لفظ الحديث هو :
وقد ورد عن أربعة من الصحابة رضي اله عنهم ،كلها ضعيفة وهذا
تفصيلها:
أولا: عن عقبة بن عامر رضي الله عنه
هذه الطريق يرويها الترمذي في جامعه (3/563 رقم 2040)،
وابن ماجه (373 برقم 3444)،ومن طريقه أخرجها البيهقي في سننه (9/583).
والحاكم في
المستدرك (1/495) ط الشيخ مقبل. وقال صحيح
على شرط مسلم!!!.
والبيهقي في
الشعب (11/435والطبراني في الكبير (17/293) والأوسط ،وقال لم يرو هذا الحديث عن
موسى بن علي إلا بكر بن يونس ،ولايروى عن عقبة بن عامر إلا بهذا الإسناد.
و الإشبيلي في
الأحكام وأبو يعلي في مسنده وغيرهم .
كلهم من طريق بكر بن يونس بن بكير عن موسى بن عُلي بن
رباح عن أبيه عن عقبة بن عامر قال: فذكر الحديث.
وبكر بن يونس قال فيه البخاري منكر الحديث كما في
التاريخ الصغير(2/264) ط المعرفة..
وقال فيه أبو زرعة واهي الحديث ، حدث عن موسى بن علي
بحديثين منكرين لم أجد لهما أصلا من حديث موسى.
وقال ابن عدي عامة ما يرويه لا يتابع عليه .انظر تهذيب
الكمال (4/232).
.وقال أبو حاتم في الحديث، هذا حديث باطل، وبكر هذا منكر
الحديث كما في العلل لابنه (1/304).
وقال فيه العجلي لابأس به، ومن يضعفه أكثر .وأورده ابن
حبان في الثقات، ولا يقبل كلام العجلي فيه ،لأن من جرحوه أكثر وجرحهم له مفسر .
وأما قول الحاكم أنه على شرط مسلم فهو من أوهامه كما قال
الشيخ مقبل رحمه الله ، لأن بكرا لم يخرج له مسلم.
ثانيا: عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه
أخرجه الحاكم
(4/410) والبزار في المسند(3/223) والطبراني في الأوسط(10/38) وأبو نعيم في معرفة
الصحابة وغيرهم.
من طريق محمد بن العلاء عن الوليد بن ابراهيم* بن عبد الرحمن بن عوف عن ابيه عن جده قال :
فذكره.
قال البزار : هذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الرحمن
إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد.
محمد بن العلاء هو النبقي كما ضبطه الشيخ مقبل في تعليقه
على المستدرك ، وقال ابن ماكولا في الإكمال (7/332)-ط دار الكتاب الاسلامي_ بأنه
محمد بن العلاء بن الحسين بن عبد الله بن نبقة .
قال الهيثمي في مجمع الزوائد(5/141)الوليد بن عبد الرحمن
بن عوف لم أعرفه ولا من روى عنه وبقية
رجاله ثقات.
وهو كما قال رحمه الله
فلا توجد ترجمة لكليهما فهما في عداد المجاهيل.
قال الشيخ مقبل رحمه الله في تحقيق المستدرك(4/570):
وبعد البحث الطويل عن هذا الحديث لم أجده، ولم أعرف محمد بن العلاء الثقفي (صوابه
النبقي)وشيخه ، وقد ضعف العلماء هذا الحديث ... ثم قال ولست والله أعتمد على ما
تفرد به الحاكم لكثرة أوهامه.
ثالثا: جابر رضي الله عنه.
رواه أبو نعيم الأصبهاني في الحلية (10/50) ترجمة أبو
تراب ،وفي أخبار اصبهان ، وابن عساكر في تاريخ دمشق من طريق أبي نعيم قال:
عن أحمد بن إسحاق ثنا محمد بن عبد الله بن مصعب ثنا أبو تراب
الزاهد عسكر ثنا محمد بن نمير ثنا محمد بن ثابت عن شريك بن عبد الله عن الأعمش عن
أبي سفيان عن جابر قال : فذكره.
وقال أبو نعيم عقب إيراد الحديث : كذا قال محمد بن ثابت
والصواب ثابت بن محمد.
وفي سنده من لايعرف حالهم وهما محمد بن عبد الله بن مصعب
وقد قيل فيه كان يؤم الناس بالجامع وكان قارئا للقرآن كما في تاريخ أصبهان.
وأبو تراب الزاهد كان من العباد الزهاد ترجم له الذهبي
في تاريخ الإسلام ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا .وذكر في طبقات الحنابلة أنه التقى
بالإمام أحمد وهو يتكلم في الرواة فقال له ويحك لا تغتب العلماء ، فقال له أحمد
ويحك إنها نصيحة،وليست غيبة ولعلها تدل على قلة اشتغاله بالحديث.
وتفرده عن ابن نمير محل استنكار إذا ابن نمير حافظ روى
عنه أئمة على رأسهم البخاري ومسلم وأبوداود وغيرهم فكيف بتفرد عنه رجل زاهد لا
اشتغال له بالحديث بمثل هذا المتن.
وفي إسناده شريك القاضي وكان صدوقا يخطئ كثيرا ،والرواي
عنه ثابت بن محمد كما أثبته الأصبهاني قد يكون ثابت بن محمد الزاهد فقد روى عن
طبقة شريك وهو متأخر عنه، فإن يكن هو فهو صدوق زاهد يخطئ في أحاديث كما في
التقريب.
وهذه الطريق هي
معتمد من حسن الحديث فالشيخ الألباني رحمه الله قال و هذا سند لا بأس به في
الشواهد ، رجاله ثقات غير شريك بن عبد الله و هوالقاضي ، و هو صدوق سيء الحفظ .
لكن السند إلى محمد بن ثابت _ هكذا ضبطه الشيخ رحمه
الله_ لا يصح لوجود مجهولين فيه.
وأحمد بن إسحاق قد يكون هو الشعار شيخ أبي نعيم ومسند
أصبهان كما في السير (16/62).
وابن نمير هو محمد بن عبد الله بن نمير الحافظ .
رابعا: ابن عمر رضي الله تعالى عنه
أخرجها العقيلي في الضعفاء(828)
حدثنا إبراهيم
بن محمد ثنا عبد الوهاب بن نافع العامري قال ثنا مالك عن نافع عن ابن عمر فذكره.
ثم قال : ليس له أصل من حديث مالك ولا رواه ثقة عنه وله رواية من غير هذا الوجه
فيه لين أيضا.
وعبد الوهاب بن نافع قال فيه الذهبي ألصق بمالك عن نافع
عن ابن عمر مرفوعا لا تكرهوا مرضاكم.كما في الميزان.
وأخرجه ابن عدي في الكامل (5/207)ثنا يوسف ثنا أحمد بن
علي بن قتيبة قال ثنا مالك عن نافع عن ابن عمر فذكره.
ثم قال: وقد حدث عن علي بن قتيبة غير أحمد بن داود بهذه
الأحاديث عن مالك وهذه الأحاديث باطلة عن مالك.
وأورده الحافظ في اللسان (3/354) من طريق خداش بن
الدخداخ وقال عن مالك بخبر منكر ليس من حديثه.ثم قال: وضعفه الدارقطني في الرواة
عن مالك بعد أن أخرج من طريق محمد بن عبد الله المعمري عن محمد بن غالب تمتام عنه
عن مالك عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما رفعه لا تكرهوا مرضاكم على الطعام وقد
تابعه جماعة من الضعفاء منهم عبد الوهاب بن نافع ومحمد بن عمر بن الوليد اليشكري
وقال أيضا(5/275) في ترجمة عبد الملك بن مهران : وأورد
له الدارقطنى في الرواة عن مالك وفى غرائب مالك من طريق محمد بن الخليل الخشنى عن عبد
الملك بن مهران الرقاعي عن مالك وغيره عن ابن عمر رضى الله عنهما رفعه لا تكرهوا
مرضاكم على الطعام الحديث وقال لا يصح عن مالك ولا عن نافع وكل من رواه عن مالك
ضعيف.
فهذه هي الطرق الخمسة التي أوردها الدارقطني في غرائب
مالك ، ولعل عبد الوهاب بن نافع هو من ألصق الحديث بمالك وتبعه الآخرون فرجع
الحديث للنكارة.
ومن خلال سرد الطرق الأربعة يتبين للناظر أنها شديدة
الضعف ، فهي بين منكر ومن في سنده مجهول ,والمنكر أبدا منكر كما جاء عن الإمام
أحمد رحمه الله، والله اعلم
0 التعليقات:
إرسال تعليق