ثم يتأولونه.ا.ه
ومع هذا لم يتوقف السلف في تكفير الجهمية ولا في المريسي وهو مؤول بنص كلام ابن تيمية ، لكن المتأخرين كهذا الفوزان جعلوا التأويل مانعا من التكفير مطلقا حتى في إنكار العلو ، وهو مما تقر به الفطر والعقول ولا ينكره إلا زنديق ، ومع هذا تجد الفوزان يعتذر لهم ، وهو يقرر في مواضع أخرى أن المسائل الظاهرة لا عذر فيها حيث قال في أجوبته حول مسائل الكفر والإيمان:
من نطق بالكفر أو فعل الكفر فإنه يكفر بعينه ، فمن فعل الكفر أو نطق به وهو ليس ممن يعذر بالجهل فإنه يكفر بعينه ، ونحكم عليه بالكفر .ا.ه
لكن تأصيلات الفوزان كلها في عدم العذر تسقط في الماء لما يصل للرجال وهو حال المعاصرين ، وما ذاك إلا لجهلهم بمنهج السلف في التعامل مع المخالف .
وفي قصره التكفير على المعاند مناقضة صريحة للنصوص فقد قال الشيخ أبو بطين كما في الدرر(10/354) بعد نقله كلام ابن قدامة :
فبين رحمه الله: أنا لو لم نكفر إلا العارف المعاند، لزمنا أن لا نكفر اليهود والنصارى، وهذا من أبطل الباطل.ا.ه
وله رحمه الله كلام جيد في رد هذه الشبهة في كتابه الانتصار لحزب الله الموحدين .
ومما يرد هذا التأصيل الفاسد عدم اشتراط أئمة نجد لفهم الحجة للحكم  وكلامهم في هذا كثير.
فإن قال مسائل الصفات ليست كمسائل الشرك فالجواب :
أن من مسائل الصفات من هي ظاهرة لكل مخلوق حتى البهائم تقر بها كالعلو الذي تنكره الأشعرية بنص كلام الفوزان حيث قال في شرح كتاب التوحيد :
ثامناً: في هذه النّصوص إثبات علوّ الله على عرشِه، ردًّا على الجهميّة والمعتزلة والأشاعرة ونُفاة العلوّ الذين ينفون علوَّ الله على عرشِه.
لكنه يعتذر لهم في هذه المسألة التي لا تقبل التأويل أبدا لظهور أدلتها عقلا ونقلا وفطرة .
قال بعض أصحاب الإمام الشافعي، رحمه الله تعالى: في القرآن ألف دليل على علو الله على خلقه، وأنه فوق العرش .الدرر(12/373)
قال العلامة ابن سحمان في تمييز الصدق والمين (ص:138):
وَأما مَا يعلم بِالضَّرُورَةِ من دين الْإِسْلَام كعبادة الله وَحده لَا شريك لَهُ وَترك عبَادَة من سواهُ وَمَعْرِفَة علو الله على خلقه واستوائه على عَرْشه وَإِثْبَات أَسْمَائِهِ وصفات كَمَاله ونعوت جَلَاله فَإِن هَذَا قد وضحه الله فِي كِتَابه وعَلى لِسَان رَسُوله فَلَا عذر لأحد فِي الْجَهْل بذلك وَقد فطر الله على ذَلِك جَمِيع الْمَخْلُوقَات حَتَّى الْبَهَائِم.ا.ه
فالبهائم على قول ابن سحمان أفضل من الأشعرية نفاة العلو ومنهم ابن حجر والنووي وأضرابهما.
وقال (ص:144):
إِذا عرفت هَذَا فمسألة علو الله على خلقه من الْمسَائِل الجلية الظَّاهِرَة وَمِمَّا علم بِالضَّرُورَةِ فَإِن الله قد وضحها فِي كِتَابه وعَلى لِسَان رَسُوله وَهِي مِمَّا فطر الله عَلَيْهَا جَمِيع خلقه إِلَّا من اجتالته الشَّيَاطِين عَن فطرته وَاتبع هَوَاهُ وأخلد إِلَى الأَرْض.ا.ه
وله كلام كثير في تقرير هذا لكن الفوزان ينتسب لأئمة الدعوة زورا وبهتانا فلا أئمة السلف اتبع ولا علماء نجد قلد لكنه خلط بجهل فيما لا يقبل الخلاف.
وسئل كما في كتابه الأجوبة المفيدة
س 100 : بعض الناس يبدّع بعض الأئمة كابن حجر، والنووي، وابن حزم، والشوكاني، والبيهقي، فهل قولهم هذا صحيح ؟ .
جـ / لهؤلاء الأئمة من الفضائل، والعلم الغزيز، والإفادة للناس، والاجتهاد في حفظ السنّة ونشرها، والمؤلفات العظيمة؛ ما يغطي ما عندهم من أخطاء، رحمهم الله - تعالى - .ا.ه
والجواب أن يقال أن هذا هو منهج الموازانات الذي حذروا من تطبيقه على الجماعات المعاصرة وألف فيه  رفيق الفوزان المدخلي كتابه المعروف ومن العجب أن تجد كلام الفوزان هناك يناقض هذا تماما حيث سئل - بعد أن سئل قبله عدة أسئلة حول الجماعات -: طيب يا شيخ! تحذر منهم دون أن تذكر محاسنهم مثلاً؟ أو تذكر محاسنهم ومساوئهم؟
فأجاب: إذا ذكرت محاسنهم، معناه: دعوت لهم، لا، لا تذكر، اذكر الخطأ الذي هم عليه فقط، لأنه ما هو موكول لك أن تدرس وضعهم وتقوم ... أنت موكول لك بيان الخطأ الذي عندهم من أجل أن يتوبوا منه، ومن أجل أن يحذره غيرهم، أما إذا ذكرت محاسنهم، قالوا: الله يجزاك خير، نحن هذا الذي نبغيه ... " اهـ.
نقلا من كتاب المدخلي ، وللفوزان فتاوى أخرى في بيان فساد هذا المنهج البدعي
والأشعرية يقولون للفوزان نحن هذا الذي نبغيه بثناءه عمن سبق ذكرهم.
وقد نقلت عنه لأبين تناقض الرجل وإلا فالنقل عن السلف أفضل وأولى وكلامهم في المبتدعة كثير لا تجد لهم ذكرا لحسناتهم ولا موازنة بينها وبين المخالفة، وهذا المذهب كان سببه تخليط الذهبي في كتابه السير حيث أثنى ونافح عن أساطين البدعة والضلال بمثل هذا الكلام الساقط.
ونمهل من ينسب هذا المنهج الفاسد للسلف سنوات ليأتينا بنقول عنهم في ذكر محاسن المبتدع أو فكرة غمر السيئات في الحسنات. وإنا منتظرون.
ولنأت الآن لطوام من سئل عنهم لننظر أهي أخطاء أم كفريات
1/ابن حجر:
قد سبق بيان بعض ما لديه باختصار في الطليعة ، والرجل لديه من الكفريات ما الله به عليم  وأكبرها الشرك بالله والاستغاثة بالرسول كما هو مثبت في ديوانه
يا سيدي (!) يا رسول الله (!) قد شرُفت ... قصائدي بمديحٍ فيكَ قدْ رصفا ...
ببابِ جودكِ عبدٌ مذنبٌ كلف ... يا أحسنَ الناسِ وجهاً مشرقاً ووقفا
بكم توسلٌ يرجو العفوَ عَن زللٍ ... مِنْ خوفهِ جفنه الهامي لقدْ ذرفا 
       وقال: فقل: يا أحمد بن علي اذهب ***** إلى دار النعيم بلا شقاء.
       وقال: هذي ضراعة مذنب متمسك ***** بلوائك من كان وليدا
    يرجو بك المحيا السعيد وبعثه ***** بعد الممات إلى النعيم شهيدا
  هذا كلام ابن حجر العسقلاني من ديوانه الشعري وهذا الديوان قد حقق على أكثر من نسخة ولا شبهة –ولا أقول حجة!- في إنكار نسبته إلى العسقلاني إلا محض الهوى عند المدافعين عنه ، والله المستعان .(قاله الأخ الشمري وفقه الله)
فهل قائل هذا الكلام يعرف دين المرسلين  وتوحيد رب العالمين؟
ولما استدل عثمان بن منصور برواية ابن حجر للبردة على مافيها من شرك قال الشيخ عبد اللطيف في رسالته إلى محمد بن عمير كما في الدرر السنية( 12 337):
...ويزعم أن من له الشفاعة يوم القيامة، يجوز دعاؤه وطلبه في هذه الحياة الدنيا، ويسوغ التوجه إليه، وأن صاحب البردة قد أحسن وأصاب، ويستدل من جهله على ذلك بأنه رواها عن فلان وفلتان، وهيان بن بيان، وابن حجر وابن حيان، ونحو ذلك من طوائف الشيطان، ويرد بمثل هذا نصوص السنة والقرآن، نعوذ بالله من الجهل والحمق والخذلان.
فسماهم الشيخ بطوائف الشيطان.
وابن حجر ينكر علو الله بذاته كما في إفساد البخاري وذكر ذلك في أكثر من خمسة مواضع من كتابه كما قاله صاحب منهج ابن حجر في العقيدة (ص:738)
ومنكر العلو كافر باتفاق السلف قال ابن تيمية في درء تعارض العقل والنقل (7/27) :"
وجواب هذا أن يقال القول بأن الله تعالى فوق العالم معلوم بالاضطرار من الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة بعد تدبر ذلك كالعلم بالأكل والشرب في الجنة والعلم بإرسال الرسل وإنزال الكتب والعلم بأن الله بكل شيء عليم وعلى كل شيء قدير والعلم بأنه خلق السماوات والأرض وما بينهما بل نصوص العلو قد قيل إنها تبلغ مئين من المواضع والأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين متواترة موافقة لذلك فلم يكن بنا حاجة إلى نفي ذلك من لفظ معين قد يقال إنه يحتمل التأويل ولهذا لم يكن بين الصحابة والتابعين نزاع في ذلك كما تنطق بذلك كتب الآثار المستفيضة المتواترة في ذلك وهذا يعلمه من له عناية بهذا الشأن أعظم مما يعلمون أحاديث الرجم والشفاعة والحوض والميزان وأعظم مما يعلمون النصوص الدالة على خبر الواحد والإجماع والقياس وأكثر مما يعلمون النصوص الدالة على الشفعة وسجود السهو ومنع نكاح المرأة على عمتها وخالتها ومنع ميراث القاتل ونحو ذلك مما تلقاه عامة الأمة بالقبول
ولهذا كان السلف مطبقين على تكفير من أنكر ذلك لأنه عندهم معلوم بالاضطرار من الدين ...ا.ه
وقال الحاكم في معرفة علوم الحديث (ص:125)
 سمعت محمد بن صالح بن هانئ يقول : سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول : « من لم يقر بأن الله تعالى على عرشه قد استوى فوق سبع سماواته ، فهو كافر بربه يستتاب ، فإن تاب ، وإلا ضربت عنقه ، وألقي على بعض المزابل حيث لا يتأذى المسلمون ، والمعاهدون بنتن ريح جيفته  ، وكان ماله فيئا لا يرثه أحد من المسلمين ، إذ المسلم لا يرث الكافر كما قال صلى الله عليه وسلم »
وقال  ابن تيمية في الاستقامة (1/164) :" ..كما أطلق السلف الكفر على من قال ببعض مقالات الجهمية مثل القول بخلق القرآن أو إنكار الرؤية أو نحو ذلك مما هو دون إنكار علو الله على الخلق وأنه فوق العرش فإن تكفير صاحب هذه المقالة كان عندهم من أظهر الأمور.ا.ه
وفي كلامه أن إنكار العلو أعظم من القول بخلق القرآن ومع هذا فالسلف متفقون على كفر من قال القرآن مخلوق بلا مثنوية.
بل وعدوهم أكفر ممن قال الله ثالث ثلاثة كما ورد عن القاسم بن سلام عند اللالكائي وقال فيمن نفى الكلام :
وَمَنْ قَالَ : هَذَا فَلَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الْكُفْرِ إِلاَّ وَهُوَ دُونَهُ ، وَمَنْ قَالَ هَذَا فَقَدْ قَالَ عَلَى اللهِ مَا لَمْ تَقُلْهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى وَمَذهَبُهُ التَّعْطِيلُ لِلْخَالِقِ.
كما في خلق أفعال العباد للبخاري (2/34)
وعدوا من قال ذلك كعابد الصنم فكيف يكون حكمهم فيمن ينفي صفة العلو الذاتي لله رب العالمين؟
هذا ما أحببت ذكره عن العسقلاني والله الموفق للحق ، فمن فتح الله قلبه يكفيه ما ذكر ومن طمست بصيرته يقرأ ضلالاته كلها ويعتذر له نعوذ بالله من الخذلان.
أما النووي فمثل صاحبه ابن حجر وأشنع إذ لا يختلف عاقلان في أنه أشعري جلد حتى عبد الكريم الخضير على تميعه عده أشعريا كما في تعليقه على سنن الترمذي.
والنووي ينكر العلو لله فقال كما في شرحه على مسلم عند التعليق على حديث الجارية وسؤال النبي عليه السلام لها أين الله ، فالعاقل المنصف يكفيه كلامه الساقط على الحديث ، لكن القوم مرضى لا يحقون حقا ولا يبطلون باطلا ، ومن يريد الاستزادة في بيان حال النووي فليراجع كتاب بيان تلبيس الأشعرية للأخ الشمري وفقه الله.
أما الشوكاني فواقفي بغيض فقد قال  في تفسيره المشؤوم (5/41 الشاملة:
ولقد أصاب أئمة السنّة بامتناعهم من الإجابة إلى القول بخلق القرآن وحدوثه وحفظ الله بهم أمة نبيه عن الابتداع ، ولكنهم رحمهم الله جاوزوا ذلك إلى الجزم بقدمه ولم يقتصروا على ذلك حتى كفروا من قال بالحدوث ، بل جاوزوا ذلك إلى تكفير من قال : لفظي بالقرآن مخلوق ، بل جاوزوا ذلك إلى تكفير من وقف ، وليتهم لم يجاوزوا حد الوقف وإرجاع العلم إلى علام الغيوب ، فإنه لم يسمع من السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلى وقت قيام المحنة وظهور القول في هذه المسألة شيء من الكلام ، ولا نقل عنهم كلمة في ذلك ، فكان الامتناع من الإجابة إلى ما دعوا إليه ، والتمسك بأذيال الوقف ، وإرجاع علم ذلك إلى عالمه هو الطريقة المثلى ، وفيه السلامة والخلوص من تكفير طوائف من عباد الله ، والأمر لله سبحانه .ا.ه
والواقفة كفار عند السلف كما قاله غير واحد منهم ففي السنة للخلال:
4- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ , قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْوَاقِفَةِ يَقِفُ فِي الْمَوْضِعِ وَيَتَكَلَّمُ , قَالَ : هَذَا دَاعِيَةٌ , هَذَا جَهْمِيٌّ , لاَ نَشُكُّ فِي هَذَا.
1785- وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ , قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مَنْ وَقَفَ , لاَ يَقُولُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ ؟ قَالَ : أَنَا أَقُولُ : كَلاَمُ اللَّهِ . قَالَ : يُقَالَ لَهُ : إِنَّ الْعُلَمَاءَ يَقُولُونَ : غَيْرُ مَخْلُوقٍ , فَإِنْ أَبَى فَهُوَ جَهْمِيٌّ.
وقال أحمد كما في رسالته لمسدد كما في طبقات الحنابلة (1/342):
أجمع من أدركنا من أهل العلم أن الجهمية افترقت ثلاث فرق فقالت طائفة منهم القرآن كلام الله مخلوق وقالت طائفة القرآن كلام الله وسكتت وهي الواقفة الملعونة وقال بعضهم ألفاظنا بالقرآن مخلوقة فكل هؤلاء جهمية كفار يستتابون فإن تابوا وإلا قتلوا وأجمع من أدركنا من أهل العلم أن من هذه مقالته إن لم يتب لم يناكح ولا يجوز قضاؤه ولا تؤكل ذبيحته.ا.ه
ونقل إجماع السلف على تكفير من وقف في القرآن حرب الكرماني في عقيدته (ص:42)
حيث قال:
والقرآن كلام الله تكلم به ، ليس بمخلوق فمن زعم أن القرآن مخلوق فهو جهمي كافر .
ومن زعم أن القرآن كلام الله ووقف ولم يقل ليس بمخلوق فهو أكفر من الأول وأخبث قولا .
ومن زعم إن ألفاظنا بالقرآن وتلاوتنا له مخلوقة والقرآن كلام الله فهو جهمي خبيث مبتدع. ومن لم يكفر هؤلاء القوم ولا الجهمية كلهم فهو مثلهم. ا. هـ
فهذا إجماع السلف الذي يرى الشوكاني أنه مجاوزة حد وأن السلامة في الوقف ، والشوكاني متكلم ليس بجاهل فعلى قول أحمد هو جهمي خبيث حيث قال رحمه الله كما في السنة لابنه : سُئِلَ أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ وَأَنَا أَسْمَعُ، عَنِ اللَّفْظِيَّةِ، وَالْوَاقِفيةِ، فَقَالَ: «مَنْ كَانَ مِنْهُمْ يُحْسِنُ الْكَلَامَ فَهُوَ جَهْمِيُّ.
والشوكاني اطلع على كلام السلف في المسألة لكنه أبى إلا الضلال فهو جهمي خبيث قال الإمام أحمد:
- وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَرُّوذِيُّ , قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مَنْ وَقَفَ , لاَ يَقُولُ غَيْرُ مَخْلُوقٍ ؟ قَالَ : أَنَا أَقُولُ : كَلاَمُ اللَّهِ . قَالَ : يُقَالَ لَهُ : إِنَّ الْعُلَمَاءَ يَقُولُونَ : غَيْرُ مَخْلُوقٍ , فَإِنْ أَبَى فَهُوَ جَهْمِيٌّ.
والشوكاني عالم بكلام السلف في حكم الواقفة واللفظية لكنه لتجهمه عده مجاوزة للحد .
فهل بعد هذا البيان يكون من يبدع هؤلاء مبتدعا؟ بل لو قال قائل بتكفيرهم ما أخطأ فهم والله جهمية خبثاء ، ولا ينافح عنهم إلا مبتدع أعمى الله بصيرته عن الحق ، أو جاهل لا يعرف عن حالهم شيئا.


      

0 التعليقات:

إرسال تعليق