Pages

السبت، 28 يونيو 2014

وقفة ثالثة مع جهالات الزهراني الكذوب


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وبعد:



فهذه وقفة مختصرة مع بعض وقفات الزهراني الجهول  حيث قال في وقفاته:
الوقفة السادسة : مع الإفتراء الرابع .
قال الأفَّاك الحدادي التكفيري :
"4- الشيخ ربيع خرق الإجماع القائل بأن تارك جنس العمل كافر".
أقول :
أولاً: سئل فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:  : هل تارك جنس العمل كافر ،تارك آحاد العمل ليس بكافر ,ما رأيكم في ذلك؟
الجواب : من قال هذه القاعدة ؟!
من قائلها ؟!
هل قالها محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
 كلام لا معنى له .
نقول : من كفره الله ورسوله فهو كافر .
ومن لم يكفره الله ورسوله فليس بكافر هذا هو الصواب .
أما جنس العمل ! أو نوع العمل ! أو آحاد العمل ! فهذا كله طنطنة لا فائدة منها .[1]
ابن عثيمين ليس حجة في الدين بل هو محجوج بكلام السلف قبله و إجماعهم على كفر تارك العمل ، فلا يرد اتفاقهم بقوله ولو علا.

كلامه متهافت من أساسه ولو عظمتموه ، فليس من شرط القاعدة أن يقولها الرسول حتى تقبل ، وقد قيلت قواعد عقدية فقهية وأصولية قبلت من الأمة بلا نكير ، بل بعضها أصلها مبتدعة ضلال فلم تعامل بهذا الإنكار والرد.
فأين قال الرسول عليه السلام أن الأمر يفيد الوجوب ؟ أو أن نثبت صفات الله بلا تكييف ولا تمثيل ؟
كفاكم تخليطا وتعظيما للرجال وخذوا دينكم من أصوله.
ثم ما كان له أن يرد المسألة بهذه الطريقة حتى يفهم مغزاها ، فتارك العمل كفره الله ورسوله لعدم وجود الإيمان وانظر الشريعة للآجري تعرف ذلك لو كنت من أهل العقول السليمة يا زهراني.

ثانياً: من أئمة السنة من لم يكفر تارك العمل فهل هؤلاء  الأئمة الذين لم يكفروا تارك العمل خرقوا الإجماع؟
هذا كذب يا جهول قلت فيه شيخك الأخرق ربيع فلا تظلم السلف لأجله فهو ضال منحرف ولو قلت أنه من أئمة السنة.
وهذه نبذة من أقوال أئمة السنة  في تارك العمل
ترد على هذا الأفاك التكفيري الذي يسعى بدعوى خرق الإجماع إلى تكفير أئمة السنة نسأل الله السلامة  :
1)قول الإمام أحمد – رحمه الله -  في تارك العمل:
قال الخلال في «السنة» (1/588):
"أخبرنا محمد بن علي قال: ثنا صالح قال: سألت أبي: ما زيادته ونقصانه؟ قال: زيادته العمل، ونقصانه ترك العمل، مثل تركه الصلاة والزكاة والحج وأداء الفرائض، فهذا ينقص ويزيد بالعمل. وقال: إن كان قبل زيادته تامًّا، فكيف يزيد التام؟ فكما يزيد كذا ينقص. وقد كان وكيع قال: ترى إيمان الحَجَّاج مثل إيمان أبي بكر وعمر رحمهما الله".
هذا احتج به شيخك فكان ردي عليه هو هذا:
في كلامه هذا رحمه الله فصل مقصده ولم يغفله حتى لا يأتي ملبس فيتعلق بكلامه فمثل بترك الصلاة والزكاة . وهل الإمام أحمد لا يكفر بترك الصلاة؟.
ثم قوله : زيادته بالعمل هل هو بآحاد العمل أم بكل العمل ؟ فإن العمل في الزيادة والنقصان سواء فإن جعلته كل العمل في الزيادة كان فهمك سليما لترك العمل كله، وإن جعلت مراده من العمل في الزيادة أفراد العمل  اتفق فهمك مع فهم السلف وسقطت حجتك في هذا القول.
فمراد الإمام أحمد أن الإيمان يزيد كلما ازددت في الأعمال وينقص كلما نقصت ، وليس مراده أن الإيمان ينقص بترك العمل كله ، ولو فهمت منه ذلك لزمك أن الزيادة في الإيمان لابد فيها من العمل كله وإلا تناقضت في فهم الكلام تناقضا غريبا.

وقال الإمام أحمد – رحمه الله- كما في «طبقات الحنابلة» (1/343):
"والإيمان قول وعمل يزيد وينقص زيادته إذا أحسنت ونقصانه إذا أسأت، ويخرج الرجل من الإيمان إلى الإسلام، ولا يخرجه من الإسلام شيء إلا الشرك بالله العظيم، أو يرد فريضة من فرائض الله عز وجل جاحدًا بها؛ فإنْ تَرَكَها كسلا أو تهاونا كان في مشيئة الله إن شاء عذبه وإن شاء عفا عنه".
أقول : فهذان نَصَّان عن الإمام أحمد لا يكفر فيهما إلا بالشرك بالله العظيم، ولا يكفر بترك العمل فهل الإمام أحمد خالف الإجماع أيها الجاهل الأفاك ؟.
كذبت على أحمد كما فعل شيخك وبئس المطية الكذب يا حملة التجهم.
وهذا جواب كلامك لتعرف من الأفاك الكذوب
هل المكفرات عند أحمد  مقصورة في الشرك وجحد الفرائض؟
هل استحلال المحرمات ليس بمكفر عند الإمام أحمد؟
وهل سب الله ودوس المصحف لا يكفر بهما الإمام أحمد؟
هل سب الأنبياء ليس بمكفر عند الإمام أحمد؟
هل الاستهزاء بالقرآن ليس بمكفر؟
ألم يكفر أحمد من قال بخلق القرآن؟
ألم يكفر المريسي و الكرابيسي؟ ألأنهما أشركوا بالله ؟
ننتظر منك الجواب فعجل ولا تطل.
فإما أن تجعل كلامه ذلك على التمثيل لا على الحصر، وبالتالي لا يصح لك الاستدلال به على رأيك.
أو أن تثبت أن الإمام أحمد لا يكفر إلا بهذين الأمرين ، وهذا مستحيل ، فلزمك القول الأول وبطلت حجتك من أصلها.
2) الإمام البخاري – رحمه الله- بوب بابا بعنوان " بَابٌ: المَعَاصِي مِنْ أَمْرِ الجَاهِلِيَّةِ، وَلاَ يُكَفَّرُ صَاحِبُهَا بِارْتِكَابِهَا إِلَّا بِالشِّرْكِ وقول الله عزوجل :" إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء الله ".
تبويب البخاري ليس كما نقلت فلا أدري أدلست أم كذبت أم قلدتك أحمقا مثلك فخلطت ففي الصحي قوله:
باب الْمَعَاصِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ. وَلاَ يُكَفَّرُ صَاحِبُهَا بِارْتِكَابِهَا إِلاَّ بِالشِّرْكِ، لِقَوْلِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ». وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}.
فانظر الساقط من نقل الزهراني.
ثم أيفهم عاقل من كلام البخاري رحمه حصر التكفير في الشرك وهو المعروف عنه تكفير الجهمية؟
وهو الذي قال في كتابه خلق أفعال العباد إني لأستجهل من لا يكفرهم؟
ثم انظر شروح البخاري التي تراها صالحة هل فهموا من البخاري حصر التكفير بالشرك؟
قال السندي في حاشيته على البخاري(1/13):
قوله : (إلا بالشرك الخ) يحتمل أن يراد بالشرك في هذه العبارة وفي الآية عدم التوحيد على وجهه والتوحيد على وجهه يتوقف على اعتقاد النبوّة ، ونحوها والله تعالى أعلم.ا.ه
وهذا العسقلاني على أشعريته وإرجاءه يفهم خلاف ما فهمت  حيث قال:
والمراد بالشرك في هذه الآية الكفر لأن من جحد نبوة محمد صلى الله عليه و سلم مثلا كان كافرا ولو لم يجعل مع الله إلها آخر والمغفرة  منتفية عنه بلا خلاف وقد يرد الشرك ويراد به ما هو أخص من الكفر كما في قوله تعالى (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين).

الإمام البربهاري –رحمه الله-قال  في «شرح السنة» (ص41):"ولا يخرج أحد من أهل القبلة من الإسلام حتى يرد آية من كتاب الله عز وجل أو يرد شيئا من آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يصلي لغير الله أو يذبح لغير الله، فإذا فعل شيئًا من ذلك فقد وجب عليك أن تخرجه من الإسلام، فإذا لم يفعل شيئًا من ذلك فهو مؤمن ومسلم بالاسم لا بالحقيقة".
تبا لك ولسخافة عقلك حتى جرك لتقليد المدخلي الجاهل.
فالبربهاري رحمه الله يقيد كلامه بأهل القبلة ومن لم يأت بالصلاة ليس من أهل القبلة فصحح فهمك لكلامه ولا تقلد بسخف.
ثانيا: البربهاري يوجب عليك أن تخرج المشرك من الملة ، وأنت تحكم بإسلامه وتعذره بالجهل ، فكيف تستدل بكلامه وأنت تخالفه؟
ولا تقل قول شيخك السخيف أن كلامه مقيد بإقامة الحجة، فليس البربهاي مغفلا ولا عييا حتى تضيف لكلامه قيدا من خيالكم.
وليس كلامه حصرا ؛ فقد قال في نفس الكتاب :
فمن خالف أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم في شيء من أمر الدين فقد كفر.
وقال:
ومن قال إنه لا يعلم إلا ما كان وما هو كائن فقد كفر بالله العظيم.
وقال أيضا:
والإيمان بأن الله هو الذي كلم موسى بن عمران يوم الطور وموسى يسمع من الله الكلام بصوت وقع في مسامعه منه لا من غيره فمن قال غير هذا فقد كفر بالله العظيم.
وقال:
كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته والإيمان بهذا واجب وإنكاره كفر.
فليس كلامه الأول حصرا للتكفير كما يفهمه عقلكم القاصر وفهمك السقيم.
4) الإمام ابن بطة –رحمه الله- قال«الشرح والإبانة»:(ص124-125) :"ويخرج الرجل من الإيمان إلى الإسلام، ولا يخرجه من الإسلام إلا الشرك بالله، أو برد فريضة من فرائض الله -عز وجل- جاحدًا بها؛ فإن تركها تهاونا وكسلا كان في مشيئة الله -عز وجل-، إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له".
نقلك تقليد لربيع الجهمية وهذا الرد عليه أعيده لك لأنك مغفل لا تقرأ ولا تفهم.
أقول ابن بطة يكفر تارك الصلاة فقد قال رحمه الله(2/669):
بَابُ كُفْرِ تَارِكِ الصَّلَاةِ , وَمَانِعِ الزَّكَاةِ , وَإِبَاحَةِ قِتَالِهِمْ وَقَتْلِهِمْ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ.
وساق تحته أدلة تكفير تارك الصلاة.
وقال في آخر الفصل ص 683:
فَهَذِهِ الْأَخْبَارُ وَالْآثَارُ وَالسُّنَنُ عَنِ النَّبِيِّ وَالصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ كُلُّهَا تَدُلُّ الْعُقَلَاءَ وَمَنْ كَانَ بِقَلْبِهِ أَدْنَى حَيَاءٍ عَلَى تَكْفِيرِ تَارِكِ الصَّلَاةِ , وَجَاحِدِ الْفَرَائِضِ , وَإِخْرَاجِهِ مِنَ الْمِلَّةِ , وَحَسْبُكَ مِنْ ذَلِكَ مَا نَزَلَ بِهِ الْكِتَابُ , قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ} [الحج: 31]. ثُمَّ وَصَفَ الْحُنَفَاءَ وَالَّذِينَ هُمْ غَيْرُ مُشْرِكِينَ بِهِ , فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: [ص:684] {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: 5]. فَأَخْبَرَنَا جَلُّ ثَنَاؤُهُ , وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ أَنَّ الْحَنِيفَ الْمُسْلِمَ هُوَ عَلَى الدِّينِ الْقَيِّمِ , وَأَنَّ الدِّينَ الْقَيِّمَ هُوَ بِإِقَامَةِ الصَّلَاةِ , وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ , فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} [التوبة: 5]. وَقَالَ تَعَالَى: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} [التوبة: 11]. فَأَيُّ بَيَانٍ رَحِمَكُمُ اللَّهُ يَكُونُ أَبْيَنَ مِنْ هَذَا , وَأَيُّ دَلِيلٍ عَلَى أَنَّ الْإِيمَانَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ , وَأَنَّ الصَّلَاةَ وَالزَّكَاةَ مِنَ الْإِيمَانِ يَكُونُ أَدَلَّ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ , وَسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَإِجْمَاعِ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ , وَفُقَهَائِهِمُ الَّذِينَ لَا تَسْتَوْحِشُ الْقُلُوبُ مِنْ ذِكْرِهِمْ , بَلْ تَطْمَئِنُّ إِلَى اتِّبَاعِهِمْ , وَاقْتِفَاءِ آثَارِهِمْ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ , وَجَعَلْنَا مِنْ إِخْوَانِهِمْ.ا.ه
فهل بعد هذا تتعلق بكلام ابن بطة؟
على تخصيص الكفر بالشرك فقط؟
5)قال ابن البناء –رحمه الله- في «الرد على المبتدعة» (ص 195):"فصل وشفاعة نبينا صلى الله عليه وسلم  في أهل الكبائر من أمته؛ خلافًا للقدرية في قولهم: (ليس له شفاعة).
ومن دخل النار عقوبة خرج منها عندنا بشفاعته، وشفاعة غيره، ورحمة الله عز وجل؛ حتى لا يبقى في النار واحد قال مرة واحدة في دار الدنيا: لا إله إلا الله مخلصًا، وآمن به، وإن لم يفعل الطاعات بعد ذلك".
بل ابن البناء يكفر تارك الصلاة فقد قال في نفس الكتاب ص208:
وهو على ثلاثة أضرب:
ما يكفر تاركه وهو المعرفة والتصديق ، والصلاة في أصح الروايتين ؛ لأن الله سماها إيمانا: فقال:﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ﴾ البقرة143.
يعني صلاتكم التي إلى بيت المقدس.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( ليسن بين الإيمان والكفر إلا الصلاة فمن ترك الصلاة فقد كفر )ا.ه
فظهر أن ابن البناء لم يقصد كل من قال لا إله إلا الله يخرج من النار ولو لم يعمل ، وقوله وآمن به يفيد ذلك لأنه ممن يقول إن الإيمان قول وعمل فلا يصح بدون أحدهما.
وكلامه يريد به الرد على المعتزلة الذي سماهم بالقدرية، وليس مراده تقرير نجاة تارك العمل كما فهمه ربيع، وقلدته بلا فهم ولا عقل.
وأما رد تعلقك بكلام شيخ الإسلام فله موضع آخر سيكون لا حقا إن شاء الله وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

0 التعليقات:

إرسال تعليق