Pages

الأربعاء، 5 فبراير 2014

نقد كتاب العذر بالجهل عند ائمة الدعوة للعويش _ الجزء الثالث



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد:

فهذا هو الجزء الثالث من الرد على كتاب العذر بالجهل عندأئمة الدعوة لجامعه رشيد بن أحمد العويش.

النقل الرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر:
يجاب عنها بما أجيب به عن الشبهة السابقة ، وهي توجيه كلام شيخ الإسلام .
وهو في ظاهره يناقض ما عرف من منهج الشيخ في الحكم بالشرك على فاعله دون اشتراط إقامة الحجة وقد سبق النقل عنه مرارا.وبالتالي فإما أن يمل هذا على حالة معينة وهي بداية الدعوة أو أن المراد بالكفر هو الكفر الباطن والظاهر.
أو يحمل على مفهومه في قيام الحجة في هذا الأمر ، وهو بلوغ القرآن فيستقسم الكلام الشيخ ويدفع عنه التناقض الظاهر.
النقل السابع عشر:
عن الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن: قال رحمه الله : فجنس هؤلاء المشركين، وأمثالهم، ممن يعبد الأولياء، والصالحين، نحكم : بأنهم مشركون ونرى كفرهم، إذا قامت عليهم الحجة الرسالية ؛ وما عدا هذا من الذنوب ،التي هي دونه في المرتبة والمفسدة، ولا نكفر بها .
ولا نحكم على أحد من أهل القبلة، الذين باينوا لعباد الأثاون والأصنام والقبور، بمجرد ذنب ارتكبوه، وعظيم جرم اجترحوه.ا.ه
عجيب أمركم حقا يا معاشر المرجئة!!
كلام الشيخ حجة عليكم لكن لا تعقلون؛ فالشيخ المجدد يفرق في كلامه بين اسم المشرك وبين التكفير ، فلم يشترط في الأول قيام الحجة بخلاف التكفير ، فانظر إلى قوله نحكم بأنهم مشركون ، ثم قال ونرى كفرهم ، ولو كان اشتراط الحجة فيهما لوسعه أن يقول ونحكم بأنهم مشركون كفارن لكنه فرق بينهما لأن التكفير الباطن لابد فيه من إقامة الحجة ، أمما الحكم بالشرك على مرتكبه فلا يشترط له ذلك.
ثم تأمل بداية قوله وهو تسميتهم بالمشركين قبل قيام الحجة فهل تراك توافق الشيخ في ذلك أم تناقضه؟
ثم الشيخ إسحاق نقل النقل مقرا له لأنه فهم مراد الشيخ ،فهو نفسه له رسالة في تكفير المعين إذا وقع في الشرك ولو جهلا وهي مشهورة ، فكيف لم تنظرها لتحكم المسألة ، أم رمت أمرا فنقلت ما ينصر قولك وتركت ما يضاده .
وإليك نتفا من رسالة الشيخ إسحاق وهي رد عليك وعلى من يرى رأيك وهي ضمن  مجموعة عقيدة الموحدين والرد على الضلال والمبتدعين:
حيث قال في بدايتها:
فقد بلغنا وسمعنا من فريق ممن يدَّعي العلم والدين، وممن هو بزعمه مؤتم بالشيخ محمد بن عبد الوهاب: أن من أشرك بالله وعبد الأوثان لا يطلق عليه الكفر والشرك بعينه. ذلك أن بعض من شافهني منهم بذلك سمع من بعض الإخوان أنه أطلق الشرك والكفر على رجل دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - واستغاث به، فقال له الرجل: لا تطلق عليه الكفر حتى تعرفه.
وقال أيضا:
وقد استوحشوا واستُوحِشَ منهم؛ بما أظهروه من الشبهة، وبما ظهر عليهم من الكآبة بمخالطة الفسقة والمشركين، وعند التحقيق لا يُكَفرون المشرك إلا بالعموم، وفيما بينهم يتورعون عن ذلك؛ ثم دبت بدعتهم وشبهتهم؛ حتى راجت على من هو من خواص الإخوان، وذلك والله أعلم؛ بسبب ترك كتب الأصول، وعدم الاعتناء بها، وعدم الخوف من الزيغ؛ رغبوا عن رسائل الشيخ محمد بن عبدالوهاب؛ قدس الله روحه، ورسائل بنيه؛ فإنها كفيلة بتبيين جميع هذه الشبه جداً؛ كما سيمر، ومن له أدنى معرفة؛ إذا رأى حال الناس اليوم، ونظر إلى اعتقاد المشايخ المذكورين؛ تحير جداً، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وذلك أن بعض من أشرنا إليه؛ بحثته عن هذه المسألة؛ فقال: نقول لأهل هذه القباب الذين يعبدونها ومن فيها: فعلك هذا شرك، وليس هو بمشرك. فانظر ترى، واحمد ربك، واسأله العافية.ا.ه
أفليس هذا معتقدك والشيخ إسحاق يرد عليه وأنتم لا تفهمون؟!!!
وقال رحمه الله 181:
وأما الشرك فهو يصدق عليهم واسمه يتناولهم ، ,أي إسلام يبقى مع مناقضة أصله وقاعدته الكبرى شهادة أن لا إله إلا الله.
وقال ص182:
قلت وهذا من أعظم ما يبين الجواب عن قوله في الجاهل العابد لقبة الكواز لأنه لم يستثن في ذلك جاهلا ولا غيره وهذه طريقة القرآن تكفير من أشرك مطلقا ، وتوقفه رحمه الله في بعض الأجوبة يحمل على أنه لأمر من الأمور، وأيضا فإنه  كما ترى توقف مرة كما في قوله : وأما من أخلد إلى الأرض فلا أدري ما حاله؟
فيا لله العجب كيف يترك قول الشيخ في جميع المواضع مع دليل الكتاب والسنة وأقوال شيخ الإسلام وابن القيم  كما في قوله من بلغه القرآت فقد قامت عليه الحجة ويققبل في موضع واحد مع الإجمال. ا.ه
وكأن الشيخ يقصدك ومن معك لكن أعمى الله قلوبكم عن الحق، ولو ذهبت أنقل عن رسالة الشيخ  لنقلتها كلها لما فيها من فوائد ودرر.
وفي كلامه هنا رد على كل تعلقاتك بمراسلات الشيخ لخصومه فليست هي تقرير لمعتقد الشيخ في المسألة فتنبه.
النقل الثامن عشر
هو نقل الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن كلام شيخ الإسلام وإقراراه له حول اشتراط إقامة الحجة قبل التكفير:
ونحن نعلم بالاضطرار من دين الإسلام أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشرع لأمته أن يدعوا أحداً من الأموات لا الأنبياء ولا غيرهم لا بلفظ الاستغاثة ولا بغيرها كما أنه لم يشرع السجود لميت ولا إلى ميت ونحو ذلك بل نعلم أنه نهى عن كل هذه الأمور وأن ذلك من الشرك الذي حرمه الله ورسوله لكن لغلبة الجهل وقلة العلم بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين لم يمكن تكفيرهم بذلك حتى يبين لهم ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم مما يخالفه .ا.ه
والجواب على هذا النقل من كلام الشيخ عبد اللطيف في مصباح الظلام ص 324 وما بعدها:
والجواب أن يقال: قد تصرَّفت في كلام الشيخ وأسقطت أوله الذي يستبين  به مقصوده، وقد تقدَّم أن هذه حرفة يهودية، صار هذا المعترض على نصيب وافر منها، نعوذ بالله من الخزي والهوان.
وقبل هذا النقل قرَّر شيخ الْإِسلام في هذه الرسالة التي يشير إليها المعترض أن دعاء الصالحين مع الله وطلب ما لا يقدر عليه إلاَّ الله، كمغفرة الذنوب، وهداية القلوب، وطلب الرزق من غير جهة معينة، وقول القائل لصاحب الوثن والمشهد: "أنا في حسبك، واليوم على الله وعليك". ونحو ذلك مما يصدر "  . ممن يعبد الأموات ويدعو الصالحين، ويستغيث بهم كفر صريح، وشرك  ظاهر، يستتاب فاعله، فإن تاب وإلا قتل.
وبعد تقرير هذا قال  (ولكن لغلبة الجهل وقلة العلم بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين لم يمكن  تكفيرهم بذلك، حتى يتبين  لهم ما جاء به الرسول مما يخالفه) .
ومراد شيخ الْإِسلام ابن تيمية بهذا الاستدراك، أنَّ الحجة إنَّما تقوم على المُكَلَّفين، ويترتَّب حكمها بعد بلوغ ما جاءت به الرسل من الهدى ودين الحق، وزبدة الرسالة ومقصودها الذي هو توحيد الله وإسلام الوجوه  له وإنابة القلوب إليه.
قال الله تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} [الإسراء: 15] [الإسراء / 15] .
وقد مثَّل العلماء هذا الصنف بمن نشأ ببادية، أو ولد في بلاد  الكفار، ولم تبلغه الحجة الرسالية، ولذلك قال الشيخ: "لغلبة الجهل، وقلة العلم بآثار الرسالة في كثير (من المتأخرين".ا.ه
وقال ص326:وكذلك كل من بلغته دعوة الرسول  بلوغًا يعرف منه المراد والمقصود، فردَّ ذلك لشبهة أو نحوها فهو كافر، وإن التبس عليه الأمر، وهذا لا خلاف فيه.فما صنعه هذا الغبي من ضبط الكلمة بالياء التحتية ثم المثناة الفوقية جهل منه بأصول الشرع وأدلته.
وقوله: (لا بدَّ أن يتبيَّن للمعرف) واستدلاله بقوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ} [البقرة: 89] [البقرة / 89] وما بعدها من الآيات يدلك  على كثافة فهمه وعظيم جهله، فإن هذه الآيات إنما فيها التسجيل والبيان عن حال من كفر مع علمه بالحق والهدى، وليس فيها أنه لا يكفر  سواه، فمن لم يستجب للرسول صلى الله عليه وسلم من أهل الشبهات والجهل المركب فالدليل أخص من المدعى.
وهذا المعترض من أجهل الناس بأحكام الشرع  وسبل الهدى، وأظنه لا يحفظ كتاب الله  ولا  يدري ما فيه من النصوص.
قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ} [التوبة: 115] [التوبة / 115] .
ولم يقل حتى" يتبين ".
وقال: {وَمَا أَرْسَلْنَا  مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ} [إبراهيم: 4] الآية [إبراهيم / 4] .وقد نص شيخنا رحمه الله تعالى في جوابه لمن سأله عن هذه المسألة, وقال رحمه الله تعالى  (أصل الإشكال: أنكم لم تفرقوا بين بلوغ الحجة, وفهم  الحجة, وبلوغ الحجة لابدَّ منه في الحكم بما تقتضيه الحجة والدليل, وأما فهم الحجة فلا يشترط.
قال الله تعالى: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا} [الفرقان: 44] [الفرقان / 44] ) . اهـ بمعناه.ا.ه
وقال الشيخ ابن سحمان في الضياء الشارق ص 374 :
وأما قول هذا العراقي: (حتى تتبين له الحجة بياناً واضحاً لا يلتبس على مثله).
فأقول: هذا تحريف لكلام الشيخ، فإن الشيخ لم يقل حتى تتبين له الحجة... إلى آخره، وإنما هي زيادة عراقية، وإنما قال الشيخ: (ولكن لغلبة الجهل وقلة العلم بآثار الرسالة من المتأخرين لم يمكن تكفيرهم حتى يبين لهم ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم).
فقوله: (حتى تتبين له الحجة بياناً واضحاً لا يلتبس على مثله) إنما هو فهم الحجة، وفرق بعيد بين قيام الحجة وفهم الحجة، فإن من بلغته دعوة الرسل فقد قامت عليه الحجة، إذا كان على وجه يمكن معه العلم.
ولا يشترط في قيام الحجة أن يفهم عن الله ورسوله ما يفهمه أهل الإيمان والقبول والإنقياد لما جاء به الرسول، قال تعالى: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً} [الفرقان:44]، وقال: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ} [البقرة:7]، وقال تعالى: {وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ} [الإسراء: 46] إلى غير ذلك من الآيات في هذا المعنى.ا.ه
وهذا كاف في دحر هذه الشبهة من هذين الإمامين ولولا خشية التطويل لنقلت المزيد وفيما نقل غنية لطالب الحق .
النقل التاسع عشر:
نقله بطوله وموضع الشاهد منه هو:
..فإنه لا يكفر إلا بما أجمع المسلمون على تكفير فاعله من الشرك الأكبر ، والكفر بآيات الله ورسوله ، أو بشيء منها بعد قيام الحجة وبلوغها المعتبر ، كتكفير من عبد الصالحين ودعاهم مع الله ، وجعلهم أندادا فيما يستحقه على خلقه من العبادات والإلهية.ا.ه
والجواب أن يقال ماهو المعتبر في بلوغ الحجة في مسائل التوحيد؟ أهو فهم القرآن أو مجرد بلوغه كاف في الحكم؟
فإن قلت الأول قلنا هو فهمك وفهم العراقي الذي رد عليه أئمة الدعوة ، وإن قلت الثاني قلنا هو مراد الشيخ وكل ائمة الدعوة حين يذكرون قيام الحجة يقصدون هذا ، وقد سبق النقل عنهم في مواضع آخرها ما ذكره الشيخ عبد اللطيف عن المجدد في مصباح الظلام وقد نقل سابقا.
وإليك كلامه في منهاج التأسيس ص252:
فإن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهّاب رحمه الله لا يكفّر أحداً قبل قيام الحجّة. وهذا يأتي على جميع ما ساقه العراقي بالرّد والدّفع، فسياق هذه العبارات المتحدة المعاني والتشبيه بها وكثرة عددها مجرد تخييل وهوس، يكفي في ردها ما تقدم بيانه من اشتراط قيام الحجة، وإن فرض كلام الشيخ في كل ما نقل العراقي في غير ما يعلم من الدين بالضرورة، وفي غير المفرط في طلب العلم والهدى، كما تقدم فيما نقلناه من طبقات المكلفين، وتقدم نص الشيخ أن فرض كلامه في غير المسائل الخفية، وكل جملة من هذه الجمل تكفي المؤمن في ردّ جميع ما نقله ابن جرجيس عن شيخ الإسلام ابن تيمية، وينبغي أن يعلم الفرق بين قيام الحجة وفهم الحجة، فإن من بلغته دعوة الرسل فقد قامت عليه الحجة؛ إذا كان على وجه يمكن معه العلم، ولا يشترط في قيام الحجة أن يفهم عن الله ورسوله ما يفهمه أهل الإيمان والقبول والانقياد لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ، فافهم هذا يكشف عنك شبهات كثيرة في مسألة قيام الحجّة، قال تعالى: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً} [الفرقان:44]، وقال تعالى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ} {البقرة: من الآية7]، وتأمّل كلام الشيخ وقوله: وما زال السلف يتنازعون في كثير من هذه المسائل.
وقوله: "ولكن قد يكون الرجل حديث عهد بالإسلام، أو نشأ ببادية بعيدة، وقوله: وقد يكون الرجل لم يسمع تلك النصوص أو سمعها ولم تثبت عنده، أو عارضها عنده معارض آخر يوجب تأويلها".
وكلّ هذا لا يمكن أن يقال في عبّاد القبور.
فتأمّل كلام الشيخ واعرف ضلال ابن جرجيس في حمله كلام الشيخ على عذر عباد القبور والأنبياء والصالحين، واعرف سوء فهمه وكثافة حجابه، وقد تقدم هذا مراراً.ا.ه
وكأن الشيخ يرد عليك وعلى أمثالك وقديمل قيل لكل قوم وارث وبئس الميراث ورثت.
النقل العشرون:
قال الكاتب:كلام صريح من أبناء الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، ومعهم الشيخ حمد بن ناصر آل معمر رحمهم الله في اشتراطهم إقامة الحجة على المعين..
فقالوا جوابا على سؤال ورد عليهم:
فتأمل: كونه رحمه الله أطلق على هذا القول أنه كفر، ولم يتعرض لتكفير قائله، فافهم الفرق، لأن إطلاق الكفر على المعين، الذي لم تقم عليه الحجة، لا يجوز، وأظن هذا الإِمام الذي قال فيهم هذا الكلام رحمه الله، ظن أن الحجة لم تقم على قائل هذا الكلام، وأن ابن الفارض، وأمثاله، لجهالتهم: لا يعلمون ما في كلامهم، ومذهبهم من الكفر، ..إلى آخر ما قالوه رحمهم الله.
وجوابه أن يقال
أولا:
سبق بيان مراد الأئمة بقيام الحجة فيما علم من الدين بالاضطرار، وأن مجرد بلوغ القرآن كاف في قيام الحجة ، فمن فهم هذا فهم مراد كلام ابناء الشيخ في المسألة.
ثانيا: السؤال كان عن مسألة معينة  فلا يمكن جعل الجواب تأصيلا عاما في كل مسائل التكفير ، والسؤال كان بخصوص ابن الفارض وهل يكفر أم لا؟ فما ذخل مسألة الإشراك برب العالمين في هذا السؤال؟
أليس هذا من التلبيس على الدهماء؟
ثم هم ينقلون كلام غيرهم ويبيبنون أن التكفير المطلق غير التكفير المعين ، وليس هذا في مسألة الشرك برب العالمين فلاستدلال بهذا على هذا باطل من القول عي في الفهم.
وإليك بعض أقوال الشيخ حمد بن ناصر لتفهم المراد أنت ومن يسير سيرك فقال رحمه الله:
قال الشيخ (في الدرر 10/336):
وأما من كان يعبد الأوثان ومات على ذلك قبل ظهور هذا الدين فهذا ظاهره الكفر وإن كان يحتمل انه لم تقم على الحجة الرسالية لجهله وعدم من ينبهه لأنا نحكم على الظاهر وأما الحكم على الباطن فذلك إلى الله والله تعالى لا يعذب أحد إلا بعد قيام الحجة عليه كما قال تعالى ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) وأما من مات منهم مجهول الحال فهذا لا نتعرض له ولا نحكم بكفره ولا بإسلامه وليس ذلك مما كلفنا به(تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون )
وقال أيضا في الدرر 11/75-77:
 قال إذا تقرر هذا فنقول إن هؤلاء الذين ماتوا قبل ظهور هذه الدعوة الإسلامية وظاهر حالهم الشرك لا نتعرض لهم ولا نحكم بكفرهم ولا بإسلامهم .
 • وقال الشيخ كما في مجموعة الرسائل والمسائل النجدية (4/638) : (( وليس المراد بقيام الحجة أن يفهمها الإنسان فهما جليا ؛ كما يفهما من هداه الله ووفقه وانقاد لأمره ، فإن الكفار قد قامت عليهم حجة الله ، مع إخباره بأنه جعل على قلوبهم أكنة أن يفقهوه )) .
النقل الثاني والعشرون:
عن ابني الشيخ موضع الشاهد منه وتطويل النقل من الكاتب طريقة لنفخ الكتاب ليس إلا جاء في الدرر(10/144):
فالتكفير بالعموم: أن يكفر الناس كلهم عالمهم وجاهلهم، ومن قامت عليه الحجة ومن لم تقم عليه; وأما التكفير بالخصوص، فهو: أن لا يكفر إلا من قامت عليه الحجة بالرسالة، التي يكفر من خالفها.ا.ه
وجوابها هو ما نقل مرارا في بيان مراد الأئمة بقيام الحجة أو بلوغها وهو قول الشيخ المجدد رحمه الله أن الحجة تبلغ ببلوغ القرآن وقد سبق نلق النص عنه فليراجع.
النقل الثالث والعشرون:
كلام شيخ الإسلام فيما نقله عنه ابنه الشيخ عبد الله في تصريحه بكفر من فعل الشرك بع غقامة الحجة عليه وتعليقه عليه:
وتأمل أيضا قول الشيخ رحمه الله، في آخر الكلام: ولا ريب أن أصل قول هؤلاء، هو الشرك الأكبر، والكفر الذي لا يغفره الله إلا بالتوبة منه، وأن ذلك يستلزم الردة عن الدين، والكفر برب العالمين، كيف صرح بكفر من فعل هذا وردته عن الدين، إذا قامت عليه الحجة من الكتاب والسنة، ثم أصر على فعل ذلك؛ وهذا لا ينازع فيه من عرف دين الإسلام، الذي بعث الله به رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم؛ والله أعلم.ا.ه
فجوابه هو قول شيخ الإسلام المجدد رحمه الله كما في الدرر(10/93):
وبعد: ما ذكرتم من قول الشيخ: كل من جحد كذا وكذا، وقامت عليه الحجة، وأنكم شاكون في هؤلاء الطواغيت وأتباعهم، هل قامت عليهم الحجة؟ فهذا من العجب، كيف تشكون في هذا وقد أوضحته لكم مرارا؟! فإن الذي لم تقم عليه الحجة، هو الذي حديث عهد بالإسلام، والذي نشأ ببادية بعيدة، أو يكون ذلك في مسألة خفية، مثل الصرف والعطف، فلا يكفر حتى يعرف.
وأما أصول الدين التي أوضحها الله وأحكمها في كتابه، فإن حجة الله هو القرآن، فمن بلغه القرآن فقد بلغته الحجة؛ ولكن أصل الإشكال، أنكم لم تفرقوا بين قيام الحجة، وبين فهم الحجة، فإن أكثر الكفار والمنافقين من المسلمين، لم يفهموا حجة الله مع قيامها عليهم، كما قال تعالى: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً}.
وقيام الحجة نوع، وبلوغها نوع، وقد قامت عليهم، وفهمهم إياها نوع آخر; وكفرهم ببلوغها إياهم، وإن لم يفهموها.ا.ه
وهذه الكلمة النفيسة من الإمام ترد على كل من تعلق بكلامه وكلام غيره في اعتبار قيام الحجة للحكم بالشرك على فاعله ، وهذا ما كرره الجامع هداه الله.
وفي هذه الكلمة رد على النقلين الثالث والعشرين والرابع والعشرين.
النقل الخامس والعشرون:
عن الشيخ عبد الله ابن محمد بن عبد الوهاب كمافي الدرر (10/263):
قد قدمنا الكلام على سؤال الميت والاستغاثة به، وبينا الفرق بينه وبين التوسل به في لدعاء، وأن سؤال الميت والاستغاثة به في قضاء الحاجات، وتفريج الكربات، من الشرك الأكبر الذي حرمه الله ورسوله، واتفقت الكتب الإلهية، والدعوات النبوية، على تحريمه وتكفير فاعله، والبراءة منه ومعاداته.
ولكن في أزمنة الفترات وغلبة الجهل، لا يكفر الشخص المعين بذلك، حتى تقوم عليه الحجة بالرسالة، ويبين له، ويعرف أن هذا هو الشرك الأكبر الذي حرمه الله ورسوله؛ فإذا بلغته الحجة، وتليت عليه الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، ثم أصر على شركه فهو كافر، بخلاف من فعل ذلك جهالة منه، ولم ينبه على ذلك؛ فالجاهل فعله كفر، ولكن لا يحكم بكفره إلا بعد بلوغ الحجة إليه، فإذا قامت عليه الحجة ثم أصر على شركه فقد كفر، ولو كان يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ويصلي ويزكي، ويؤمن بالأصول الستة.ا.ه
 على فرض صحة استشهادك فهذا الكلام خاص بأزمنة الفترات فهل زماننا زمن فترة؟
بيد أنك رجل ملبس مدلس فبعد هذا الكلام باشرة قال الشيخ كلاما ينقض كتابك من أساسه أعرضت عنه عمدا لأنه ليس بعيدا عنك فقد قال رحمه الله :
وأما من مات، وهو يفعل الشرك جهلا لا عنادا، فهذا نكل أمره إلى الله، ولا ينبغي الدعاء له، والترحم عليه، والاستغفار له، وذلك لأن كثيرا من العلماء يقولون: من بلغه القرآن، فقد قامت عليه الحجة، كما قال تعالى: {لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ}.
فإذا بلغه القرآن وأعرض عنه، ولم يبحث عن أوامره ونواهيه، فقد استوجب العقاب، قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} 2، وقال تعالى: {وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْراً مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْراً خَالِدِينَ فِيهِ}.ا.ه
وهذا عين ما نقول ونعتقد الحمد لله رب العالمين ، فما أنت قائل أو فاعل بهذا الكلام ؟ أم ستقول تناقض أئمة الدعوة تقليدا
النقل السادس والعشرون:
قال الشيخ عبد اللطيف في منهاج التأسيس:
وكان شيخنا محمد بن عبد الوهاب يقرر في مجالسه ورسائله أنه لا يكفر إلا من قامت عليه الحجة الرسالية، وإلا من عرف دين الرسول وبعد معرفته تبين في عداوته ومسبته، وتارة يقول: وإذا كنا لا نكفر من يعبد الكواز ونحوه ونقاتلهم حتة نبين لهم وندعوهم فيكف نكفر من لم يهاجر إلينا؟ ويقول في بعضها: وأما من أخلد إلى الأرض واتبع هواه، فلا أدري ما حاله؟.
وجوابا على هذا أنقل لك كلامه في نفس الكتاب ، قال رحمه الله ص16:
يريد به: ما سيأتي في كلامه من أن دعاء الصالحين والاستغاثة بهم فيما لا يقدر عليه إلا الله يسمى توسلاً عنده وتشفعاً. وهذا فرار منه أن يسميه شركاً وكفراً وهذا من جنس جهله بالأسماء والمسميات. وسيأتيك رد كلامه هناك، وأن التوسل صار مشتركا في عرف كثيرين، وأن العبرة بالحقائق لا بالأسماء، وأن الله سمى هذا شركاً وعبادة لغيره في مواضع من كتابه. كل هذا يأتيك مفصلا، فإياك أن تغتر بالإلحاد وتغيير الأسماء؛ فقف مع الحدود الشرعية، واعتبر بالحقائق تعرف أن هؤلاء مشركون وثنيون، عباد قبور. لا يستريب في ذلك إلاّ جاهل بأصل الإسلام لم يدر ما جاءت به الرسل الكرام.
وهذا الضرب من الناس ـ أعني عبّاد القبور ـ يحسنون الظن بأنفسهم ويرون أنهم أهل سنة وجماعة. وهكذا أهل كل ملة ونحلة وبدعة. وقد قال تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً، الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً} [الكهف:103ـ104]، وقال تعالى: {إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} [لأعراف: من الآية30].
وقال ص59:
قال رحمه الله: فجنس هؤلاء المشركين وأمثالهم ممن يعبد الأولياء والصالحين نحكم بأنهم مشركون، ونرى كفرهم إذا قامت عليهم الحجة الرسالية.
وقال ص226 :
وأما العراقي وإخوانه المبطلون، فشبهوا بأن الشيخ لا يكفر الجاهل، وأنه يقول: هو معذور، وأجملوا القول ولم يفصلوا، وجعلوا هذه الشبهة ترساً يدفعون به الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وصاحوا على عباد الله الموحدين، كما جرى لأسلافهم من عباد القبور والمشركين، وإلى الله المصير، وهو الحاكم بعلمه وعدله بين عباده فيما كانوا فيه يختلفون.
وأما من أعرض عن الهدى ودين الحق، ولم يرفع به رأساً بعد معرفته أو مع تمكنه من معرفته، فالأدلة القرآنية والأحاديث النبوية دالة على دخول هؤلاء في الوعيد. قال تعالى: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى، وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه:123 ـ 124] الآية.ا.ه
وفي الكتاب تفصيل جيد للمسألة عنده وعند أئمة الدعوة.

النقل السابع والعشرون:
وهو عن الشيخ ابن سحمان رحمه الله وأطال في النقل كالعادة نفخا للكتاب لا غير ، وأنا أقتصر على موضع الشاهد من كلامه رحمه الله كما في الدرر(10/469):
وأما من ظاهره لا إسلام ولا كفر، بل هو جاهل، فنقول: هذا الرجل الجاهل، إن كان معه الأصل الذي يدخل به الإنسان في الإسلام، فهو مسلم، ولو كان جاهلا بتفاصيل دينه، فإنه ليس على عوام المسلمين، ممن لا قدرة لهم على معرفة تفاصيل ما شرعه الله ورسوله، أن يعرفوا على التفصيل، ما يعرفه من أقدره الله على ذلك، من علماء المسلمين، وأعيانهم، مما شرعه الله ورسوله، من الأحكام الدينية...
والجواب موجود فيما نقله الجامع ،لكن من أعمى الله بصيرته فلن تملك له شيئا، إذ يقول الشيخ سليمان قبل كلامه المنقول:
وأما من كان في ولاية إمام المسلمين، فالغالب على أكثرهم الإسلام، لقيامهم بشرائع الإسلام الظاهرة; ومنهم من قام به من نواقض الإسلام، ما يكون به كافرا، فلا نحكم على جميعهم بالإسلام، ولا على جميعهم بالكفر لما ذكرنا.ا.ه
فهل قيد الحكم بقيام الحجة أم أطلق القول بكفر من قام به ناقض من نواقض الإسلام؟
واشترط للحكم بالإسلام الظاهر أن يكون مع صاحبه أصل الإسلام ، فهل المشرك معه ذلك؟ مالكم كيف تحكمون.
وقال : والتعبير بأن ظاهره لا إسلام ولا كفر، لا معنى له عندي، لأنه لا بد أن يكون مسلما جاهلا، أو كافرا جاهلا؛ فمن كان ظاهره الكفر، فهو كافر، ومن كان ظاهره المعاصي، فهو عاص؛ ولا نكفر إلا من كفره الله ورسوله، بعد قيام الحجة عليه.
فقد جعل اسم الكفر لازما له مع جهله فسماه كافرا جاهلا.واشتراط قيام الحجة بالمعنى المتأخر هو في المكفرات الخفية لا في الأمور الظاهرة.
وهو رحمه الله حكم بالكفر على الجاهل المعرض ولم يشترط قيام الحجة عليه، وهو حجة عليكم لو شعرتم.
النقل الثامن والعشرون:
قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب فيما نقله عنه ابن سحمان _ رحمه الله_ما نصه:وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على قبر أحمد البدوي لأجل جهلهم وعدم وجود من ينبههم فكيف نكفير من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا.
وجوابا عليها قال الشيخ ابن سحمان في تبرئة الشيخين 371:
. فالجواب أن يقال: كلام الشيخين إنما هو في المسائل النظرية والاجتهادية، التي قد يخفى الدليل فيها وأما عباد القبور فهم عند السلف وأهل العلم يسمون الغالية، لأن فعلهم غلو يشبه غلو النصارى في الأنبياء والصالحين، وعبادتهم.
وقال الشيخ ابن سحمان في كشف الشبهتين ص64 :إن الشرك الأكبر من عبادة غير الله وصرفها لمن أشركوا به مع الله من الأنبياء والأولياء والصالحين فإن هذا لا يعذر أحد في الجهل به بل معرفته والإيمان به من ضروريات الإسلام .
ونقل الشيخ في كشف الشبهتين ص92- عن شيخه عبد اللطيف مقرا له قوله : فلا يعذر أحد في عدم الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، فلا عذر له بعد ذلك بالجهل ، وقد أخبر سبحانه بجهل كثير من الكفار ومع تصريحه بكفرهم .ا.ه
وفي الدرر السنية (10/434):
سئل كل عبد الله، والشيخ إبراهيم ابنا الشيخ عبد اللطيف، والشيخ سليمان بن سحمان رحمهم الله تعالى، عن الجهمية؟
فكان من جوابهم مايلي:
وأما قوله - عن الشيخ محمد، رحمه الله -: إنه لا يكفر من كان على قبة الكواز، ونحوه، ولا يكفر الوثني حتى يدعوه، وتبلغه الحجة، فيقال: نعم; فإن الشيخ محمدا رحمه الله، لم يكفر الناس ابتداء، إلا بعد قيام الحجة والدعوة، لأنهم إذ ذاك في زمن فترة، وعدم علم بآثار الرسالة، ولذلك قال: لجهلهم وعدم من ينبههم، فأما إذا قامت الحجة، فلا مانع من تكفيرهم وإن لم يفهموها.
وفي هذه الأزمان، خصوصا في جهتكم، قد قامت الحجة على من هناك، واتضحت لهم المحجة، ولم يزل في تلك البلاد من يدعو إلى توحيد الله، ويقرره، ويناضل عنه، ويقرر مذهب السلف، وما دلت عليه النصوص من الصفات العلية، والأسماء القدسية، ويرد ما يشبه به بعض أتباع الجهمية، ومن على طريقتهم، حتى صار الأمر في هذه المسائل، ؛ في تلك البلاد، أظهر منه في غيرها، ولا تخفى النصوص والأدلة، حتى على العوام؛ فلا إشكال - والحالة هذه - في قيام الحجة وبلوغها، على من في جهتكم من المبتدعة، والزنادقة الضلال.
ولا يجادل في هذه المسألة، ويشبه بها، إلا من غلب جانب الهوى، ومال إلى المطامع الدنيوية، واشترى بآيات الله ثمنا قليلا، والله أعلم.
وللشيخ أبو بطين جواب نحو هذا حول كلمة الشيخ التي صارت ترسل لكل مبطل.

0 التعليقات:

إرسال تعليق