Pages

الأربعاء، 11 يونيو 2014

بيان تخليط جمال ابن فريحان لرميه ابن الزبير بالخروج


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وبعد:
فقد كتب أحد مشايخ المنتديات وهو جمال بن فريحان مقالا يقرر فيه صحة بيعة السيسي بمصر جوابا على سؤال أحد مرجئة مصر، فلفت انتباهي في الجواب بعض الأغاليط الت رددها ذاك الجهول ، و أخطرها تهمة ابن الزبير رضي الله عنه بالخروج ، وهي فرية تلوكا كثير من الألسنة جهلا تارة وتقليد تارة أخرى ، فقد أخذوا كلام رأسي الأشاعرة ابن حجر والنووي في مسألة الخروج فزعم الأول ان الخروج كانت خلافية تقليدا للنووي وكذب ، بل هي وفاقية في عهد الصحابة ومن بعدهم ولا يعلم عن أحد منهم تقريرها ، إلا أن يريد بالسلف بعض من رمي بالخروج كالحسن بن صالح، و النووي تكلم عن خروج الحسين وابن الزبير ثم قال إن الإجماع انعقد بعد ذلك وفي كلامه طعن بين في أصحاب النبي عليه السلام ، والمسألة تكلم عنها بعض أهل العلم ، لكن هذا الدعي أراد الدفاع عن حكم السيسي فلجأ للتخليط ، فلما قرأت مقاله الجائر أردت مناقشته في جزئيتين فقط والباقي لعل الله ييسر بيان ما فيه لاحقا إن شاء الله.
قال ابن فريحان:


رابعاًأن الخلاف زمن الصحابة في الخروج أو عدم الخروج على الحاكم أو في مبايعته أو عدم مبايعته مع وجود الفتنة واشتباه الأمر في ذلك الوقت بعد مقتل عثمان - رضي الله عنهم - على يد الخوارج - لعنهم الله - ؛ عدَّه بعض أهل العلم اجتهادًا ممن فعل ذلك الخروج ، مع عدم تأييد الفريق الكبير لهم .
قال النووي بعد الكلام عن خروج الحسين وابن الزبير وابن الأشعث : قال القاضي :
قِيلَ إِنَّ هَذَا الْخِلَافَ كَانَ أَوَّلًا ثُمَّ حَصَلَ الْإِجْمَاعُ عَلَى مَنْعِ الْخُرُوجِ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ .اهـ

قال ابن حجر : وقولهم : وكان يرى السيف ، يعني : أنه كان يرى الخروج بالسيف على أئمة الجور ، وهذا مذهبٌ للسلف قديم ، لكن استقرّ الأمر على ترك ذلك لما رأوه قد أفضى إلى أشدّ منه ؛ ففي وقعة الحرّة ووقعة ابن الأشعث وغيرهما عِظةٌ لمن تدبّر .اهـ 
تهذيب التهذيب ( 2/250(
والجواب:

ليتك أتممت كلام العسقلاني  ليظهر مقصده بكلامه وهو الدفاع عن رجل خارجي اشتهر بذلك عند السلف ، فالحسن بن صالح قال عنه العقيلي حدثنا أبو نعيم قال : ذكر الحسن بن صالح عند الثوري فقال : ذاك رجل يرى السيف على أمة محمد صلى الله عليه وسلم . حدثنا أحمد بن محمد بن صدقة قال : حدثنا أبو سعيد قال : حدثنا العلاء بن عمرو الحنفي قال : حدثنا زافر قال : أردت الحج فقال لي الحسن بن صالح : إن تلقى أبا عبد الله سفيان الثوري بمكة فأقرئه مني السلام وقل : أنا على الأمر الأول قال : فلقيت سفيان في الطواف قال : قلت إن أخاك الحسن بن صالح يقرأ عليك السلام ، ويقول : أنا على الأمر الأول ، قال : فما بال الجمعة فما بال الجمعة ؟
فهل الثوري أجهل بالخروج من هذا العسقلاني الجاهل بمعتقد السلف؟
والعسقلاني يرى أن ترك الجمعة كان اجتهادا ، وأما الثوري فيراها مذمة للحسن.
وفي السنة للخلال:
أخبرني حرب بن إسماعيل الكرماني قال ثنا عباس يعني العنبري قال قال ابن داود كان الحسن بن صالح إذا ذكر عثمان سكت يعني لم يترحم عليه وترك الحسن بن صالح الجمعة سبع سنين فأخبرنا أبو بكر المروذي أن أبا عبدالله ذكر الحسن بن صالح فقال كان يرى السيف ولا يرضى مذهبه ، وسفيان أحب إلينا منه وقد كان ابن حي ترك الجمعة بآخره وقد كان أفتن الناس بسكوته وورعه وذكر أيضا الحسن بن صالح يعني مرة أخرى فقال قد كان أبو فلان سماه من أهل الكوفة قد خرج مع أبي السرايا وأصحابه وحكى أمرا قذرا قلت كيف احتملوه فسكت.
فهل ذاك العسقلاني أعرف بمنهج السلف وعقيدتهم من أحمد ؟
تبا لكم ولدفاعكم عن الطواغيت الذي جركم لهذا التخليط حتى اتهمتم السلف بعقائد الخوارج تصديقا للعسقلاني الأشعري.
والعسقلاني يرى الحسن من السلف لهذا ينسب الخروج إليهم كذبا .
واستدلال بعض الحمقى بفعل ابن الزبير- تبعا للنووي الأشعري_ رده الإمام أحمد وعده حطا على الصحابة
جاء في تاريخ الإسلام للذهبي (5/1024):
قال المَرُّوذيّ في كتاب القَصَص: عزم حَسن بن البزّاز، وأبو نصر بن عبد المجيد، وغيرهما على أن يجيئوا بكتاب المدلّسين الّذي وضعه الكرابيسيّ يطعن فيه على الأعمش، وسليمان التَّيْميّ. فمضيتُ إليه في سنة أربعٍ وثلاثينِ، فقلت: إنّ كتابك يريدُ قومٌ أن يعرضوه على أبي عبد الله، فأظْهِر أنّك قد ندِمتَ عليه، فقال: إنّ أبا عبد الله رجلٌ صالح، مثله يوفَّق لإصابة الحقّ. قد رضيتُ أن يُعرض عليه. لقد سألني أبو ثور أنْ أمحوَهُ، فأبيت، فجيء بالكتاب إلى أبي عبد الله، وهو لا يعلم لمن هو، فعلَّموا على مُسْتَبْشَعات من الكتاب، وموضعٍ فيه وضْع على الأعمش، وفيه: إنْ زعمتم أنّ الحَسَن بن صالح كان يرى السّيف فهذا ابن الزُّبَير قد خَرَج، فقال أبو عبد الله: هذا أراد نُصْرة الحَسَن بن صالح، فوضع عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وقد جمع للرّوافض أحاديثَ في هذا الكتاب، فقال أبو نصْر: إنّ فتياننا يختلفون إلى صاحب هذا الكتاب، فقال: حذروا عنه، ثم انكشف أمره،...ا.ه المراد
فانظر لمكانة الصحابة عند السلف وقارن بما تنقله عن النووي في نسبة الخروج لابن الزبير رضي الله تعالى عنه.
قال شيخ الإسلام في منهاج السنة الذي نقلت منه ما يريد باطلك وتركت دفاعه عن ابن الزبير :
ثم إن ابن الزبير لما جرى بينه وبين يزيد ما جرى من الفتنة واتبعه من اتبعه من أهل مكة والحجاز وغيرهما وكان إظهاره طلب الأمر لنفسه بعد موت يزيد فإنه حينئذ تسمى بأمير المؤمنين وبايعه عامة أهل الأمصار إلا أهل الشام ولهذا إنما تعد ولايته من بعد موت يزيد وأما في حياة يزيد فإنه امتنع عن مبايعته أولا ثم بذل المبايعه له فلم يرض يزيد إلا بأن يأتيه أسيرا فجرت بيهما فتنة وأرسل إليه يزيد من حاصره بمكة فمات يزيد وهو محصور فلما مات يزيد بايع ابن الزبير طائفة من أهل الشام والعراق وغيرهم وتولى بعد يزيد ابنه معاوية بن يزيد ولم تطل أيامه بل أقام أربعين يوما أو نحوها وكان فيه صلاح وزهد ولم يستخلف أحدا فتأمر بعده مروان بن الحكم على الشام ولم تطل أيامه ثم تأمر بعده ابنه عبد الملك وسار إلى مصعب بن الزبير نائب أخيه على العراق فقتله حتى ملك العراق وأرسل الحجاج إلى ابن الزبير فحاصره وقاتله حتى قتل ابن الزبير .ا.ه المراد
قال الذهبي في تاريخ الإسلام(2/829): بُوِيعَ بِالْخِلافَةِ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَسِتِّينَ، وَحَكَمَ عَلَى الْحِجَازِ، وَالْيَمَنِ، وَمِصْرَ، وَالْعِرَاقِ، وَخُرَاسَانَ، وَأَكْثَرِ الشَّامِ.
وقال أيضا:
وَحَجَّ عَشْرَ سِنِينَ بِالنَّاسِ آخِرُهَا سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَدَعَا إِلَى نَفْسِهِ فَبَايَعُوهُ، وَفَارَقَتْهُ الْخَوَارِجُ، فَوَلَّى عَلَى الْمَدِينَةِ أَخَاهُ مُصْعَبًا، وَعَلَى الْبَصْرَةِ الْحَارِثَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ، وَعَلَى الْكُوفَةِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُطِيعٍ، وَعَلَى مِصْرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ جَحْدَمٍ الْفِهْرِيَّ، وَعَلَى الْيَمَنِ آخَرَ، وَعَلَى خُرَاسَانَ آخَرَ، وَأَمَّرَ عَلَى الشَّامِ الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ، فَبَايَعَ لَهُ عَامَّةُ الشَّامِ، وَأَطَاعَهُ النَّاسُ، إِلا طَائِفَةً مِنْ أَهْلِ الشَّامِ مَعَ مَرْوَانَ.
وقال ابن عساكر في تاريخ دمشق(28/246):
قال أبومعشر حج بالناس عبدالله بن الزبير سنة ثلاث وستين قبل ان يبايع ثم بويع لابن الزبير سنة اربع وستين وانتشرت بيعته في الحجاز واليمن والعراق والمشرق وعامة بلاد الشام والمغرب وفرق عماله في الامصار وسير بني امية من المدينة إلى الشام وفيهم يومئذ مروان بن الحكم فقدموا الشام ونزل مروان الجابية واجتمع اليه من كان هناك من بني امية وشيعتهم فبايعوه بالخلافة.ا.ه
فمن هو الخارج أهو ابن الزبير رضي الله عنه أم مروان وشيعته هم من نقضوا البيعة؟
فحقق قبل أن تكتب يا دعي العلم ، ولا يحملنك الدفاع عن الحكام على الإزراء بصحابة النبي عليه السلام.
وقد بويع له قبل بيعة مروان قال خليفة في تاريخه:
.قال خليفة بن خياط : وفي سنة 64دعا ابن الزبير إلى نفسه وذلك بعد موت يزيد بن معاوية فبويع في رجب لسبع خلون من سنة 64 ولم يكن يدعو إليها ولا يدعا لها حتى مات يزيد .


0 التعليقات:

إرسال تعليق