Pages

الأحد، 8 يونيو 2014

كشف بعض جهالات لزهر سنيقرة


بسم الله الرحمن الرحيم

 الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه أما بعد:


فقد ألقى عالم الجزائر بشهادة حامل لواء الإرجاء – المدخلي_ خطبة
عنوانها التكفير حق لله ، جعلها ردا على من يكفر عباد القبور ولا يعذرهم بالجهل ، ومن الغرابة أن يخوض جاهل مثله فيما لا يحسن حتى أداه ذلك للكذب على عقيدة أهل السنة فنسب غليها الإرجاء الواضح وقد سبق بيان شيء من ذلك وهذه وقفات مع سقطات لذاك الرجل ، وتتبع خطبته يحتاج الكثير لما فيها من جهل وتعصب لكن الحر تكفيه الإشارة كما يقال
قال عالم الجزائر:
لأن يخطئ في الحكم بالإسلام خير من أن يخطئ في الحكم بالكفر.
الجواب:
ما دليل هذه القاعدة الإرجائية التي تنادون بها ، فمن حكم بالكفر على شخص غضبا لله ولدينه فلا عيب عليه بل نص ابن القيم أنه مثاب كما في زاد المعاد في فوائد قصة حاطب حيث قال :
وفيها: أن الرجل إذا نَسَبَ المسلم إلى النفاقِ والكُفْرِ متأوِّلاً وغضباً للهِ ورسوله ودينه لا لهواه وحظه، فإنه لا يكفُر بذلك، بل لا يأثمُ به، بل يُثاب على نيِّته وقصده، وهذا بِخِلاف أهل الأهواء والبدع، فإنهم يُكفِّرون ويُبدِّعُون لمخالفة أهوائهم ونحلهم، وهم أولى بذلك ممن كفَّروه وبدَّعوه .ا.ه
ثم الخطأ في الحكم بالإسلام فيه مفاسد كالخطأ في الحكم بالكفر فما دليل أفضلية هذا عن ذاك فكلاهما ليس هينا فالحكم بإسلام الكافر يؤدي إلى تحليل الفرج المحرم عليه له ، وجعله يرث المسلم أو يرثه المسلم ولا حق له في ذلك وجعله يدفن في مقابر المسلمين ويصلى عليه ولا حق له في ذلك ،وتعطيل حكم المرتد ،وهذا خطير فمن الظلم للمسلم قبل غيره أن يشهد للكافر بالإسلام فيكون هو والكافر سواء في الحقوق .
ولم نسمع من أهل السنة الأولين من قال بهذا الكلام ، بل عرف ذلك عن الغزالي الأشعري وهو القائل : والخطأ في ترك ألف كافر في الحياة أهون من الخطأ في سفك محجمة من دم مسلم .ا.ه
وليس المراد استسهال التكفير ، بل لابد من ضبط الأمور فلا يشهدا بالإسلام إلا بحجة ، ولا يحكم بكفر أحد إلا بمثلها ، ومعالجة الانفلات في التكفير لا يكون بالإرجاء والتساهل مع موجبات الردة .
ثم قال:
فإن هؤلاء ما أمروا بهذا (يقصد التكفير ) وما كلفوا به .ا.ه
ويقال :
بل أمر المسلم بالكفر بالطاغوت وهو شرط في صحة توحيد المسلم وليس أمرا اختياريا والكفر بالطاغوت عرفه الإمام المجدد بقوله كما في الدرر السنية(1/136):
  اعلم رحمك الله، أن أول ما فرض الله على ابن آدم : الكفر الطاغوت، والإيمان بالله ؛ والدليل قوله تعالى : ( ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت )[ النحل 36] .
فأما صفة الكفر بالطاغوت : فأن تعتقد بطلان عبادة غير الله، وتتركها، وتبغضها، وتكفر أهلها، وتعاديهم..ا.ه المراد
فمن شرط صحة التوحيد  الكفر بالطاغوت ولا يستقيم ذلك إلا بتكفير من أشرك بالله، وهو مناقض لكلامك يا عالم البلاد!!!!!
أفتراك علمت ما لم يعلم به الشيخ المجدد ، أم جهلت بما علمه فأتيت ببواقع لا تليق بمن يوصف بالعلم عند أتباعه.
وقال المجدد كما في الدرر (2/121):
ومعنى الكفر بالطاغوت: أن تبرأ من كل ما يعتقد فيه غير الله، من جنى، أو أنسى، أو شجر، أو حجر، أو غير ذلك; وتشهد عليه بالكفر، والضلال، وتبغضه، ولو كان أنه أبوك أو أخوك; فأما من قال أنا لا أعبد إلا الله، وأنا لا أتعرض السادة، والقباب على القبور، وأمثال ذلك، فهذا كاذب في قول لا إله إلا الله، ولم يؤمن بالله، ولم يكفر بالطاغوت.ا.ه
وقال رحمه في رسالته لسعود بن ثنيان كما في الدرر(10/101):
بل هذان أصلان مستقلان كبيران، وإن كانا متلازمين، فالنهي عن الشرك يستلزم الكفر بالطاغوت، ولا إله إلا الله الإيمان بالله، وهذا وإن كان متلازما، فنوضح لكم الواقع، وهو: أن كثيرا من الناس يقول: لا أعبد إلا الله، وأنا أشهد بكذا، وأقر بكذا، ويكثر الكلام، فإذا قيل له: ما تقول في فلان وفلان، إذا عبدا أو عبدا من دون الله؟ قال: ما علي من الناس، الله أعلم بحالهم، ويظن بباطنه أن ذلك لا يجب عليه.
فمن أحسن الاقتران: أن الله قرن بين الإيمان به والكفر بالطاغوت، فبدأ بالكفر به على الإيمان بالله، وقرن الأنبياء بين الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك، مع أن في الوصية بلا إله إلا الله ملازمة الذكر بهذه اللفظة، والإكثار منها، ويتبين عظم قدرها، كما بين صلى الله عليه وسلم فضل سورة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} 2 على غيرها من السور، ذكر أنها تعدل ثلث القرآن مع قصرها، وكذلك حديث موسى عليه السلام، فإن في ذكره ما يقتضي كثرة الذكر بهذه الكلمة، كما في الحديث " أفضل الذكر: لا إله إلا الله " ا.ه
وقال رحمه الله:
قوله رحمه الله تعالى: أصل دين الإسلام، وقاعدته أمران؛ الأول: الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له، والتحريض على ذلك، والموالاة فيه، وتكفير من تركه.
وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن في شرح كلام المجدد السابق:
وقد قال تعالى، في حال من أشرك: (وجعل لله أندادا ليضل عن سبيله قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار) [الزمر: 8] فكفره تعالى: باتخاذ الأنداد، وهم الشركاء في العبادة، وأمثال هذه الآيات كثيرة، فلا يكون موحدا، إلا بنفي الشرك، والبراءة منه، وتكفير من فعله.
ثم قال رحمه الله تعالى، الثاني: الإنذار عن الشرك في عبادة الله، والتغليظ في ذلك، والمعاداة فيه، وتكفير من فعله، فلا يتم مقام التوحيد إلا بهذا؛ وهو دين الرسل، أنذروا قومهم عن الشرك، كما قال تعالى: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) [النحل: 36] وقال تعالى: (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون) [الأنبياء: 25] وقال تعالى: (واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه أن لا تعبدوا إلا الله) [الأحقاف: 21].ا.ه المراد
وقال الشيخ العلامة أبا بطين كما في الدرر (12/59)
ومن العجب: أن بعض الناس إذا سمع من يتكلم في معنى لا إله إلا الله نفيا وإثباتا، عاب ذلك، وقال: لسنا مكلفين بالناس والقول فيهم.
فيقال له: بل أنت مكلف بمعرفة التوحيد، الذي خلق الله الجن والإنس لأجله، وأرسل جميع الرسل يدعون إليه، ومعرفة ضده وهو الشرك الذي لا يغفره الله؛ ولا عذر لمكلف في الجهل بذلك، ولا يجوز فيه التقليد، لأنه أصل الأصول؛ فمن لم يعرف المعروف، وينكر المنكر فهو هالك، لا سيما أعظم المعروف، وهو التوحيد، وأكبر المنكر وهو الشرك.
قال رجل لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه: هلكت إن لم آمر بالمعروف وأنه عن المنكر; فقال ابن مسعود: "هلكت إن لم يعرف قلبك المعروف، وينكر المنكر"; وبمعرفة التوحيد يعرف أهله; قال علي رضي الله عنه: "اعرف الحق تعرف أهله". ا.ه المراد.
وقال الشيخ ابن سحمان في تنبيه ذوي الألباب السليمة ص70:
  وكذلك الكفر بالطاغوت لا يكفي في ذلك مجرد اعتقاد القلب فقط كما قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في كتاب التوحيد:
باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان، وقول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ}، قال في المسائل في معنى الطاغوت: "الرابعة": وهي من أهمها: ما معنى الإيمان بالجبت والطاغوت؟ هل هو اعتقاد القلب أو هو موافقة أصحابها مع بغضها ومعرفة بطلانها؟ انتهى.
فإذا تبين لك هذا فاعلم أن اعتقاد بطلان عبادة غير الله لا يكفي في النجاة وحده بل لا بد مع ذلك من تكفيرهم والبراء منهم ومن دينهم والتصريح لهم بذلك وإظهار العداوة والبغضاء لهم كما قال شيخنا عبد الرحمن بن حسن على ما ذكر شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب بقوله: أصل الإسلام وقاعدته أمران: "الأول": الأمر بعبادة الله وحده.ا.ه
فإذا تبين ذلك عرفت يا مسكين أن تكفير الكافر هو من الكفر بالطاغوت وهو شرط في صحة الإسلام وليس ذلك راجع لهواك ، فلا تعرض على من صرح بكفر المشرك لجبنك أنك الناشئ عن تقليد الألباني وربيع بلا علم ولافهم.
وقال لزهر أيضا:
عقيدة أهل السنة والجماعة أنهم لا يكفرون إلا بإقامة الحجة ، إذا تحققت الشروط وانتفت الموانع.
الجواب أن هذا الكلام ليس على إطلاقه ومن عممه ليشمل كل المكفرات فقد غلا في الإرجاء ، فالحكم بالكفر على من جحد أمرا معلوما من الدين لا يحتاج لذلك، وتكفير من سب الله أو الدين لا يحتاج لذلك .وكل ما كان من قبيل الأمور الظاهرة فلا يحتاج فيه للإقامة الحجة للحكم عل فاعله.
و قال :
حكم النبي على كفر :من سب الله َ جل وعلا وأو سب رسولِه(كذا بالكسر )  وأجمع علماء الأمة على هذا الحكم ..
ردا عليه أقول:
أولا :إياك أن تعير من كفر عباد القبور بالجهل بالعربية وأنت واقع فيما هو أشنع من ذلك وكسر رسوله لا يستقيم عليه لسان عربي البتة .
ثانيا: أن الألباني الذي وصفته بالإمامة قد خالف في هذا الحكم ولم يكفر الساب فيكون مخالفا لحكم الله ورسوله ولإجماع الأمة ، فهل يكون المخالف في مثل هذا إماما يا جويهل؟
ثالثا : حتى عباد القبور كفرهم الله ورسوله وأجمع على كفرهم علماء السلف والخلف إلا الألباني وربيع ومن تابعهما على هذا الضلال المبين، ولو عقلت لبحثت في أقوال من سبق ولم تغتر بقول الألباني وربيع ، وأما إن رضيت لنفسك التقليد ، فالمقلد
وكذلك يا جهول حكم الله ورسوله بكفر عباد القبور وأجمعت الأمة عليه فلم خالفته أهو التقليد أم الجهل بأصول الدين ؟
ودلائل ذلك متكاثرة بل هو لب الرسالات كلها ، وعليه إجماع المرسلين جميعا ومن تبعهم ، بل نص شيخ الإسلام على أن اليهود يعلمون أن الله كفر المشركين حيث قال في المجموع (4/54):
بَلْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى يَعْلَمُونَ : أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُعِثَ بِهَا وَكَفَّرَ مُخَالِفَهَا ؛ مِثْلُ أَمْرِهِ بِعِبَادَةِ اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَنَهْيُهُ عَنْ عِبَادَةِ أَحَدٍ سِوَى اللَّهِ مِنْ الْمَلَائِكَةِ وَالنَّبِيِّينَ وَالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالْكَوَاكِبِ وَالْأَصْنَامِ وَغَيْرِ ذَلِكَ ؛ فَإِنَّ هَذَا أَظْهَرُ شَعَائِرِ الْإِسْلَامِ وَمِثْلُ أَمْرِهِ بِالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَإِيجَابِهِ لَهَا وَتَعْظِيمِ شَأْنِهَا وَمِثْلُ مُعَادَاتِهِ لِلْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالْمُشْرِكِينَ وَالصَّابِئِينَ وَالْمَجُوسِ وَمِثْلُ تَحْرِيمِ الْفَوَاحِشِ وَالرِّبَا وَالْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَنَحْوِ ذَلِكَ. اه المراد
وقال الإمام المجدد في مفيد المستفيد كما في الدرر(9/406):
على أن الذي نعتقده وندين الله به، ونرجو أن يثبتا عليه: أنه لو غلط هو، أو أجل منه في هذه المسألة، وهي مسألة: المسلم إذا أشرك بعد بلوغ الحجة، أو المسلم الذي يفضل هذا على الموحدين، أو يزعم أنه على حق، وغير ذلك من الكفر الصريح الظاهر، الذي بينه الله ورسوله، وبينه علماء الأمة، أنا نؤمن بما جاءنا عن الله وعن رسوله من تكفيره، ولو غلط من غلط، فكيف والحمد لله، ونحن لا نعلم عن واحد من العلماء خلافا في هذه المسألة، وإنما يلجأ من شاق فيها إلى حجة فرعون {قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأُولَى} أو حجة قريش {مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الآخِرَةِ} [سورة ص آية: 7] الآية .ا.ه
وقد نقل غير واحد من أئمة الدعوة إجماع الأمة على هذا أفتترك الإجماع تقليدا للألباني وربيع؟
ولعلك تعلم أن المقلد ليس معدودا في أهل العلم باتفاق ، فكيف لو متعصبا لغير الحق مثلك فاين عداده يا ترى؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق