بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه
وبعد:
فهذه وقفة رابعة مع وقفات الزهراني الجهول وقد أتى فيها بفضائح عجل الله بهلاكه فقد قال في وقفته الثامنة:
أقول: أنكر الإمام مالك – رحمه الله – التحديث بهذا الحديث إنكاراً شديداً .
قال الإمام محمد الإلبيري المعروف بابن زمنين في كتابه أصول السنة
رقم(25 ): وَقَدْ حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ
لُبَابَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَد اَلْعتْبِي، عَنْ عِيسَى بْنِ دِينَارٍ،
عَنْ عبد الرحمن بْنِ اَلْقَاسِمِ أَنَّهُ قَالَ: لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ
يَصِفَ اَللَّهَ إِلَّا بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ فِي اَلْقُرْآنِ، وَلَا
يُشَبِّهُ يَدَيْهِ بِشَيْءٍ، وَلَا وَجْهَهُ بِشَيْءٍ، وَلَكِنْ يَقُولُ: لَهُ يَدَانِ كَمَا وَصَفَ
نَفْسَهُ فِي اَلْقُرْآنِ، وَلَهُ وَجْهٌ كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ، يَقِفُ عِنْدَمَا
وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ فِي اَلْكِتَابِ، فَإِنَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَا مِثْلَ
لَهُ وَلَا شَبِيهَ وَلَكِنْ هُوَ اَللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كَمَا وَصَفَ
نَفْسَهُ، وَيَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ كَمَا وَصَفَهَا: وَالْأَرْضُ جَمِيعًا
قَبْضَتُهُ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ كَمَا
وَصَفَ نَفْسَهُ قَالَ: وَكَانَ مَالِكٌ يُعَظِّمُ أَنْ يُحَدِّثَ أَحَدٌ بِهَذِهِ
اَلْأَحَادِيثِ اَلَّتِي فِيهَا: أَنَّ اَللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ
وَضَعَّفَهَا..
وقال ابن عبدالبر رحمه الله في التمهيد( 7/150 ):
وقد كان مالك ينكر على من حدث بمثل هذه الأحاديث ذكره أصبغ وعيسى عن
ابن القاسم قال سألت مالكا عمن يحدث الحديث "إن الله خلق آدم على صورته" والحديث "إن الله
يكشف عن ساقه يوم القيامة" وأنه يدخل في النار يده حتى يخرج من أراد فأنكر
ذلك إنكارا شديدا ونهى أن يحدث به أحدا وإنما كره ذلك مالك خشية الخوض في التشبيه
بكيف .."
لا يحتج بقول مالك هنا ، فهو رحمه الله أنكره لأنه لم يصح عنده فقد
قال شيخ الإسلام في الفتاوى الكبرى(6/619):
فَغَايَةُ مَا يُعْتَذَرُ لِمَالِكٍ أَنْ يُقَالَ إنَّهُ كَرِهَ التَّحَدُّثَ
بِذَلِكَ مُطْلَقًا فَهَذَا مَرْدُودٌ عَلَى مَنْ قَالَهُ فَقَدْ حَدَّثَ بِهَذِهِ
الْأَحَادِيثَ مَنْ هُمْ أَجَلُّ مِنْ مَالِكٍ عِنْدَ نَفْسِهِ وَعِنْدَ الْمُسْلِمِينَ
كَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَعَطَاءِ بْنِ
أَبِي رَبَاحٍ , وَقَدْ حَدَّثَ بِهَا نُظَرَاؤُهُ كَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَاللَّيْثِ
بْنِ سَعْدٍ وَابْنِ عُيَيْنَةَ , وَالثَّوْرِيُّ أَعْلَمُ مِنْ مَالِكٍ بِالْحَدِيثِ
وَأَحْفَظُهُ لَهُ , وَهُوَ أَقَلُّ غَلَطًا فِيهِ مِنْ مَالِكٍ , وَإِنْ كَانَ
مَالِكٌ يُنَقِّي مَنْ يُحَدِّثُ عَنْهُ , وَأَمَّا اللَّيْثُ فَقَدْ قَالَ فِيهِ الشَّافِعِيُّ
: كَانَ أَفْقَهَ مِنْ مَالِكٍ إلَّا أَنَّ أَصْحَابَهُ ضَيَّعُوهُ . فَفِي الْجُمْلَةِ
: هَذَا كَلَامٌ فِي حَدِيثٍ مَخْصُوصٍ , أَمَّا أَنْ يُقَالَ إنَّ الْأَئِمَّةَ
أَعْرَضُوا عَنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ مُطْلَقًا فَهَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ .ا.ه
وقال الذهبي في الميزان :
قلت: الحديث في أن الله خلق آدم على صورته لم ينفرد به ابن عجلان، فقد
رواه همام، عن قتادة، عن أبى موسى أيوب، عن أبى هريرة.
ورواه شعيب، وابن عيينة، عن أبى الزناد، عن الاعرج، عن أبى هريرة.
ورواه معمر، عن همام، عن أبى هريرة.
ورواه جماعة كالليث بن سعد وغيره، عن ابن عجلان، عن المقبرى، عن أبى
هريرة.
ورواه شعيب أيضا وغيره، عن أبى الزناد، عن موسى بن أبى عثمان، عن أبى
هريرة.
ورواه جماعة عن ابن لهيعة، عن الاعرج، وأبى يونس، عن أبى هريرة.
ورواه جرير، عن الاعمش، عن حبيب بن أبى ثابت، عن ابن عمر، عن النبي
صلى الله عليه وسلم.
وله طرق أخر، قال حرب: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: صح عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أن آدم خلق على صورة الرحمن.
وقال الكوسج: سمعت أحمد ابن حنبل يقول: هذا الحديث صحيح.
قلت: وهو مخرج في الصحاح.
وأبو الزناد فعمدة في الدين، وابن عجلان صدوق من علماء المدينة وأجلائهم.
ومفتيهم، وغيره أحفظ منه.ا.ه
وإن كان في آخر كلامه فوض معناه مخالفا للسلف.
فلا يحتج بقول مالك في المسألة إلا مبطل جاهل، على أن مالك أنكر
صحته ولم يحرف معناه فلا يستقيم لك الاستدلال.
ثالثاً:لم أجد فيما بين يدي من مصادر بيانا لعود الضمير في الحديث - سواء على
الله عز وجل أو على غيره - عن صحابي ولا عن تابعي ولا تابعي التابعين فأين هذا الاجماع
المدعى؟
وهل نقل عن الصحابة التنصيص على إثبات الصفات على حقيقتها ؟ أم أخذ
ذلك من تحديثهم وقبولها كما جاءت ؟
فأين وجدت قول صاحب في ضفة من صفاته أنها على حقيقتها ، وأين في
كلامهم أن القرآن كلام الله غير مخلوق
وأين وجدت أن الله استوى على العرش بذاته؟
فما تجيب به هناك هو جوابك على حديث الصورة يا أفاك.
وهل من شرط الإجماع أن ينقل تصريحهم بذلك حتى يقبل؟
قال في الهامش:
أما ما قاله ابن تيمية رحمه الله : "لم يكن بين السلف من القرون الثلاثة
نزاع في أن الضمير عائد إلى الله؛ فإنه مستفيض من طرق متعددة عن عدد من الصحابة، وسياق
الأحاديث كلها تدل على ذلك .."
في تتمة كلامه نقض لاحتجاجك بزلة من زل في الحديث فقد قال رحمه
الله:
. ولكن لما انتشرت الجهمية في المائة الثالثة جعل طائفة الضمير فيه
عائدا إلى غير الله تعالى ، حتى نقل ذلك عن طائفة من العلماء المعروفين بالعلم والسنة
في عامة أمورهم ، كأبي ثور وابن خزيمة وأبي الشيخ الأصفهاني وغيرهم ، ولذلك أنكر عليهم
أئمة الدين وغيرهم من علماء السنة )
فقد ذكر رحمه الله كما في مجموع الفتاوى – (5 / 71) :
عن ابن خفيف رحمه الله : ثُمَّ
حَدِيثَ " الصُّورَةِ " وَذَكَرَ أَنَّهُ صَنَّفَ فِيهِ كِتَابًا مُفْرَدًا
وَاخْتِلَافَ النَّاسِ فِي تَأْوِيلِهِ .
ابن تيمية نقل عن ابن خفيف قوله ذلك ولم يقره ، ثم ابن خفيف قال
اختلاف الناس ويقصد بذلك الجهمية ومن وافقهم ولا يفهم من قوله أن الخلاف سائغ ،
فلاد أدري بأي عقل تفكر ،بل يقال هل تملك عقلا أم لا؟
وكلامه الأول أصل ولا يخالفه نقله عن ابن خفيف .
فكيف يكون إجماعاً ؟
نعم يكون إجماعا ويراد به أهل السنة أما من خالفهم من المبتدعة فلا
عبرة بهم فلا تتحامق أيها الجهول
وانظر كلام ابن تيمية رحمه الله
في: إقامة الدليل على إبطال التحليل – (2
/ 173)
الكلام ليس في إبطال التحليل وما في الشاملة غلط فلا تفرح بما فيه
حتفك أيها الجاهل ،ولا تنقل بلا تثبت فليس ذلك من العلم في شيء وما في الشاملة فيه
تداخل بين الكتابين . فالأمر دين أيها الأبله،
وكتاب إبطال التحليل طبع في مجلد واحد لا في ستة مجلدات كما في الشاملة. فكان عليك
أن تنتبه لهذا ولا تتغافل كالأبله.
وليس في كلامه رحمه الله أي حجة لك بل فيه رد على احتجاجك بنفي
مالك للحديث .
و الفتاوى الكبرى – (6 / 619)
عزوك لهذا الموضع دليل أنك قماش أحمق ، فهذا الموضع هو نفس الموضوع السابق لكن أدخل مع غيره غلطا فما بالك
لا تفهم ؟
أفمثلك يليق لبيان عقيدة السلف؟
وليس الكلام في كتاب إبطال التحليل كما مر ، بل في الكتاب الذي
بعده ، حتى في الشاملة لو قرأت حقا ما تنقل لعرفت أنه ليس في الكتاب المسمى بل
أدخل فيه غيره معه فاختلط عليك لحمقك.
فقد قال محقق كتاب إبطال التحليل (ص:5):
أما كتابه هذا فقد طبع باسم: إقامة الدليل على بطلان التحليل مرتين
ضمن الفتاوى الكبرى في الجزء الثالث منه ..ا.ه المراد
وهو خطأ منه فهو مطبوع في الجزء السادس والكلام ليس فيه بل في
الكتاب الذي بعده
فعار على مثلك أن يبوء بجهالة كهذه ، لكن منهج ربيع الخبيث هو من
أخرج لنا أمثالك من البلهاء على أنهم أهل علم فقبحكم الله جميعا .
و دقائق التفسير – (2 / 171)، فقد ذكر
اختلاف العلماء في حديث الصورة ثم قال : فَفِي الْجُمْلَةِ : " هَذَا كَلَامٌ
فِي حَدِيثٍ مَخْصُوصٍ .." .
كذبت يا مفتري!! قاتلك الله.
هو نفس الكلام السابق فلم الاجترار كالبهيمة؟
و شيخ الإسلام لم ينقل اختلاف العلماء في الحديث بل ذكر كلام مالك
ثم رده ، واعتذر له ، وجعل قوله ذلك في حديث مخصوص ، وقد سبق النقل عنه .
وفي آخره قال رحمه الله: , أَمَّا أَنْ يُقَالَ إنَّ الْأَئِمَّةَ أَعْرَضُوا
عَنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ مُطْلَقًا فَهَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ .ا.ه
فأين الجدوى من التكثر بنفس الكلام المكرر ؟ أم تحسبنا على درجتك
في الحمق والجهالة والرضا بالتقليد قاتلك الله.
ومنه تدرك حقيقة هذا الإجماع المدعى !!
وجوابا أقول: ومنه تدرك حقيقة الزهراني الدعي الجاهل الذي تطفل على
موائد العلم وصار بكلام ربيع الأخرق علامة له حق الكلام في دين الله.
فالإجماع يدريه أهل السنة أما أهل البدع فلا يعلمونه لأنه ينقض
أساسهم.
والذي وقفت عليه في بيان عود الضمير ماذكره أهل العلم عن الإمام المبجل
أحمد بن حنبل والإمام أبي ثور. وبعض محدثي البصرة
أحمد خالف أبا ثور في قوله وبدعه لأجله حتى تاب أبو ثور من كلامه ،
ونقلك لتزكيته جهل وغباء.
ففي طبقات الحنابلة (1/92):
قال إبراهيم بن أبان الموصلي رحمه الله: "سمعت أبا عبدالله، وجاءه
رجل؛ فقال: إني سمعت أبا ثور يقول: إن الله خلق آدم على صورة نفسه؛ فأطرق طويلاً ثم
ضرب بيده على وجهه؛ ثم قال: هذا كلام سوء، هذا كلام جهم؛ هذا جهمي لا تقربوه".
ويذكر أن أبا ثور قد تاب من قوله ذلك لما
قال له أحمد وأي صورة كانت لآدم قبل أن يخلق، وبالتالي فلا يصح الاحتجاج بقوله
الأول.
وحتى لو لم يرجع فما عليه الأكثر هو
الصواب ومن زل لا يجعل قوله خلافا في المسألة ، خاصة وقد بدع أبا ثور بكلامه وهجر
ووصف بأنه جهمي ، وليس الألباني ولا ربيع بأشرف منه حتى يدفع عنهم الوصف.
وقد قال شيخ الإسلام في بيان التلبيس:
ولكن لما انتشرت الجهمية في المائة الثالثة؛
جعل طائفة الضمير فيه عائدا إلى غير الله تعالى؛ حتى نقل ذلك عن طائفة من العلماء المعروفين
بالعلم والسنة في عامة أمورهم كأبي ثور، وابن خزيمة، وأبي الشيخ الأصبهاني، وغيرهم.
ولذلك أنكر عليهم أئمة الدين وغيرهم من علماء السنة.ا.ه
فلم يجعل قولهم المخالف خلافا في المسألة
، لكن الجهمية تتعلق بكل زلة لتنشر باطلها وأهل السنة لها بالمرصاد لكشف زيفها.
أما محدثي البصرة فقد رد قولهم أحمد ولم يخالفه أحد من الأئمة في
ذلك فقد قال المروذي كما في الإبانة لابن
بطة(7/265):
قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: " كَيْفَ تَقُولُ فِي حَدِيثِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ؟»
قَالَ: أَمَّا الْأَعْمَشُ فَيَقُولُ: عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ عَطَاءٍ،
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ آدَمَ عَلَى
صُورَةِ الرَّحْمَنِ» فَنَقُولُ كَمَا جَاءَ الْحَدِيثُ. وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ،
وَذَكَرَ لَهُ بَعْضُ الْمُحَدِّثِينَ، قَالَ: خَلَقَهُ عَلَى صُورَتِهِ، قَالَ: عَلَى
صُورَةِ الطِّينِ، فَقَالَ: هَذَا كَلَامُ الْجَهْمِيَّةِ.ا.ه
وانظر إبطال التأويلات لأبي يعلى (1/87)
وأحمد وسمه بالجهمي دون أن يعرفه لأن رد أحاديث الصفات وتحريفها هو
منهجهم.
وبالتالي فلا متعلق لك بما ذكرت .وإلا فعلى قول أحمد أنت جهمي
خبيث.
ثم ابن خزيمة وأبو الشيخ الاصبهاني وغيرهم كما سيأتي وهذا الخلاف في
عود الضمير بين أهل السنة المثبتين للصورة لله عزوجل وليس أحدهم حجة على الآخر
وإنما الحجة عند التنازع الدليل والحجة والبرهان .
الحجة عند التنازع هي الدليل فأين الدليل على قول أبي ثور وابن خزيمة
وقد أنكر عليهم الأئمة ذلك ؟ كما نقله شيخ الإسلام؟
وهنا ليس الاحتجاج بواحد على الآخر بل الحجة هي الإجماع على القول
الأول وهو عود الضمير لله عز وجل.
وابن خزيمة زل في كلامه ذلك وقد بين ابن تيمية بطلانه فراجعه لعلك
تستفيد .
وقد نقل شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان التلبيس (6/404)عن الشيخ محمد
الكرخي الشافعي أنه قال في كتابه " الفصول في الأصول عن الأئمة الفحول إلزاماً
لذوي البدع والفضول " ما نصه :( فأما تأويل من لم يتابعه عليه الأئمة فغير مقبول
, وإن صدر ذلك عن إمام معروف غير مجهول , نحو ما ينسب إلى أبي بكر محمد بن إسحاق بن
خزيمة في تأويل الحديث ( خلق آدم على صورته ) فإنه يفسر ذلك بذلك التأويل , ولم يتابعه
عليه من قبله من أئمة الحديث , لما رويناه عن أحمد رحمه الله , ولم يتابعه أيضاً من
بعد ... )
ثم قال (ص:409 وما بعدها):
قلت فقد ذكر الحافظ أبو موسى المديني فيما جمعه من مناقب الإمام الملقب
بقوام السنة أبي القاسم إسماعيل ابن محمد التيمي صاحب كتاب الترغيب والترهيب قال سمعته
يقول أخطأ محمد بن خزيمة في حديث الصورة ولا يطعن عليه بذلك بل لا يؤخذ عنه هذا فحسب...)ا.ه
المراد
ولا يحتج بمن خالف الإجماع بعد انعقاده إلا مخبول في عقله أو ممسوس
.
وبعد هذا فهل يحق لأحد أن يتهم أي طرف بخرق الإجماع ؟
أو رميهم بالإرجاء أو تكفيرهم !!!
كما يسعى هذا الحدادي التكفيري وأمثاله نعوذ بالله من شرهم .
أحمد هو من وصف المخالف في الحديث بأنه جهمي، فلو استطعت أن تعترض
عليه فافعل صراحة ودعك من الغمغمة فلا تجدي نفعا.
رابعاً : ذكر شراح هذا الحديث اختلاف أهل العلم في عود الضمير فقال
فقال ابن منده رحمه الله في كتابه التوحيد (1/222): اختلف أهل التأويل
في معنى هذا الحديث : وتكلموا على ضروب شتى ، والأحسن منها : أن الله تعالى خلق
آدم ، عليه السلام ، على صورته . معناه : لم يخلقه طفلا ثم صبيا ثم شابا ثم كهلا
ثم شيخا ، هو الأصح منها ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم بالإسناد الثابت".
مثل هذا الكلام العام لا يرد به الإجماع الصريح ، فمن أراد الحق
فليأت بقائل القول المخالف لينظر فيه أهو من أهل السنة أم من غيرهم ، على أن ابن
منده قد يقصد بكلامه ابن خزيمة وأبا ثور، وقد سبق بيان غلطهما في المسألة.
فأن قلت لم يغلطا قلت يلزمك أن تصرح بغلط أحمد في تبديع من قال
بقولهما ، وفي كلامه في أبي ثور.
أقول: تأمل قول ابن منده- رحمه الله- :" اختلف أهل التأويل في معنى هذا
الحديث" وقول ابن حجر – رحمه الله- : " واختلف إلى ماذا يعود
الضمير" لتعرف كذب هذا الدعي .
أما كلام ابن منده فقد سبق جوابه.
وأما ابن حجر فاحتجاك بما يقول دليل حمقك
المفرط، فالرجل أشعري ضال _وإن قلتم هو إمام_ وضلالاته لا يسع المقام لذكرها أنقل
لك منها واحدة فقط وهي إنكاره العلو في خمس مواضع من كتابه(راجع كتاب منهج ابن حجر
في العقيدة ص:738).
ومما قاله :
قوله ينزل ربنا إلى السماء الدنيا استدل به من أثبت
الجهة وقال هي جهة العلو وأنكر ذلك الجمهور لأن القول بذلك يفضى إلى التحيز تعالى الله
عن ذلك وقد اختلف في معنى النزول على أقوال فمنهم من حمله على ظاهره وحقيقته وهم المشبهة
تعالى الله عن قولهم.ا.ه
فالنزول عنده مسألة فيها خلاف ، والعلو
كذلك فهل تصدقه فيما يقول ؟ أم تراه يرى الخلاف بين أهل السنة والأشاعرة خلافا
سائغا؟
ولا يسعني نقل مزيد من ضلالات الرجل فليس
هذا موضعها.
وومن هذا حاله لا يليق بمن عقل ان يستدل
بنقله الخلاف فالرجل مخلط ضال.
فأين الإجماع أيها الأفاك الحدادي ؟
الإجماع لا يرد بقول ابن حجر أيها التافه الحقير.
خامساً:
القول بأن الضمير
يعود إلى الله يترتب عليه الأمور التالية :
أ- يصطدم بقول الله عز وجل عن ذاته:
﴿ليس كمثله شيء﴾ و﴿هل تعلم له سميا﴾، وبقوله: ﴿قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم
يولد * ولم يكن له كفوا أحد﴾.
قال ابن قتيبة رحمه الله في "مختلف الحديث": والذي عندي والله
تعالى أعلم أن الصورة ليست بأعجب من اليدين والأصابع وإنما وقع الأِلْف لتلك لمجيئها
في القرآن، ووقعت الوحشة مِنْ هذه لأنها لم تأت في القرآن. ونحن نؤمن بالجميع ولا نقول
في شيء منه بكيفية ولا حد.ا.ه
والاستدلال بآية نفي المثلية هي طريقة الجهمية النفاة عجل الله
بهلاكك أيها المفتري الكذاب.
وهل خفي هذا على أئمة السنة الذي أرجعوا الضمير إلى الله وصححوا
رواية على صورة الرحمن؟
فإثبات المشابهة لله لا تعني تمام المماثلة أيها الأبله.
وأنصحك بقراءة ما قاله أبو يعلى في إبطال التأويلات لعلك تنج من
مأزق التجهم .
ولا تنس أن اللجنة الدائمة التي تحتج بها في نفي أثر مجاهد في
الإقعاد قد أرجعت الضمير إلى الله ، فلا أدري كيف تتخلص من هذا؟
ب- ويصطدم بالأصل الأصيل لأهل السنة وهو أن نؤمن بصفات الله على الوجه
اللائق بالله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تمثيل.
أين المصادمة أيها الحقير ؟ هي كغيرها من الصفات نثبتها لله ولا
نمثل ، وأنت نفيت لأنك اعتقدت المماثلة على طريقة الجهمية ، فمثلت ثم نفيت وهذا
برهان قاطع على أنك جهمي بحق.
ت- ويخالف لغة العرب في إرجاع الضمير إلى أقرب مذكور.
العرب الأقحاح فهموها بخلاف ما تكذب ،
فأحمد لم فهم هذا وهو عربي وغيره من الأئمة ، فكيف يأتي رجل احمق مثلك ليظهر قواعد
العربية التي خفيت على السلف.
ولئن صح قولك في لفظ على صورته ، فلن
يستقيم لك في لفظ على صورة الرحمن ، وستحتج بتضعيف ابن خزيمة والألباني له ،
وتصحيح أحمد وإسحاق أولى وأصوب لمكانتهما في العلم فلا يدانيهما الألباني البتة.
وراجع بيان تلبيس الجهمية لشيخ الإسلام
لعل الله يوفقك للحق ، فقد رد ما يتعلق به الجهمية لرد الحديث.
بل في الحديث ما يؤكد رجوع الضمير
على آدم عليه السلام ومن ذلك قوله " طوله ستون ذراعا " و في آخره (فكل
من يدخل الجنة على صورة آدم
فلم يزل الخلق
ينقص بعد حتى الآن
.
قال شيخ الإسلام ردا على هذا التلبيس في
نقض التأسيس(6/ 530وما بعدها):
قيل ليس هذا ظاهر الحديث ومن زعم أن الله طوله
ستون ذراعاً وزعم أن هذا ظاهره أو حمله عليه فهو مفترٍ كذاب ملحد فإن فساد هذا معلوم
بالضرورة من العقل والدين كما تقدم ومعلوم أيضاً عدم ظهوره من الحديث فإن الضمير في
قوله طوله عائد إلى آدم الذي قيل فيه خلق آدم على صورته ثم قال طول آدم ستون ذراعاً
فلما خلقه قال له اذهب إلى أولئك النفر من الملائكة فهذه الضمائر كلها عائدة إلى آدم
وهذا منها أيضاً فلفظ الطول وقدره ليس داخلاً في مسمى الصورة حتى يقال إذا قيل خلق
الله آدم على صورته وجب أن يكون على قدره وطوله بل من المعلوم أن الشيئين المخلوقين
قد يكون أحدهما على صورة الآخر مع التفاوت العظيم في جنس ذواتهما وقدر ذواتهما وقد
تظهر السموات والقمر في صورة ماء أو مرآة في غاية الصغر ويقال هذه صورتها مع العلم
بأن حقيقة السموات والأرض أعظم منذ لك بما لا نسبة لأحدهما إلى الآخر وكذلك المصور
الذي يصور السموات والكواكب والشمس والقمر والجبال والبحار يصور ذلك مع أن الذي يصوره
وإن شابه ذلك فإنه أبعد شيء عن حقيقته وعن قدره والإضافة تتنوع دلالتها بحسب المضاف
إليه فلما قال في آخر الحديث فكل من يدخل الجنة على صورة آدم طوله ستون ذراعاً هذا
يقتضي المشابهة في الجنس والقدر لأن صورة المضاف من جنس صورة المضاف إليه وحقيقتهما
واحدة وأما قوله خلق آدم على صورته فإنها تقتضي نوعاً من المشابهة فقط لا تقتضي تماثلاً
لا في حقيقة ولا قدر وأما الذين ظنوا أن الضمير في قوله طوله ستون ذراعاً لما كان عائداً
إلى آدم فكذلك الضمير في صورته وأن المعنى خلق آدم على صورة آدم فقد تقدم الكلام عليهم
وأن آدم لم يكن له صورة قبل ذلك يخلق عليها وذكرنا الوجوه المتعددة الدالة على فساد
ذلك ....
إلى أن قال:
فعلم أن الحديث أخبر فيه بجملتين أنه خلق آدم
على صورته وأن طوله ستون ذراعاً ليس هذا التقدير هو تقدير الصورة التي خلق عليها حتى
يقال هي صورة آدم.ا.ه المراد وفيه تفنيد لكل شبهات الجهمية التي أتيت بها أيها
الأحمق.
هل يصح أن يقال : أهل الجنة على صورة الله ؟ تعالى
عن ذلك " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ".
وما دخل العقليات في هذا أيها الجهمي
الخبيث؟ هذه لوثة التجهم ظهرت فيك ، فالقياس في العقائد أصل كل بلاء .
مع أنه قد سبق نقل رد شيخ الإسلام وفيه
الكفاية.
3- الحسن بن الحسين الإمام الجليل القاضى أبو على بن أبى هريرة توفي
سنة (345هـ ) .
قال
السبكي في طبقات الشافعية (3/119
(
وممن
ذكر من أصحابنا أن الضمير فى صورته عائد على رجل أبو على بن أبى هريرة فى تعليقه
فى باب التعزير.
هذه أخرى من علامات حمقك أيها الأنوك ، فكيف تتسدل بابن حبان
المؤول للصفات ، والسبكي الأشعري الضال ، فإما أنك لا تفرق بين أهل السنة وبين
غيرهم ، أو أنك ضال خبيث تريد إفساد عقيدة المسلمين ، فأسأل الله أن يعجل بهلاكك
وهلاك شيخك في الضلالة ؛ الذي اضطرك الدفاع عليه الكذب على السلف ونسبة قول أهل
الضلال إليهم.
ما
رأي الأفاك الحدادي التكفيري في هؤلاء الأعلام ومن سبقهم من الأئمة هل
خرقوا الإجماع ؟
إذا كان الأشعرية أعلاما فعلى عقيدة السلف السلام .
حين تفرق بين السلفي والأشعري يحق لك الحديث وقبلها عليك بإعادة
التعلم من جديد، حتى لا تفتضح بنقول مغلوطة
0 التعليقات:
إرسال تعليق