Pages

السبت، 13 ديسمبر 2014

مجرد الطاعة للطاغوت ليست شركا ( نتف من كلام السلف لا الخلف)



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبيه وعبده محمد وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن مسألة الحكم بالقوانين الوضعية سال في بيانها حبر كثير بين غال ومفرط وكثر فيها الخوض من الكثير وقل جدا من فهمها بفهم السلف ، بل سرت العدوى حتى لمن يزعمون التمسك بالآثار ولما دخلوا المسألة تركوا آثار السلف ونقلوا كلام من بعدهم ممن يبدعونهم أو يسكتون عنهم لمصلحة رأوها ، وكان مما زل فيه الكثير أن نقلوا كلام الشنقيطي في تفسير بعض الآيات لا لأنها توافق الحق لكن لأنها تنصر ما عندهم من باطل ومن هذه الآيات قوله تعالى :( { وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ }
فحملوا بعقولهم الآية على الشرك الأكبر لمجرد الطاعة وعمدتهم كلام شنقيطي مخلط لا يابه بكلام السلف في التفسير وبعضهم يعلم حاله لكن ينقل عنه لرغبة في نفسه والحق لا ينصر بمثل هؤلاء بل بكلام السلف وحدهم فهم من كانوا على الطريق القويم ، وأحببت في عجالة نقل بعض كلام السلف في الآية دون تعليق ليهلك من هلك عن بينة ، وأعرف أن هناك من يعترض ببعض الأمور لم أجب عنها هنا عمدا ليأتي وقتها  إن شاء الله
وسيأتي بيان تخليط بعض هؤلاء في الاستدلال بالآيات على ما اعتقدوه ، وليعلم أني لا أكتب هذا نصرة للحكام بل للحق وإلا فتفصيل القضية ليس هذا محله والله الموفق:
قال ابن أبي حاتم في التفسير:
7875- حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، ثنا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، قَوْلَهُ:  " وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ " ، يَعْنِي:"اسْتِحْلالا فِي أَكْلِ الْمَيْتَةِ  " إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ "  مِثْلَهُمْ".
7876- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثنا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَأَلْتُ الشَّعْبِيَّ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ،  " وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ " ، قال:"قُلْتُ: تَزْعُمُ الْخَوَارِجُ أَنَّهَا فِي الأُمَرَاءِ، قَالَ: كَذَبُوا إِنَّمَا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي الْمُشْرِكِينَ، كَانُوا يُخَاصِمُونَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَقُولُونَ: أَمَّا مَا قَتَلَ اللَّهُ فَلا تَأْكُلُونَ مِنْهُ، يَعْنِي: الْمَيْتَةَ، وَأَمَّا مَا قَتَلْتُمْ فَتَأْكُلُونَ مِنْهُ"، فَأَنْزَلَ اللَّهُ:  " وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ  "  إِلَى قَوْلِهِ  "  إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ " ، قال:"لَئِنْ أَكَلْتُمُ الْمَيْتَةَ وَأَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ".
وقال ابن أبي زمنين:
ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق لشرك يقول إن أكل الميتة على الاستحلال شرك وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم من المشركين ليجادلوكم تفسير مجاهد قال كان المشركون يجادلون المسلمين في الذبيحة فيقولون أما ما ذبحتم وقتلتم فتأكلونه وأما ما قتل ل الله فلا تأكلونه وأنتم بزعمكم تتبعون أمر الله فأنزل الله وإن أطعتموهم فاستحللتم الميتة إنكم لمشركون.
وقال السمعاني في تفسيره:
( ^ وإن أطعتموهم إنكم لمشركون ) يعني : باستحلال الميتة ، قال الزجاج : في هذا دليل على أن استحلال الحرام ، وتحريم الحلال يوجب الكفر ، وفي الآثار : ' أن ابن عباس سئل ، فقيل له : إن المختار بن أبي عبيد يزعم أنه يوحى إليه ، فقال ابن عباس : صدق ؛ فإن الله - تعالى - يقول : (  وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ) .
 وفي الخبر أن النبي قال : ' يخرج من ثقيف رجلان : كذاب ، ومبير مهلك '
وقال الطبري :
وأما قوله:(إنكم لمشركون)، يعني: إنكم إذًا مثلهم، إذ كان هؤلاء يأكلون الميتة استحلالا. فإذا أنتم أكلتموها كذلك، فقد صرتم مثلهم مشركين .

0 التعليقات:

إرسال تعليق