بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله
وصحبه ومن والاه أما بعد :
فهذه فوائد منتقاة اخترتها من قراءتي لكتاب الرد على
الجهمية للدارمي أسردها عليكم و أسأل الله أن ينفع بها الكاتب والقارئ جميعا والآن
مع الفوائد.
قال الدارمي في الرد على
الجهمية32:
قال أبو سعيد رحمه الله
ففي ما ذكرنا من كتاب الله عز و جل وفي هذه الأحاديث بيان بين أن العرش كان مخلوقا
قبل ما سواه من الخلق وأن ما ادعى فيه هؤلاء المعطلة تكذيب بالعرش وتخرص بالباطل
ولو شئنا أن نجمع في تحقيق العرش كثيرا من أحاديث رسول الله وأصحابه والتابعين
لجمعنا ولكن علمنا أنه خلص علم ذلك والأيمان به إلى النساء والصبيان إلا إلى هذه
العصابة الملحدة في آيات الله طهر الله منهم بلاده وأراح منهم عباده.
وقال ص34:
أرأيتم إذ قلتم هو في كل
مكان وفي كل خلق أكان الله إلها واحدا قبل أن يخلق الخلق والأمكنة قالوا نعم قلنا
فحين خلق الخلق والأمكنة أقدر أن يبقى كما كان في أزليته في غير مكان فلا يصير في
شيء من الخلق والأمكنة التي خلقها بزعمكم أو لم يجد بدا من أن يصير
فيها أو لم يستغن عن ذلك قالوا بلى قلنا فما الذي دعا الملك القدوس إذ هو على عرشه
في عزه وبهائه بائن من خلقه أن يصير في الأمكنة القذرة وأجواف الناس والطير
والبهائم ويصير بزعمكم في كل زاوية وحجرة ومكان منه شيء
51 - لقد شوهتم
معبودكم إذ كانت هذه صفته والله أعلى وأجل من أن تكون هذه صفته فلا بد لكم من أن
تأتوا ببرهان بين على دعواكم من كتاب ناطق أو سنة ماضية أو إجماع من المسلمين ولن
تأتوا بشيء منه أبدا.
وقال ص36:
قلنا نعم هذا الذي
احتججتم به هو حق كما قال الله عز و جل وبها نقول على المعنى الذي ذكرنا غير أنكم
جهلتم معناها فضللتم عن سواء السبيل وتعلقتم بوسط الآية وأغفلتم فاتحتها و خاتمتها
لأن الله عز و جل افتتح الآية بالعلم بهم وختمها به فقال ألم تر أن الله يعلم ما
في السموات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم . . . إلى قوله ثم
ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم المجادلة : 7 ففي هذا دليل على
أنه أراد العلم بهم وبأعمالهم لا أنه نفسه في كل مكان معهم كما زعمتم فهذه حجة
بالغة لو عقلتم
وفي ص37:
حتى لقد علم
فرعون في كفره وعتوه على الله أن الله عز و جل فوق السماء فقال يا
هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه
كاذبا غافر : 36 - 37
57 - ففي هذه الآية
بيان بين ودلالة ظاهرة أن موسى كان يدعو فرعون إلى معرفة الله بأنه فوق السماء فمن
أجل ذلك أمر ببناء الصرح ورام الاطلاع إليه
58 - وكذلك نمروذ
فرعون إبراهيم اتخذ التابوت والنسور ورام الاطلاع إلى الله لما كان يدعوه إبراهيم
إلى أن معرفته في السماء
59 - وكذلك كان
محمد يدعو إليه الناس ويمتحن به إيمانهم بمعرفة الله عز و جل.
وفي ص39: 63 - قال أبو
سعيد ففي حديث رسول الله دليل على أن الرجل إذا لم يعلم أن الله عز و جل في السماء
دون الأرض فليس بمؤمن ولو كان عبدا فأعتق لم يجز في رقبة مؤمنة إذ لا يعلم
أن الله في السماء ألا ترى أن رسول الله أمارة إيمانها معرفتها أن الله في السماء.
وفي ص44:
76 - حدثنا مسدد حدثنا
جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال أصابنا ونحن مع رسول الله مطر
فخرج رسول الله فحسر عنه ثوبه حتى أصابه فقلنا يا رسول الله لم صنعت هذا قال لأنه
حديث عهد بربه // إسناده صحيح //
77 - قال أبو سعيد
ولو كان على ما يقول هؤلاء الزائغة أنه في كل مكان ما كان المطر أحدث عهدا بالله
من غيره من المياه والخلائق
وقال ص 49:
87 - حدثنا موسى بن
إسماعيل حدثنا أبو هلال حدثنا قتادة قال : قالت بنو إسرائيل يا رب أنت في السماء
ونحن في الأرض فكيف لنا أن نعرف رضاك وغضبك قال إذا رضيت عنكم استعملت عليكم
خياركم وإذا غضبت عليكم استعملت عليكم شراركم.
وفيها:
عن سعيد بن أبي هلال أن
زيد ابن أسلم حدثه عن عطاء بن يسار قال أتى رجل كعبا وهو في نفر فقال يا أبا إسحاق
حدثني عن الجبار فأعظم القوم قوله فقال كعب دعوا الرجل فإن كان جاهلا تعلم وإن كان
عالما ازداد علما ثم قال كعب أخبرك أن الله خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن ثم جعل
ما بين كل سماءين كما بين السماء الدنيا والأرض وكثفهن مثل ذلك ثم رفع العرش
فاستوى عليه فما في السموات سماء إلا لها أطيط كأطيط الرحل العلافي أول ما يرتحل
من ثقل الجبار فوقهن.
قال ص 59:
فمن آمن بهذا القرآن الذي
احتججنا منه بهذه الآيات وصدق هذا الرسول الذي روينا عنه هذه الروايات لزمه
الإقرار بأن الله بكماله فوق العرش فوق سماواته وإلا فليحتمل قرآنا غير هذا فإنه
غير مؤمن بهذا.
وهذا
فيه تكفير لمن أنكر العلو.
وقال ص62:
ففي هذا أيضا دليل أنه
بائن من خلقه محتجب عنهم لا يستطيع جبريل مع قربه إليه الدنو من تلك الحجب وليس
كما يقول هؤلاء الزائغة إنه معهم في كل مكان ولو كان كذلك ما كان للحجب هناك معنى
لأن الذي هو في كل مكان لا يحتجب بشيء من شيء فكيف يحتجب من هو خارج الحجاب كما هو
من ورائه فليس لقول الله عز و جل {من وراء حجاب } عند القوم مصداق.
قال ص 81:
154 - هذا حدث كبير في
الإسلام وظلم عظيم أن يتبع تفسيركم كتاب الله بلا أثر ويترك المأثور فيه الصحيح من
قول رسول الله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان رضي الله عنهم.
وقال ص83:
وقد أكذبكم الله تعالى
فسمى نفسه أكبر الأشياء وأعظم الأشياء وخلاق الأشياء قال تعالى{ قل أي شيء أكبر
شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم} الأنعام : 19 وقال {كل شيء هالك إلا وجهه} القصص
: 88 فهو سمى نفسه أكبر الأشياء وأعظم الأشياء وخلاق الأشياء وله حد وهو يعلمه لا
غيره.
وفي ص83:
قال أبو سعيد رحمه الله
والحجة لقول ابن المبارك رحمه الله قول الله تبارك وتعالى وترى الملائكة حافين من
حول العرش الزمر : 75 فلماذا يحفون حول العرش إلا لأن الله عز و جل فوقه ولو كان
في كل مكان لحفوا بالأمكنة كلها لا بالعرش دونها ففي هذا بيان بين للحد
وأن الله فوق العرش والملائكة حوله حافون يسبحون ويقدسونه ويحمل عرشه بعضهم قال
الله تعالى الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم غافر : 7
وقال ص 85/86:
وإنما قيل من عند الله
لأن الله تبارك وتعالى فوق السماء والملائكة في السموات وبعضهم حافون بعرشه فهم
أقرب إلى عرش الرحمن من أهل الأرض ومما يبين ذلك قوله تعالى إن الذين عند ربك لا
يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون الأعراف : 206 ففي هذه الآية بيان لتحقيق ما
ادعينا للحد فإنه فوق العرش بائن من خلقه ولإبطال دعوى الذين ادعوا أن الله في كل
مكان لأنه لو كان في كل مكان ما كان لخصوص الملائكة أنهم عند ربك لا يستكبرون عن
عبادته معنى بل كانت الملائكة والجن والإنس وسائر الخلق كلهم عند ربك في دعواهم
بمنزلة واحدة إذ لو كان في كل مكان إذا لذهب معنى قوله لا يستكبرون عن عبادته
ويسبحونه وله يسجدون لأن أكثر أهل الأرض من الجن والإنس من يستكبر عن عبادته ولا
يسجد له ولكن خص الله بهذه الصفة الملائكة الذين هم عنده في السموات فأوطئوا بهذه
الآية وأقرعوا بها رؤوسهم عند دعواهم أن الله في كل مكان فإنها آخذة بحلوقهم لا
مفر لهم منها إلا بجحود فإن أقروا أنهم من الملائكة الذين عنده دون سواهم فقد
أصابوا ما أراد الله ونقضوا قولهم أن الله في كل مكان وأقروا له بالحد وأنه فوق
السموات والملائكة عنده لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون وإن لم يقروا
به كانوا بذلك جاحدين لتنزيل الله تعالى ويلزمهم في دعواهم أن يشهدوا لجميع عبدة
الأوثان وعبدة الشمس والقمر والجن والإنس وكفرة أهل الكتابين والمجوس أنهم كلهم
عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحون وله يسجدون لأن الله تعالى قد أخبر أن
الذين عنده كذلك صفاتهم فإن يكن الخلق كلهم في دعواهم عنده وهو عندهم وكل يسبح له
ويسجد له ولا يستكبر عن عبادته ومن قال هذا فقد كفر بكتاب الله وجحد بآيات الله
لأن الله تعالى وصف الملائكة الذين عنده بهذه الصفة ووصف كفار الجن والإنس وعبدة
الأوثان بالعتو والاستكبار عن عبادته والنفور عن طاعته قال تعالى لقد استكبروا في
أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا الفرقان : 21 وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما
الرحمن أنسجد لما تأمرنا الفرقان : 60 فافهموا هذه الآية فإنها قاطعة لحججهم
قال ص 108:
فوجدنا المعقول عند كل
حزب ما هم عليه والمجهول عندهم ما خالفهم فوجدنا فرقكم معشر الجهمية في المعقول
مختلفين كل فرقة منكم تدعي أن المعقول عندها ما تدعو إليه والمجهول ما خالفها فحين
رأينا المعقول اختلف منا ومنكم ومن جميع أهل الأهواء ولم نقف له على حد بين في كل
شيء رأينا أرشد الوجوه وأهداها أن نرد المعقولات كلها إلى أمر رسول الله وإلى
المعقول عند أصحابه المستفيض بين أظهرهم لأن الوحي كان ينزل بين أظهرهم فكانوا
أعلم بتأويله منا ومنكم وكانوا مؤتلفين في أصول الدين لم يفترقوا فيه ولم يظهر
فيهم البدع والأهواء الحائدة عن الطريق
212 - فالمعقول
عندنا ما وافق هديهم والمجهول ما خالفهم ولا سبيل إلى معرفة هديهم وطريقتهم إلا
هذه الآثار وقد انسلختم
وقال
ص109:
216 -
إن الذي يريد الشذوذ عن الحق يتبع الشاذ من قول العلماء ويتعلق بزلاتهم والذي يؤم
الحق في نفسه يتبع المشهور من قول جماعتهم وينقلب مع جمهورهم فهما آيتان بينتان
يستدل بهما على اتباع الرجل وعلى ابتداعه.
قال ص 111:
- ويزعمون أن علم الله
بمنزلة النظر والمشاهدة لا يعلم بالشيء حتى يكون فإذا كان الشيء علم به علم
كينونته لا بعلم لم يزل في نفسه قبل كينونته ولكن إذا حدث الشيء كان هو عند الشيء
ومعه الشيء بنفسه فإن أراد ذلك الشيء كان هو يدل الشيء بزعمهم من مكانه فذلك إحاطة
علم الله بالأشياء عندهم لا أن يكون علم بشيء منها في نفسه قبل كينونته فتبارك
الله رب العالمين وتعالى عما يصفون
222 - هذا هو الرد
لكتاب الله والجحود لآيات الله وصاحب هذا المذهب يخرجه مذهبه إلى مذهب الزندقة حتى
لا يؤمن بيوم الحساب لأن الذي لا يقر بالعلم السابق بالأشياء قبل أن تكون يلزمه في
مذهبه أن لا يؤمن بيوم الحساب وبقيام الساعة والبعث والثواب والعقاب لأن العباد
إنما لزمهم الإيمان بها لإخبار الله بأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من
في القبور وأنه محاسبهم يوم الحساب مثيبهم و معاقبهم
وقال ص 112:
فإذا كان الله بزعمهم لا
يعلم بالشيء حتى يكون كيف علم في مذهبهم بقيام الساعة والبعث ولم تقم الساعة بعد
ولا تقوم إلا بعد فناء الخلق وارتفاع الدنيا
224 - فإن أقروا
لله بعلم قيام الساعة والبعث والحساب لزمهم أن يقروا له بعلم كل شيء دونها فإن
أنكروا علم الله عز و جل بما دونها لزمهم إلانكار بها وبقيامها وبالبعث والحساب
لأن علمه بالساعة كعلمه بالخلق وأعمالهم سواء لا يزيد ولا ينقص فمن لم يؤمن
بأحدهما لزمه أن لا يؤمن بالآخر وهي من أوضح الحجج وأشدها على من رد العلم وأنكره.
وفي ص115:
فإن جحد منهم جاحد وانتفى
من بعض ما حكينا عنهم فلا تصدقوهم فإنه دينهم الذي يعتقدونه في أنفسهم لا يجحد ذلك
منهم إلا متعوذ مستتر أو جاهل بمذاهبهم لا يتوجه بشيء منها فقد اعترف لنا بذلك بعض
كبرائهم أو بما يشبه معناه وأسندوا بعض ذلك إلى بعض المضلين من أشياخهم فإلى الله
اشكوا رأيا هذا تأويله وقوما هذا إبطالهم لعلم ربنا.
وفي ص 133:
- قال أبو سعيد ففي كل ما
ذكرنا تحقيق كلام الله وتثبيته نصا بلا تأويل ففيما عاب الله به العجل في عجزه عن
القول والكلام بيان بين أن الله عز و جل غير عاجز عنه وأنه متكلم وقائل لأنه لم
يكن يعيب العجل بشيء هو موجود به.
قال ص 168:
فلا يجوز لرجل أن ينسب
رجلا إلى بدعة بقول أو فعل حتى يستيقن أن قوله ذلك وفعله باطل ليس كما يقول.
قال ص 171:
قال أبو سعيد رحمه الله
ناظرني رجل ببغداد منافحا عن هؤلاء الجهمية فقال لي بأية حجة تكفرون هؤلاء الجهمية
وقد نهى عن إكفار أهل القبلة بكتاب ناطق تكفرونهم أم بأثر أم بإجماع فقلت ما
الجهمية عندنا من أهل القبلة وما نكفرهم إلا بكتاب مسطور وأثر مأثور وكفر مشهور
أما الكتاب فما أخبر الله
عز و جل عن مشركي قريش من تكذيبهم بالقرآن فكان من أشد ما أخبر عنهم من التكذيب
أنهم قالوا هو مخلوق كما قالت الجهمية سواء قال الوحيد وهو الوليد بن المغيرة
المخزومي إن هذا إلا قول البشر المدثر : 25 وهذا قول جهنم إن هذا إلا مخلوق وكذلك
قول من يقول بقوله وقول من قال إن هذا إلا إفك افتراه الفرقان : 4 و إن هذا إلا
أساطير الأولين الأنعام : 25 و إن هذا إلا اختلاق ص : 7 معناهم في جميع ذلك ومعنى
جهم في قول يرجعان إلى أنه مخلوق ليس بينهما فيه من البون كغرز إبرة ولا كقيس شعرة
فبهذا نكفرهم كما أكفر الله به أئمتهم من قريش فقال سأصليه سقر المدثر : 26 إذ قال
إن هذا إلا قول البشر لأن كل إفك وتقول وسحر واختلاق وقول البشر كله لا شك في شيء
منه أنه مخلوق فاتفق من الكفر بين الوليد بن المغيرة وجهم بن صفوان الكلمة والمراد
في القرآن أنه مخلوق فهذا الكتاب الناطق في إكفارهم.
وقال ص 173
قال أبو سعيد فرأينا
هؤلاء الجهمية أفحش زندقة وأظهر كفرا وأقبح تأويلا لكتاب الله ورد صفاته فيما
بلغنا عن هؤلاء الزنادقة الذين قتلهم علي عليه السلام وحرقهم
363 - فمضت السنة
من علي وابن عباس رضي الله عنهما في قتل الزنادقة لأنها كفر عندهما وأنهم عندهما
ممن بدل دين الله وتأولا في ذلك قول رسول الله ولا يجب على رجل قتل في قول يقوله
حتى يكون قوله ذلك كفرا لا يجب فيما دون الكفر قتل إلا عقوبة فقط فذاك الكتاب في
إكفارهم وهذا الأثر
364 - ونكفرهم أيضا
بكفر مشهور وهو تكذيبهم بنص الكتاب أخبر الله تبارك وتعالى أن القرآن كلامه وادعت
الجهمية أنه خلقه وأخبر الله تبارك وتعالى أنه كلم موسى تكليما وقال هؤلاء لم
يكلمه الله بنفسه ولم يسمع موسى نفس كلام الله إنما سمع كلاما خرج إليه من مخلوق
ففي دعواهم دعا مخلوق موسى إلى ربوبيته فقال إني أنا ربك فاخلع نعليك طه : 12 فقال
له موسى في دعواهم صدقت ثم أتى فرعون يدعوه أن يجيب إلى ربوبية مخلوق كما أجاب
موسى في دعواهم فما فرق بين موسى وفرعون في مذهبهم في الكفر إذا فأي كفر أوضح من
هذا.
وقال ص174: في تكفير منكر
اليد ومؤولها:
وقال الله تبارك وتعالى
بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء المائدة : 64 و ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ص :
75 و بيدك الخير إنك على كل شيء قدير آل عمران : 26 وقال يد الله فوق أيديهم الفتح
: 10 قال هؤلاء ليس لله يد وما خلق آدم بيديه إنما يداه نعمتاه ورزقاه فادعوا في
يدي الله أوحش مما ادعته اليهود قالت اليهود يد الله مغلولة المائدة : 64 وقالت
الجهمية يد الله مخلوقة لأن النعم والأرزاق مخلوقة لا شك فيها وذاك محال في كلام
العرب فضلا أن يكون كفرا لأنه يستحيل أن يقال خلق آدم بنعمته ويستحيل أن يقال في
قول الله تبارك وتعالى بيدك الخير آل عمران : 26 بنعمتك الخير لأن الخير نفسه هو
النعم نفسها ومستحيل أن يقال في قول الله عز و جل يد الله فوق أيديهم نعمة الله
فوق أيديهم وإنما ذكرنا هاهنا اليد مع ذكر الأيدي في المبايعة بالأيدي فقال إن
الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه
الفتح : 10 ويستحيل أن يقال يداه مبسوطتان المائدة : 64 نعمتاه فكأن ليس له إلا
نعمتان مبسوطتان لا تحصى نعمه ولا تستدرك فلذلك قلنا إن هذا التأويل محال من
الكلام فضلا أن يكون كفرا.
وقال ص 182:
حدثنا هشام بن منصور
البغدادي المكفوف حدثنا أحمد بن سليمان الباهلي حدثنا خلف بن خليفة الأشجعي قال
أتي خالد بن عبد الله القسري برجل قد عارض القرآن فقال قال الله في كتابه إنا
أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر الكوثر : 1 - 3 وقلت أنا ما هو
أحسن منه إنا أعطيناك الجماهر فصل لربك وجاهر ولا تطع كل سافه وكافر فضرب خالد
عنقه وصلبه فمر به خلف بن خليفة وهو مصلوب فضرب بيده على خشبته فقال إنا أعطيناك
العمود فصل لربك على عود فأنا ضامن لك أن لا تعود.
قال المحقق بدر البدر
وهذا جهل بأصول هذا
الفن فلا تعامل القصص معاملة المرفوعات.ومثله يقبل في مثل هذا.
وقال ص186:
وأي زندقة بأظهر ممن
ينتحل الإسلام في الظاهر وفي الباطن يضاهي قوله في القرآن قول مشركي قريش الذين
ردوا على الله ورسوله فقالوا إن هذا إلا اختلاق ص : 7 و إن هذا إلا أساطير الأولين
الأنعام : 25 و إن هذا إلا قول البشر المدثر : 25 كما قالت الجهمية سواء إن هذا
إلا مخلوق ولهم في ذلك أيضا أئمة سوء أقدم من مشركي قريش وهم عاد قوم هود الذين
قالوا لنبيهم سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين إن هذا إلا خلق الأولين وما
نحن بمعذبين الشعراء : 136 - 138 فأي فرق بين الجهمية وبينهم حتى نجبن عن قتلهم
وإكفارهم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق