إلزام في مسألة الإلزام بالجرح

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد:

فقد انتشر الخلاف في مسألة الإلزام بجرح العالم ، بين موجب لذلك وناف له إلا بشروط وهؤلاء اشترطوا شروطا في  المسألة وليس المجال للرد عليهم ، بل كلامي حول من ألزم بجرح العالم إذا كان بحجة ، إذ هذا هو الحق بلا شك لكن تكثير الكلام في مسائل أصلها السلف بدقة ،ومن أناس معينين يوهم أن في المسألة خفايا ومقاصد غير نصرة الحق، ولست بصدد بيان الحق  فيها فهو واضح من عهد السلف ولا يناقش فيه إلا مبطل عاطل عن الحجة ، لكني أردت إلزام من يقول بالإلزام بما يبين أن في التطبيق خللا لدى بعض القوم ،وهو أنهم يلزمون بقول فلان ويتهمون كل من قال لا يلزمني بأنه مميع ، وهم واقعون في أشد منه وأبطل ، إذ يلزمون بقول فلان ولا يلتزمون قول غيره وهذا ما دفع من يرد الإلزام لنقض هذا الأصل ، والصواب أن الخلل في تعامل من أصاب الحق في المسألة، لا في تأصيلها.

يعلم كل سلفي منصف حال الحلبي الضال وما قالته فيه اللجنة من اتهام بالإرجاء وبيان للتدليس والبتر كاف في إسقاط الرجل لو سلك من ينادي بالإلزام الآن مسلك السلف في قبول جرح الجارح إن كان ببرهان، لكن من يصرخون بمسألة الإلزام اليوم كانوا بالأمس يدافعون عن هذا المرجئ الخبيث ، فإن كانت اللجنة لم تبين الحجة على ذلك فلم صرتم الآن تحتجون بقولها في الرجل ؟ فقد قال فتى المرجئة رائد في رده على أبي صفوة:

إنَّ اللجنة الدائمة برئاسة سماحة الشيخ المفتي عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله قد أفتت بأنَّ الحلبي على مسلك أهل الإرجاء وأنه يحرِّف النصوص وينتصر للباطل بالكذب وتحميل الكلام ما لا يحتمل، فحذَّرت منه ومن رسالتيه في الإيمان، وتكلَّم فيه العلامة الشيخ عبدالله الغديان رحمه الله وهو من أعضاء اللجنة الدائمة ووصفه بأنه هو الذي أتى بمذهب الإرجاء في المملكة العربية السعودية، وتكلَّم العلامة الشيخ الفوزان حفظه الله - وهو عضو أيضاً في اللجنة الدائمة - فيه وأنه يجب عليه أن يرجع عن باطله.

فهاهو يقر بأنهم تكلموا بالحجة في الرجل فاين الإلزام بقول خبر الثقات ؟ أم هو الكيل بمكيالين ؟ وأن المقصود بذلك بعض العلماء لا كلهم؟

وإن كانت اللجنة تكلمت بالحجة على قوله وقول غيره _ممن أخذوا بقول اللجنة في الحلبي بعد ان استشرى الشر_فأين التزام خبر الثقة وحكمه على قولهم؟

وإن احتج محتج بمراعاة الصالح قلنا هذا كلام مطاطي يمكن أن يحتج به كل مبطل ، فيسكت عن أهل البدع بهذه الدعوى بل وينافح عنهم .

في الأخير نقول باختصار : ما ضابط الإلزام بجرح الجارح لديكم ؟ إن كانت الحجة فقد بينتها اللجنة، وإن كان غير ذلك فبينوه للناس ببرهانه.

وليس مسألة اللجنة مع الحلبي الوحيدة التي نقض هؤلاء تأصيلهم في المسألة ، بل هناك ما هو أعظم من ذلك وهو رد جرح السلف لبعض أهل البدع بحجج باردة لا تنفق إلا عند الأغبياء.

وتنبيها على ما كتبت أقول: لم أكتب ما كتبت تأصيلا للمسألة فهي مبينة عند طلاب العلم ، لكني أردت الإلزام فقط ليظهر تناقض القوم في أصلهم هذا والله الموفق.

منشورة في: ردود ومناقشات