Pages

الأحد، 14 ديسمبر 2014

طليعة بيان انحراف الفوزان عن منهج السلف


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد:
فإنه من المتقرر عند أهل الحديث أن الرد على أهل الأهواء والبدع من أجلّ القربات وأفضل الطاعات التي تُقرب إلى المولى سبحانه وتعالى
كما قال يحيى بن يحيى -رحمه الله تعالى-[الذَّب عنِ السُّنَّةِ أفضل من الْجَهادِ فِي سبيل الله].
فقال محمد بن يحيى الذهلي -رحمه الله-: الرَّجُلُ يُنْفِقُ مَالَهُ وَ يُتْعِبُ نَفسهُ وَ يُجَاهِدُ، فَهذَا أفضل منْه؟!
فقَالَ يحيى: [نَعَمْ، بِكَثيرٍ].
وسئل أحمد بن حنبل -رحمه الله-: الرَّجُلُ يَصُومُ وَيُصَلِّي وَيَعْتَكِفُ أَحَبُّ إلَيْك
أَوْ يَتَكَلَّمُ فِي أَهْلِ الْبِدَعِ؟
فَقَالَ أبوعبدالله -رحمه الله-: [إذَا قَامَ وَصَلَّى وَاعْتَكَفَ فَإِنَّمَا هُوَ لِنَفْسِهِ
وَإِذَا تَكَلَّمَ فِي أَهْلِ الْبِدَعِ فَإِنَّمَا هُوَ لِلْمُسْلِمِينَ هَذَا أَفْضَلُ].
وقال محمد بن سَهْل البخاري: كنا عند الفريابي فجعل يذكر أهل البدع
فقال له رجل: لو حدثتنا كان أعجب إلينا!
فغضب، وقال: [كلامي في أهل البدع أحب إليَّ من عبادة ستين سنة].(من مقدمة الأخ الشمري لجهميات الألباني)
فإن الفوزان قد أطلق عليه بقية السلف عند محبيه ، وهو أحرى أن يسمى ببقية الخلف ، إذ هو عن السلف أبعد من السماء عن الأرض ، بل هو محارب لمنهجهم الذي ساروا عليه في الحكم على المبتدعة  ومحاربتهم ، فتجده يثني على كثير من رؤوس المبتدعة بله عن الزنادقة الأشعرية  ويعتذر لهم ويصف من يتكلم فيهم بالمبتدع والمجنون وغيرها من الأوصاف التي لا ينطق بها من عرف السلف وسار على نهجهم ، ولما تكاثرت تخليطات الرجل وبمشاروة بعض الفضلاء أحببت أن أكتب فيه مختصرا لبيان حاله ،ولأن الرجل كثير التخليط والرد عليه يحتاج لشيء من الطول كانت هذه طليعة لبيان حاله ، وهي تكفي العاقل اللبيب في ترك الرجل والحكم عليه بالضلال ، ولكن المتعصب قد لا تكفيه آلاف الحجج لما ربوا عليه من تقديس للرجال على طريقة الصوفية ، وقد آثرت الاختصار لضعف الهمم عن قراءة المطول ولأن الكتابة فيه ستكون في حلقات متتابعة إن شاء الله وهذه أولها.
قارن  بما يقوله الطبراني رحمه الله وبما يقوله الفوزان فيمن قال القرآن حيث قال في  شرح السنة للبربهاري ص 215 :
 من قال إن كلام الله مخلوق وإن الله لا يتكلم وعطل الله من الكلام فهو كافر لأنه مكذب لله ولرسوله ولإجماع المسلمين اللهم الا أن يكون جاهلاً أو متأولاً أو مقلداً لمن يحسن بهم الظن فهذا يبين له فإن أصر حكم بكفره .. ا.هـــ
وللجواب يقال:
سئل الطبراني كما في الحجة في بيان المحجة : ما قولك -رحمك الله- فيمن يقول: إن أهل التوحيد يخرجون من النار إلا من يقول: القرآن مخلوق؟ فكتب في جوابه:
من قال: القرآن مخلوق فهو كافر بالله العظيم بلا اختلاف بين أهل العلم والسنة؛ لأنه زعم أن الله تعالى مخلوق؛ لأن القرآن كلام الله عز وجل تكلم به وكلم به جبريل الروح الأمين، وأنزله جبريل عليه السلام من عند الله هكذا. قال الله تبارك وتعالى: {نزل به الروح الأمين}، وأنزله جبريل على قلبك، من قال: إنه مخلوق، فهو شر من اليهود والنصارى وعبدة الأوثان، وليس من أهل التوحيد المخلصين الذين أدخلهم الله النار عقوبة منه لأعمال استوجبوا بها النار، فيخرجهم الله من النار برحمته وشفاعة نبيه محمد  صلى الله عليه وسلم وشفاعة الشافعين، ومن زعم أن من يقول: ((إن القرآن مخلوق)) يخرج من النار فهو كافر كمن زعم أن اليهود والنصارى يخرجون من النار.ا.ه
والطبراني جزم لمن هذا حاله بالخلود في النار وجعله شر من كفر اليهود والنصارى ، وهو عند الفوزان معذور لأنه مقلد يعني أنه لا يجزم بدخوله النار لعذره حتى يتبين له الأمر ، فلو مات فلا يخلد في النار على قوله وقول من وافقه فما حكمه عند الطبراني؟
وقال الرازيان في عقيدتهما كما في شرح أصول الاعتقاد (1/176) :
سألت أبي وأبا زرعة عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار وما يعتقدان من ذلك فقالا أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازا وعراقا وشاما ويمنا فكان من مذهبهم..
إلى أن قالا:
ومن زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر بالله العظيم كفرا ينقل عن الملة ومن شك في كفره ممن يفهم فهو كافر.
وفيه عن أبي ثور إبراهيم بن خالد الكلبي الفقيه رحمه الله:
وسألته الصلاة خلف من يقول القرآن مخلوق
 فهذا كافر بقوله لا يصلي خلفه وذلك أن القرآن كلام الله جل ثناؤه ولا اختلاف فيه بين أهل العلم.
ونقل إجماع السلف على تكفير من قال القرآن مخلوق بلا مثنوية حرب الكرماني في عقيدته حيث قال:
والقرآن كلام الله تكلم به ، ليس بمخلوق فمن زعم أن القرآن مخلوق فهو جهمي كافر .
ومن زعم أن القرآن كلام الله ووقف ولم يقل ليس بمخلوق فهو أكفر من الأول وأخبث قولا .
ومن زعم إن ألفاظنا بالقرآن وتلاوتنا له مخلوقة والقرآن كلام الله فهو جهمي خبيث مبتدع. ومن لم يكفر هؤلاء القوم ولا الجهمية كلهم فهو مثلهم. ا. هـ
وفي أول عقيدته قرر أن هذا مذهب أهل الأثر وأئمة العلم .
وفي عقيدة أحمد لمسدد كما في طبقات الحنابلة (1/343):
فقد أجمع من أدركنا من أهل العلم أن الجهمية افترقت ثلاث فرق فقالت طائفة منهم القرآن كلام الله مخلوق وقالت طائفة القرآن كلام الله وسكتت وهي الواقفة الملعونة وقال بعضهم ألفاظنا بالقرآن مخلوقة فكل هؤلاء جهمية كفار يستتابون فإن تابوا وإلا قتلوا وأجمع من أدركنا من أهل العلم أن من هذه مقالته إن لم يتب لم يناكح ولا يجوز قضاؤه ولا تؤكل ذبيحته.ا.ه
وقال ابن بطة في الإبانة (5/346):
قَالَ الشَّيْخُ: فَبِهَذِهِ الرِّوَايَاتِ وَالْآثَارِ الَّتِي أَثَرْنَاهَا وَرُوِّينَاهَا عَنْ سَلَفِنَا وَشُيُوخِنَا وَأَئِمَّتِنَا نَقُولُ، وَبِهِمْ نَقْتَدِي، وَبِنُورِهِمْ نَسْتَضِيءُ، فَهُمُ الْأَئِمَّةُ الْعُلَمَاءُ الْعُقَلَاءُ النُّصَحَاءُ، الَّذِينَ لَا يُسْتَوْحَشُ مِنْ ذِكْرِهِمْ، بَلْ تَنْزِلُ الرَّحْمَةُ إِذَا نُشِرَتْ أَخْبَارُهُمْ، وَرُوِيتْ آثَارُهُمْ، فَنَقُولُ: إِنَّ الْقُرْآنَ كَلَامُ اللَّهِ، وَوَحْيُهُ، وَتَنْزِيلُهُ، وَعِلْمٌ مِنْ عِلْمِهِ، فِيهِ أَسْمَاؤُهُ الْحُسْنَى، وَصِفَاتُهُ الْعُلْيَا، غَيْرُ مَخْلُوقٍ كَيْفَ تَصَرَّفَ، وَعَلَى كُلِّ حَالٍ، لَا نَقِفُ، وَلَا نَشُكُّ، وَلَا نَرْتَابُ، وَمَنْ قَالَ: مَخْلُوقٌ، أَوْ قَالَ: كَلَامُ اللَّهِ وَوَقَفَ، أَوْ قَالَ: لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ، فَهَؤُلَاءِ كُلُّهُمْ جَهْمِيَّةٌ ضُلَّالٌ كُفَّارٌ، لَا يُشَكُّ فِي كُفْرِهِمْ، وَمَنْ قَالَ: لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوقٌ، فَهُوَ ضَالٌّ مُضِلٌّ جَهْمِيٌّ، وَمَنْ قَالَ: لَفْظِي بِالْقُرْآنِ غَيْرُ مَخْلُوقٍ، فَهُوَ مُبْتَدِعٌ، لَا يُكَلَّمُ حَتَّى يَرْجِعَ عَنْ بِدْعَتِهِ، وَيَتُوبَ عَنْ مَقَالَتِهِ فَهَذَا مَذْهَبُنَا، اتَّبَعْنَا فِيهِ أَئِمَّتَنَا، وَاقْتَدَيْنَا بِشُيُوخِنَا، رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ، وَهُوَ قَوْلُ إِمَامِنَا أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ رَحِمَهُ اللَّهُ.ا.ه
ولم يأت عن السلف حرف واحد في التفريق بين مقلد وغيره أو جاهل وعالم ، ولو كان حقا ما تركوه كيف وقد نقل عن بعضهم أن الجميع سواء فقد أخرج عبد الله بن أحمد وغيره عن إِبْرَاهِيمُ بْنُ زِيَادٍ سَبَلَانُ، قَالَ: سَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ فَقُلْتُ: مَا تَقُولُ فِيمَنْ يَقُولُ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ فَقَالَ: " لَوْ كَانَ لِي عَلَيْهِ سُلْطَانٌ لَقُمْتُ عَلَى الْجِسْرِ فَكَانَ لَا يَمُرُّ بِي رَجُلٌ إِلَّا سَأَلْتُهُ فَإِذَا قَالَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ ضَرَبْتُ عُنُقَهُ وَأَلْقَيْتُ رَأْسَهُ فِي الْمَاءِ ".
وفي السنة لعبد الله بن أحمد:
سَمِعْتُ أَبَا مَعْمَرٍ الْهُذَلِيُّ، يَقُولُ: «مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَتَكَلَّمُ وَلَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يَغْضَبُ وَلَا يَرْضَى - وَذَكَرَ أَشْيَاءَ مِنْ هَذِهِ الصِّفَاتِ - فَهُوَ كَافِرٌ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِنْ رَأَيْتُمُوهُ عَلَى بِئْرٍ وَاقِفًا فَأَلْقُوهُ فِيهَا بِهَذَا أَدِينُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، لِأَنَّهُمْ كُفَّارٌ بِاللَّهِ تَعَالَى»
فأين التفريق بين مقلد وغيره  هنا؟
لكن مصيبة هؤلاء نشأت من تأصيلات ابن تيمية حيث فرق بين النوع والعين في تكفير الجهمية بلا دليل صريح فأوقع الأمة في هوة سحيقة من الانحراف.
وليت أمر الفوزان وأضرابه وقف عند عذر المقلد لكنهم طردوا أصلهم فعذروا الرؤوس عند التعيين ومن ذلك اعتذراه لابن حجر وهو القائل عليه لعنة الله كما في إفساد البخاري( 13/493-494)
"وأما قولهم: إنه منزه عن الحروف، والأصوات. فمرادهم الكلام النفسي القائم بالذات المقدسة؛ فهو من الصفات الموجودة القديمة، وأما الحروف فإن كانت حركات أدوات كاللسان والشفتين؛ فهي أعراض، وإن كانت كتابة؛ فهي أجسام، وقيام الأجسام والأعراض بذات الله تعالى محال، ويلزم من أثبت ذلك؛ أن يقول بخلق القرآن، وهو يأبى ذلك، ويفر منه، فألجأ ذلك بعضهم إلى ادعاء قدم الحروف كما التزمته السالمية، ومنهم من التزم قيام ذلك بذاته. ومن شدة اللبس في هذه المسألة كثر نهي السلف عن الخوض فيها، واكتفوا باعتقاد أن القرآن كلام الله غير مخلوق، ولم يزيدوا على ذلك شيئاً، وهو أسلم الأقوال"اهـ
ومن نفى عن الله الحرف والصوت فقد نفى عنه الكلام إذ لا يعقل متكلم إلا بهذا
وفي كلامه هذا رد على السلف عامة في قولهم بالحرف والصوت قال السجزي رحمه الله في رسالته:
وأن توردوا الحجة على أن الكلام لن يعرى عن حرف وصوت البتة ، وأن ما عري عنهما لم يكن كلاما في الحقيقة وأن سمي في وقت بذلك تجوزاً واتساعا وتحققوا جواز وجود
الحرف والصوت من غير آلة وأداة وهواء منخرق وتسوقوا قول السلف وإفصاحهم بذكر الحرف والصوت أو ما يدل عليهما وتجمعوا بين العلم والكلام في إثبات الحدود بينهما .
وقال ص 24:
…وإن لم يرد ذلك عمن سلف من القرون والأمم ولا نطق به كتاب منزل ولا فاه به نبي مرسل ولا اقتضاه عقل ، علم جهل مخالفينا و[ ابتداعهم ] ولن يقدر أحد في علمي على إيراد ذلك عن الأوائل ولا اتخاذه [ ديناً ] في أثر أو عقل . وكل ما يتعلق به مخالفونا في هذا الفصل فمن المجاز أو بنيات الطريق . والعقل والسمع معا يؤيدان ما نقوله ، وبه نطق الكتاب والأثر ، وثبت العرف به .
وفي (ص:28):
واليهود والنصارى مقرون بأن لله كلاماً ومختلفون في نفي الخلق عنه وإثباته كاختلاف المسلمين ومجمعون على أن الكلام لا يكون إلا حرفاً وصوتاً …فإن قال قائل : إن أكثر ما ذكرت في هذا الفصل مما يتعلق بالشاهد والله تعالى بخلاف المشاهدات فوجب أن لا يكون كلامه حرفاً وصوتاً إلا أن يأتي نص من الكتاب أو إجماع من الأمة أو خير من أخبار التواتر بأن كلام الله سبحانه حرف وصوت .
…قيل له : الواجب أن يعلم أن الله تعالى إذا وصف نفسه بصفة هي معقولة عند العرب ، والخطاب ورد بها عليهم بما يتعارفون بينهم ولم يبين سبحانه أنها بخلاف ما يعقلونه ولا فسرها النبي صلى الله عليه وسلم لما أداها بتفسير يخالف الظاهر فهي على ما يعقلونه ويتعارفونه .ا.ه
ورسالة السجزي رحمه الله قيمة في رد معتقد الأشاعرة الخبيث.
فمن نفى عن كلام الله الحرف والصوت فهو ينفي أن الله يتكلم وهذا كفر بين وزندقة بقرون لا يعتذر لصاحبها  إلا مخبول أو زنديق وتمويهات الأشاعرة في معتقدهم راجت على الكثير من أهل العصر حتى ظنوا قولهم موافقا لأهل السنة ، وهم مناقضون له كل المناقضة لكنهم قوم ملبسون مزجوا الباطل بشوب من الحق ليروج على المغفلين كالفوزان ومن وافق قوله قال السجزي رحمه الله :
وقد ذكرنا في كتاب " الإبانة " ضرباً مما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى ، وتكلمنا على صحيحه وغريبه ، وأن أحدا من الأمة قبل خصومنا هؤلاء ما عرف قرءآنا ينقري ولا يدخله الحرف الصوت والأشعري أيضاً لم يعرف ذلك ، وإنما حمله على ما قال التحير مع قلة الحياء ألا ترى أنه يقول : القراءة مخلوقة والمقروء بها صفة لله عزوجل غير مخلوقة والخلق بالاتفاق لا يتوصلون إلى قراءة ما ليس بحرف ولا صوت فليس يكو
ومن أراد الاستزادة في كشف ألاعيب الأشعرية فليدمن القراءة في تلك الرسالة القيمة ، وكتاب ذم الكلام للهروي فقد بعض ألاعيبهم وبين حقيقة معتقدهم .
وابن حجر الجهمي الخبيث الذي صار إماما عن اشباه الفوزان منكر لعلو الله على خلقه ومنكر للرؤية ومن هذا حاله عند السلف كافر زنديق بلا تردد ، فإن كانت مسألة الرؤية سمعية فليت شعري ما باله ينكر علو الله وحجته في العقل والفطرة لا يخالف فيها البهائم الرتع ولا الصغار الرضع ، لكن خالف فيها الجهمية الكافرة كما قال الدارمي في نقضه.
فأي عذر يعتذر به لهؤلاء الزنادقة في جحدهم علو الله؟ فإن قيل هم تأولوا والجهمية عطلوا كما هي حجة هؤلاء فيقال حتى الجهمية تأولوا لكن السلف كفروهم ومن طالع رد أحمد رحمه الله عليهم علم أنهم تأولوا وهو ما قاله الترمذي في جامعه وابن بطة في إبانته ، لكن القوم حمقى مغفلون دينهم التقليد لمتأخري الحنابلة ولو كفروا ، وجعلوا ذلك هو الدين القويم وكذبوا ، إذ الحق لا يعرف إلا بما كان عليه السلف رحمهم الله.
وفي قصة جارية معاوية بن الحكم رضي الله عنه جعل رسول الله عليه السلام علامة إيمانها كونها أقرت بعلو الله الحسي وبرسالته ، فلو أن المسؤول هو ابن حجر أو النووي أو من لف لفهما من أشاعرة وغيرهم وكان جوابه ما قاله في إفساد البخاري
فهل كان النبي عليه السلام يحكم بإسلامه؟
وهو القائل نقلا عن القرطبي (1/221):
فلا يتوجه على حكمه لم ولا كيف كما لا يتوجه عليه في وجوده أين وحيث.ا.ه
وهذا الكلام رد صريح على سؤال النبي عليه السلام للجارية بأين ، فكيف يكون هذا إماما يعتذر له وهو ينكر أخص صفات الله وهي العلو الحسي ؟
أما النووي فمن أراد معرفة حاله فليقرأ رسالة أخينا الفاضل إبراهيم الشمري بيان تلبيس الأشعرية ففيه الكفاية لبيان حال هذا الزنديق.
وفي الأخير هذه طليعة كشف حال الفوزان وبيان ما عليه من جهل بمنهج السلف وتخليط في مسائل عظام ليكون من ينافح عنه ويحسن به الظن على بينة من أمره فالحق لا يعرف بالرجال  والله الموفق.


1 التعليقات:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
عمر بن إبراهيم ولاية غرداية من بني مزاب
من فضل الله عليكم أريد أسماء مواقع لعلماء موثوقين آخذ منهم ديني بارك الله فيك
والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين
عنوان المراسلة :omarsalahw@gimal.com
بارك الله فيك

إرسال تعليق