Pages

الاثنين، 6 يوليو 2015

من ضلالات الحجوري 2


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعد وعلى آله وصحبه أما بعد:

فهذه حلقة أخرى من كشف بعض ضلالات الحجوري ومخالفاته لمنهج السلف يسر الله بيان المزيد منها  لما للرجل من أتباع يغالون في شخصه ولا يرون له نظيرا في العلم حتى سموه الناصح الأمين وجعلوا قوله هو الحق ولو خالف  النصوص البينات ، وقد رأى كثير من أهل الحق كيف أن أتباعه يتعسفون في إيجاد المخارج لكلام شيخهم الواضح البطلان وما ذلك إلا لمرض وغرض نعوذ بالله من اتباع الهوى.
قال الحجوري  في كنزه الثمين (1/34)
فتشبيه الله عز وجل بخلقه كفر ، وتعطيله عن كماله كفر ، فإن الله عز وجل يقول: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) الشورى :11، فالذي يحصل منه ذلك : إن كان متأولا ، أو كان جاهلا .. أو ما إلى ذلك من الموانع ؛ فلا يترتب عليه الحكم ، وإن كان متعمدا لذلك وانتفت عنه الموانع ؛ فهو مشرك شركا أكبر ، والحمد لله.ا.ه المراد

وهذا من ضلالات المتأخرين الكثيرة التي هرم عليها الكبير وربى عليها الصغير ، حتى صارت من السنة عند الكثيرين ، فعذر الجهمي المقلد بالجهل وعذر الرأس منهم بالتأويل فضاعت السنة ، وأغلق باب التكفير ، حتى صار تكفير الجهمي من محدثات الأمور ومن موجبات الطعن في صاحبه ووسمه بالحدادية كما يفعل المدخلي ومن حذا حذوه من الجهلاء.
والعذر بالتأويل ,إن وجد في حال من اشتبهت عليه بعض ألأمور كحال الخوارج مع ضلالهم إلا أن الصحابة لم يتفقوا على تكفيرهم ، لكن بدعة الجهمية ليست  كتلك بل هي نقض للدين من أساسه وتقويض لدعائم العقيدة من أصولها ، لهذا لم يعذرهم السلف بذلك بل صاحوا بتكفيرهم مع علمهم بأنهم تأولوا ، ولا يمكن أن يقال بأن الجهمية الأولين كانوا جاحدين كما يلوكه كثير من المداخلة ، بل فيهم متأولون لكن السلف أطبقوا على تكفيرهم ، هذا على فرض التسليم بعذر الجاهل منهم بجهله . فكيف لرؤوسهم أن يعذروا بالتأويل أو غيره من الأعذار ؟
والحجوري أنموذج فاسد من هذه الحثالة التي أفسدت أديان الناس باسم السلفية وهم منها برآء، فهو يعذر المعطل والمشبه بالجهل ,هذا من أقبح الجهل ، فالمشبه لا عذر له  قال نعيم بن حماد: من شبه الله بشيء من خلقه فقد كفر ومن أنكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر فليس ما وصف الله به نفسه ورسوله تشبيه.
و كما قيل :فالمشبه يعبد صنما والمعطل يعبد عدما .
  ومن توسع الحجوري في الحمق فهو يعذر حتى المتعمد منهم كما في نص كلامه فلا يكفره إلا بعد انتفاء الموانع ، وإن كان عذر الجاهل والمتأول قد يمشيه هؤلاء فكيف وصل بهم الجهل لعذر المتعمد لذلك ؟
فالمتعمد لترك النصوص أو تحريفها من غير تأويل لا يختلف في كفره عاقلان ، لكن الحجوري واسع الخطو في الإعذار متورع عن التكفير ولو بحق وستأتي نماذج من ذلك في قادم الأيام .
وهذا أحدها :فقد سئل عمن يقول أن السؤال بأين الله قلة أدب فقال هذا كلام خطير والصحيح أن قائل هذا الكلام كافر بالله راد لقول الرسول عليه السلام إن كان بلغه وهو طعن في نبي الله وكفى به كفرا وزندقة لكن الحجوري _الناصح الأمين _ لا يقول بذلك ، ولا يقال أنه ترك ذلك عن عمد فقرائن الكلام معتبرة وتأصيلاته مطردة في نفي التكفير حتى تجتمع الشروط وتنتفي الموانع حتى في الشرك الأكبر كما في كنزه الثمين (1/66)و(1/176) و(5/147).
وقد جعل موانع تكفير منكر الصفات خمسة كما في (1/147)
ومن تناقضه وتهافت تأصيله أنه جعل المؤول لنصوص الصفات ضالا لكنه يخالف ذلك عن التعيين فيدافع عن رؤوس الجهمية كالسيوطي المشرك وابن حجر والنووي عليهم من الله ما يستحقون.
وقد سبق بيان بطلان هذا التـأصيل _ وهو العذر بالتـأويل في صفات الله_ في مواطن سابقة وههنا كلام نفيس جدا للإمام الدارمي يقوض بناء الجهمية العصرية في عذر كبرائهم من الجهمية الإناث كابن حجر والنووي ومن سار سيرهما .
وكلامه فيه تكفير لمن أول الوجه فقط فكيف بضميمة غيره له ؟
قال الدارمي في النقض (ص:320) ط الميمان:
ثم لما فرغت من إنكار اليدين ونفيها عن الله ذي الجلال والإكرام أقبلت قبل وجه الله تبارك وتعالى لتنفيه عنه بمثل هذه العمايات كما نفيت عنه اليدين فزعمت أن وكيعا روى عن الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة :(أن العبد إذا قام يصلي أقبل الله عليه بوجهه فلا يصرفه عنه حتى يكون هو الذي ينصرف أو يحدث نفسه حديث سوء )ا.ه
قلت:وفيه جعل الدارمي تأويل الوجه نفيا له وهو الصواب لا ما يقوله متحذلقة العصر من التفريق بينهما بلا برهان .
ثم قال رحمه الله :
 ثم قلت أيها المعارض إن هذا يحتمل أن الله يقبل عليه بنعمته وإحسانه وأفعاله وما أوجب للمصلي من الثواب كما قلتم ! ( فثم وجه الله ) ! (كل شيء هالك إلا وجهه ) وكقوله ابتغاء وجه ربه ) وكقوله ! ( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) ! أي يبقى الله وحده فإن قال قائل ولله وجه قيل له إن كنت تريد ( كل شيء هالك إلا وجهه )و ( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) و ( فأينما تولوا فثم وجه الله ) .
 فقوله الحق وإن أردت عضوا كما ترى من الوجه فهو الخالق هذه الوجوه فقد يحتمل أن يقال هذا وجه الشيء ووجه الأمر ويقول هذا وجه الثوب ووجه الحائط فقوله ! ( وجه ربك ) ! ما توجه به إلى ربك من الأعمال الصالحة وقوله ! ( فأينما تولوا فثم وجه الله ) ! يقول ثم قبلة الناس يتوجهون إليها وقوله ! ( ثم وجه الله ) ! ثم قبلة الله
 فيقال لهذا المعارض لم تدع غاية في إنكار وجه الله ذي الجلال والإكرام والجحود به وبآياته التي تنطق بالوجه حتى ادعيت أن وجه الله الذي وصفه بالجلال والإكرام مخلوق لأنك ادعيت أنها أعمال مخلوقة يوجه بها إليه ونعم وإحسان والأعمال كلها مخلوقة لا شك فيها فوجه ربك ذي الجلال والإكرام في دعواك مخلوق فزعمت أيضا أنها قبلة الله والقبلة أيضا مخلوقة فادعيت أن كل ما ذكر الله تعالى في كتابه من ذكر وجهه وجه مخلوق ليس لله منها وجه معه ولا هو ذو وجه في دعواك وكتاب الله المكذب لك في دعواك وهو ما تلوت أيها المعارض من هذه الآيات التي كلها ناقضة لمذهبك وآخذة بحلقك أو تأثر تفسيرك هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأثر مأثور منصوص مشهور ولن تفعله أبدا لما قد روي عنه خلافه وهو قوله ! ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) ! قال ( ( النظر إلى وجه الله ) .ا.ه
فجعل تأويلات المردود عليه غاية في إنكار وجه الله  والجحود له ولم يجعل التأويل مانعا له من الحكم.
ومن ذلك ماقاله ابن حجر نقلا عن غيره ولم يعقبه :
والمراد بالمناجاة من قبل العبد حقيقة النجوى ومن قبل الرب لازم ذلك فيكون مجازا والمعنى إقباله عليه بالرحمة والرضوان وأما قوله أو إن ربه بينه وبين القبلة وكذا في الحديث الذي بعده فإن الله قبل وجهه فقال الخطابي معناه أن توجهه إلى القبلة مفض بالقصد منه إلى ربه فصار في التقدير فإن مقصودة بينه وبين قبلته وقيل هو على حذف مضاف أي عظمة الله أو ثواب الله وقال بن عبد البر هو كلام خرج على التعظيم لشأن القبلة وقد نزع به بعض المعتزلة القائلين بان الله في كل مكان وهو جهل واضح لأن في الحديث أنه يبزق تحت قدمه وفيه نقض ما أصلوه وفيه الرد على من زعم أنه على العرش بذاته ومهما تؤول به هذا جاز أن يتأول به ذاك.ا.ه
ومنه قول النووي الذي يعتذر له الخالفون:
والنهي عن بصاق المصلى بين يديه وعن يمينه يقال بصاق وبزاق لغتان مشهورتان ولغة قليلة بساق بالسين وعدها جماعة غلطا قوله صلى الله عليه و سلم فلا يبصق قبل وجهه فان الله قبل وجهه أي الجهة التي عظمها وقيل فإن قبلة الله وقيل ثوابه ونحو هذا فلا يقابل هذه الجهة بالبصاق الذي هو الاستخفاف بمن يبزق إليه واهانته وتحقيره.
ونقل هذا الكلام السيوطي الهالك ، لكن القوم يدافعون عنه فاللهم احشرهم معه يوم القيامة.
وهي نفس تأويلات المريسي الكافر التي نقضها الدارمي هنا وكفر القائل بها وجعله أعظم الجحود لوجه الله.
ثم قال الدارمي رحمه الله:
أفيجوز أن يتأول هذا أنه قال الزيادة النظر إلى الكعبة أو إلى أعمال المخلوقين وكان يدعو ( اللهم إني أسألك لذة النظر إلى وجهك ) فيجوز في تأويلك أن يقول اللهم إني أسألك لذة النظر إلى الأعمال الصالحة من أعمال خلقك أم إلى القبلة ويلكم ما سبقكم إلى مثل هذه الفرية على الله إنس ولا جان ولا فرعون من الفراعنة ولا شيطان
 وأعظم من ذلك دعواك أن وجه الله كوجه الثوب والحائط والميت الذي لا يوقف منها على وجه ولا ظهر ما تركتم من الكفر بوجه الله غاية ولو قد تكلم بهذا رجل بالمغرب لوجب على أهل الشرق أن يغزوه حتى يقتلوه غضبا لله وإجلالا لوجهه ذي الجلال والإكرام .
انظر كيف جعل تأولهم لوجه الله بأنه غاية الكفر به  وجعل ذلك القول من موجبات غزو صاحبه وقتله ، فما حكم من يعتذر له بأعذار باردة وتأويلات ساقطة ؟ وما حكم من يبدع من يطعن فيمن هذه حاله ؟ أهو على طريق أهدى من السلف أو راكب ضلالة كبرى؟
ثم قال:
 أرأيتك أيها الجاهل إن كان وجه الله عندك قبلته والأعمال التي ابتغي بها وجهه وكوجه الثوب والحائط أفيجوز أن يقال للقبلة والأعمال والعباد ذو الجلال والإكرام فقد علم المؤمنون من خلق الله أنه لا يقدس وجه بذي الجلال والإكرام غير وجه الله .
 وأما تكريرك وتهويلك علينا بالأعضاء والجوارح وهذا ما يقوله مسلم غير أنا نقول كما قال الله تعالى  ( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) أنه عنى به الوجه الذي هو الوجه عند المؤمنين لا الأعمال الصالحة ولا القبلة ولا ما حكيت من الخرافات كاللاعب بوجه الله عز وجل وكذلك قوله ( كل شيء هالك إلا وجهه )  نفسه الذي هو أحسن الوجوه وأجمل الوجوه وأنور الوجوه الموصوف بذي الجلال والإكرام الذي لا يستحق هذه الصفة غير وجهه وأن الوجه منه غير اليدين واليدين منه غير الوجه على رغم الزنادقة والجهمية .
 وسنذكر في ذكر الوجه آيات وآثارا مسندة ليعرضها أهل المعرفة بالله على تفسيرك هل يحتمل شيئا منها شيء منه فإن كنت لا تؤمن بها فخير منك وأطيب من عباد الله المؤمنين من قد آمن بها وأيقن .
 قال الله تعالى ( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) ! و ( كل شيء هالك إلا وجهه ) وقوله  ( إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ) ( فأينما تولوا فثم وجه الله ) ( إنما نطعمكم لوجه الله ) ! فالخيبة لمن كفر بهذه الآيات كلها أنها ليست بوجه الله نفسه وأنها وجوه مخلوقة .ا.ه
قلت فانظر كيف سمى المتأول للنصوص كافرا بها ، والخالفون يجعلون تأويله عذرا ومانعا من تبديعه وتكفيره فاللهم غفرا
ثم قال الدارمي رحمه الله:
ويلك فهذا مع ما فيه من الكفر محال في الكلام فإنه لا يقال لشيء ليس من ذوي الوجوه أقبل بوجهه على إنسان أو غيره إلا والمقبل بوجهه من ذوي الوجوه وقد يجوز أن يقال للثوب وجه والحائط ولا يجوز أن يقال أقبل الثوب بوجهه على المشتري وأقبل الحائط بوجهه على فلان لا يقال أقبل بوجهه على شيء إلا من له القدرة على الإقبال وكل قادر على الإقبال ذو وجه هذا معقول مفهوم في كلام العرب فإن جهلته فسم شيئا من الأشياء ليس من ذوي الأوجه يجوز أن تقول أقبل بوجهه على فلان فإنك لا تأتي به فافهم وما أراك ولا إمامك تفهمان هذا وما أشبهه .
 ولولا كثرة من يستنكر الحق ويستحسن الباطل ما اشتغلنا كل هذا الاشتغال بتثبيت وجه الله ذي الجلال والإكرام  ولو لم يكن فيه إلا اجتماع الكلمة من العالمين أعوذ بوجه الله العظيم وأعوذ بوجهك يا رب وجاهدت ابتغاء وجه الله وأعتقت لوجه الله لكان كافيا مما ذكرنا إذ عقله النساء والصبيان والبر والفاجر والعربي والعجمي غير هذه العصابة الزائغة الملحدة في أسماء الله المعطلة لوجه الله ولجميع صفاته عز وجل وجهه وتقدست أسماؤه لقد سببتم الله بأقبح ما سبه اليهود ! ( قالت اليهود يد الله مغلولة ) ! وقلتم أنتم يد الله مخلوقة لما ادعيتم أنها نعمته ورزقه لأن النعمة والأرزاق مخلوقة كلها ثم زدتم على اليهود فادعيتم أن وجه الله مخلوق إذ ادعيتم أنه وجه القبلة ووجوه الأعمال الصالحة وكوجه الثوب والحائط وهذه كلها مخلوقة فادعيتم أن علمه وكلامه وأسماءه محدثة مخلوقة كما هي لكم فما بقي إلا أن تقولوا هو بكماله مخلوق فلذلك قلنا إنكم سببتم الله بأقبح ما سبته اليهود.ا.ه المراد.ا.ه
هذا الكلام من الدارمي رحمه الله فيه تكفير واضح لمن أول صفة الوجه على تأويلات الأشاعرة وهو من الصفات الخبرية التي تدرك بالوحي ، فكيف يمن أول وجحد علو الله الذي تدركه الفطر السليمة والعقول المستقيمة ،بل حتى البهائم لا تنكره ؟ أفيكون مثله إماما يترحم عليه ويعتذر له ويبدع من يبدعه ؟
كما يقوله ابن حجر والنووي ومن نحا نحوهما من متأخري الأشعرية
قال الدارمي في النقض:
فحدثنا أحمد بن منيع البغدادي الأصم ثنا أبو معاوية عن شبيب ابن شيبة عن الحسن عن عمران بن الحصين أن النبي قال لأبيه :(يا حصين كم تعبد اليوم إلها قال سبعة ستة في الأرض وواحد في السماء قال فأيهم تعده لرغبتك ولرهبتك قال الذي في السماء )فلم ينكر النبي على الكافر إذ عرف أن إله العالمين في السماء كما قاله النبي .
 فحصين الخزاعي في كفره يومئذ كان أعلم بالله الجليل الأجل من المريسي وأصحابه مع ما ينتحلون من الإسلام إذ ميز بين الإله الخالق الذي في السماء وبين الآلهة والأصنام المخلوقة التي في الأرض .
 وقد اتفقت الكلمة من المسلمين والكافرين أن الله في السماء وحدوه بذلك إلا المريسي الضال وأصحابه حتى الصبيان الذين لم يبلغوا الحنث قد عرفوه بذلك إذا حزب الصبي شيء يرفع يديه إلى ربه يدعوه في السماء دون ما سواها فكل أحد بالله وبمكانه أعلم من الجهمية.
ومما يقوله هذا الحجوري الجاهل بعقيدة السلف أنه جعل قول اليهود في صفات الله أقبح من قول الجهمية نظر لأن هؤلاء قصدوا التنتزيه ، وقد سبق نقل كلام الدارمي على أن الجهمية سبت الله بأقبح السب حيث قال:
لقد سببتم الله بأقبح ما سبه اليهود قالت اليهود يد الله مغلولة وقلتم أنتم يد الله مخلوقة لما ادعيتم أنها نعمته ورزقه لأن النعمة والأرزاق مخلوقة كلها ثم زدتم على اليهود فادعيتم أن وجه الله مخلوق إذ ادعيتم أنه وجه القبلة ووجوه الأعمال الصالحة وكوجه الثوب والحائط وهذه كلها مخلوقة فادعيتم أن علمه وكلامه وأسماءه محدثة مخلوقة كما هي لكم فما بقي إلا أن تقولوا هو بكماله مخلوق فلذلك قلنا إنكم سببتم الله بأقبح ما سبته اليهود.ا.ه
ولا شك أن الدارمي أفقه وأعلم وأتبع للسنة من الحجوري المخالف للسلف وإن انتسب إليهم زورا وبهتانا.
وقال ابن المبارك:قال لأن أحكي كلام اليهود والنصارى أحب إلي من أن احكي كلام الجهمية .
وقال الدارمي معقبا على هذا كما في الرد على الجهمية:
وصدق ابن المبارك إن من كلامهم في تعطيل صفات الله تعالى ما هو أوحش من كلام اليهود والنصارى غير أنا نختصر من ذلك ما نستدل به على الكثير إن شاء الله تعالى.
وقال سعيد بن عامر : الجهمية أشر قولا من اليهود والنصارى قد اجتمعت اليهود والنصارى وأهل الأديان أن الله تبارك وتعالى على العرش وقالوا هم ليس على العرش شيء.
كما في خلق أفعال العباد للبخاري رحمه الله.
وفيه قال البخاري : قال أبو عبد الله  نظرت في كلام اليهود والنصارى والمجوس فما رأيت أضل في كفرهم منهم وإني لأستجهل من لا يكفرهم إلا من لا يعرف كفرهم.
وفيه قال أبو عبيد القاسم بن سلام : أما تشبيه قول الله إذا أردناه بقوله قالت السماء فأمطرت وقال الجدار فمال فإنه لا يشبه وهذه أغلوطة أدخلها لأنك إذا قلت قالت السماء ثم تسكت لم يدر ما معنى قالت حتى يقول فأمطرت وكذلك إذا قلت أراد الجدار ثم لم يبين ما معنى أراد لم يدر ما معناه وإذا قلت قال الله اكتفيت بقوله قال فقال مكتف لا يحتاج إلى شيء يستدل به على قال كما احتجت إذا قال الجدار فمال وإلا لم يكن لقال الجدار معنى ومن قال هذا فليس شيء من الكفر إلا وهو دونه ومن قال هذا فقد قال على الله ما لم يفعله اليهود والنصارى ومذهبه التعطيل للخالق.
والحجوري يجعل الجهمية من أهل القبلة كما في الكنز(1/129) وقد قال الدارمي في الرد على الجهمية:
قال أبو سعيد رحمه الله ناظرني رجل ببغداد منافحا عن هؤلاء الجهمية فقال لي بأية حجة تكفرون هؤلاء الجهمية وقد نهى عن إكفار أهل القبلة بكتاب ناطق تكفرونهم أم بأثر أم بإجماع فقلت ما الجهمية عندنا من أهل القبلة وما نكفرهم إلا بكتاب مسطور وأثر مأثور وكفر مشهور.ا.ه
ومن عجائب العاذرين للجهمية أنهم يستدلون بكلمة الإمام الشافعي على عذر المشرك ، وفيها جعل رحمه الله مناط التكفير بلوغ الحجة لا غير حيث قال:
 لله أسماء وصفات لا يسع أحدا ردها ومن خالف بعد ثبوت الحجة عليه فقد كفر وأما قبل قيام الحجة فإنه يعذر بالجهل ،لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل ولا الرؤية والفكر فنثبت هذه الصفات وننفي عنه التشبيه كما نفى عن نفسه فقال ليس كمثله شيء.
وهم يزيدون فيخالفون كلمة الشافعي ويعذرون حتى بعد بلوغ الحجة كما يفعلون مع الأشاعرة عموما ومع رؤوسهم خصوصا ، وبهذا تعرف أن هؤلاء القوم أطلقوا مسألة العذر وبحثوا عما يسعف قولهم فنقلوا ما هو حجة عليهم وهم لا يشعرون .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد



0 التعليقات:

إرسال تعليق