Pages

الأربعاء، 24 سبتمبر 2014

بيان جهل عبد الخالق ماضي بالتوحيد



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد: 



فقد ألقى الدكتور المزعوم عبد الخالق ماضي محاضرة ضمن الدورة المسماة زروا بالعلمية فكان أن شرح الشيخ كتاب مختصر العقائد لابن سعدي ، وللعلم فإنه قد شرحه قبل تلك الدورة في دورة أخرى للجهل أقيمت بوهران، ولا أدري سبب التكرار وغالب الظن أنه بسبب قلة العلم بالعقيدة يلجؤون لهذه الطريقة السقيمة،  وشد انتباهي وأنا أستمع لشرحه أن الرجل بين وبين التوحيد مفاوز تنقطع دونها أعناق المطي فلا فهم لما يشرح ولا، وطريقة استدلال صحيحة ومنضبطة ؛ بل غاية ما يحسن أن يقول القول ثم يسبه لأهل العلم بلا تحديد لترويج البضاعة وفي كثير من ذلك هو كاذب بل يقول قولا لم يسبق إليه ثم ينسبه لأهل العلم ترويجا لا غير، ولو عقل الحضور لما راجت عنهم تلك الأغلوطات ، فظاهر الرجل أنه يحب الإغراب لهذا يلجأ لعبارات بعيدة عن أمور التوحيد وهي ظاهرة الغلط لكل مبصر عاقل، وفي شرحه ذلك _ زعم _ أتى بمنكرات وأغاليط أحببت بيانها ليعلم أن الرجل متسور للعلم ولم يأته من بابه ، وأعرضت عن أمور أخرى إذ أن تتبعها يفضي لصرف وقت طويل والآن أشير إلى ما زل فيه الرجل باختصار دفعا لملل القارئ ، وقد قسمت الرد على أبواب الاعتقاد ليسهل فهم المراد منه والله الموفق وهو الهادي سواء السبيل.
وقبل البدء أشير إلى أني لم أنقل عبارات الشارح حرفيا لكن لم أغير معناه العام.
قال في التوحيد: أنه مبني على الإفراد وهو نوعان إفراد الله بحقه وإفراد الله بالعبادة، ثم شرح معنى توحيد العبادة ،وقال بعده أن حق التوحيد ثلاثة أقسام وهي حق الألوهية وحق الربوبية وحق الأسماء والصفات .
وفي هذا التقسيم مخالفة لما دأب عليه أهل العلم في تقسيم التوحيد ، فحق الله هو التوحيد في عبادته وحده لا شريك له ، قد نص على ذلك رسول الله عليه الصلاة والسلام في حديث أخرجه البخاري في صحيحه  عَنْ مُعَاذٍ، قَالَ: أَنَا رَدِيفُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «يَا مُعَاذُ» قُلْتُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، ثُمَّ قَالَ مِثْلَهُ ثَلاَثًا: «هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللَّهِ عَلَى العِبَادِ» قُلْتُ: لاَ، قَالَ: «حَقُّ اللَّهِ عَلَى العِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا» ثُمَّ سَارَ سَاعَةً، فَقَالَ: «يَا مُعَاذُ» قُلْتُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: " هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ العِبَادِ عَلَى اللَّهِ إِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ: أَنْ لاَ يُعَذِّبَهُمْ.
فبين أن حق الله على عباده هو إفراده بالعبادة سبحانه وتعالى .
وجعل حق الله قسيما لتوحيد العبادة دليل أن الرجل يتكلم بلا عقل ، أو يتعمد ذلك ليغرب على الدهماء فيظهر بمظهر المتبحر وهو كذلك لكن في الجهل.
وزاد الأمر ضغثا على إبالة فأدخل حق الألوهية فيما كان قسيما له وهو إفراد الله بحقه ، ووالله إن هذا لمنكر فظيع يكفي في بيان بطلانه أن قول لم يعرف عند الأئمة السابقين الذين تكلموا في التوحيد ، ولو صدق فيما قال لبين من قال بهذا التقسيم المبتدع لكنه كاذب وهو يعلم أنه كذلك قطع الله لسانه.
وقد غلط الدكتور المزعوم في فهم ما قرره أحد الباحثين في تقسيم التوحيد حيث عرفه بأنه إفراد الله بحقوقه ثم قسم الحق إلى ثلاثة أقسام ولم يداخل بينها كما فعل دكتورنا في شرحه .
ولا يخفى تعريفات أهل العلم للتوحيد وتقسيمهم له على كل من انتسب للسنة لهذا لن أطيل بنقلها لكن سأشير لبعضها فقط.
قال ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة(3/171):
وإنما التوحيد الذي أمر الله به العباد هو توحيد الألوهية المتضمن لتوحيد الربوبية بأن يعبد الله وحده لا يشركون به شيئا فيكون الدين كله لله ولا يخاف إلا الله ولا يدعى إلا الله ويكون الله أحب إلى العبد من كل شيء فيحبون لله ويبغضون لله ويعبدون الله ويتوكلون عليه والعبادة تجمع غاية الحب وغاية الذل فيحبون الله بأكمل محبة ويذلون له أكمل ذل ولا يعدلون به ولا يجعلون له أندادا ولا يتخذون من دونه أولياء ولا شفعاء كما قد بين القرآن هذا التوحيد في غير موضع وهو قطب رحى القرآن الذي يدور عليه القرآن وهو يتضمن التوحيد في العلم والقول والتوحيد في الإرادة والعمل فالأول كما في قوله تعالى قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد سورة الإخلاص ولهذا كانت هذه السورة تعدل ثلث القرآن لأنها صفة الرحمن والقرآن ثلثه توحيد وثلثه قصص وثلثه أمر ونهي لأنه كلام الله والكلام إما إنشاء وإما إخبار والإخبار إما عن الخالق وإما عنالمخلوق فصار ثلاثة أجزاء جزء أمر ونهي وإباحة وهو الإنشاء وجزء إخبار عن المخلوقين وجزء إخبار عن الخالق فقل هو الله أحد صفة الرحمن محضا وقد بسطنا الكلام على تحقيق قول النبي صلى الله عليه وسلم أنها تعدل ثلث القرآن في مجلد وفي تفسيرها في مجلد آخر وأما التوحيد في العبادة والإرادة والعمل فكما في سورة قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين.ا.ه
و قال الشيخ المجدد رحمه الله في كشف الشبهات :
اعْلمْ - رَحِمكَ الله - أن التوحيدَ هو إفرادُ الله سبحانه وتعالى بالعبادة.
وقال في ثلاثة الأصول:
اعلم أرشدك الله لطاعته أن الحنيفية ملة إبراهيم، أن تعبد الله مخلصا له الدين؛ وبذلك أمر الله جميع الناس، وخلقهم لها، كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} ، [الذّاريات: 56] . ومعنى يعبدون: يوحدون، وأعظم ما أمر الله به التوحيد، وهو إفراد الله بالعبادة، وأعظم ما نهى عنه: الشرك، وهو: دعوة غيره معه، والدليل قوله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً} ، [سورة النساء آية: 36] .
وأمثلة هذا لا تخفى على من شم رائحة العلم فضلا عمن صار فيه دكتورا مقدما.
وأنا في انتظار أن ينقل تقسيمه المبتدع عن مشهور في العلم والدين وإلا فليرجع عن باطله قبل أن يوقف بين يدي ربه فيسأله .
وقال الدكتور المزعوم في تعريف الشرك الأكبر أنه جعل شيء مما يتعلق بأصل الإيمان لغير الله تبارك وتعالى.
وجعل الأصغر ما يتعلق بكمال الإيمان .
وقال هكذا عرفه أهل العلم .
ولا أدري عن أي أهل علم يتحدث؟
وهذه طريقة كل مفلس من العلم كحاله وحال باقي من يتصدرون لإضلال الناس باسم الدعوة السلفية وهم منها برآء.
وقال هكذا عرفه أهل العلم ولم يسم معينا أو ينقل عنه بل عزو مطلق لا يعجز عنه أي جاهل
ولم أعلم أحدا من أهل العلم _ فيما علمت _ عرف الشرك بهذا التعريف وظاهر على الدكتور حب الإغراب ولو بالكذب ، إذا لو علم معينا قال هذا القول لسماه لكنه لم يفعل.
وقد جمع صاحب كتاب الشرك بين القديم والحديث مجموعة كبيرة لتعريف الشرك منها الصحيح ومنها الباطل ولم يذكر هذا التعريف ولا سمعنا من أهل العلم من ذكره .
وقوله يتعلق بأصل الإيمان عام يشمل كل ما يتعلق به أصل الإيمان ولو قال أصل الإيمان بالله لربما أصاب قوله ، لكنه جعله عاما في الإيمان ومعلوم ان الإيمان هو أن يؤمن العبد بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر فهذه كلها لابد من أصلها ليصح الإيمان ولابد من تصديق ذلك كله بالعمل وإلا لم يكن مؤمنا .
فلابد من العمل ليثبت أصل الإيمان وإلا فهو منتف ،قال ابن تيمية رحمه الله في (مجموع الفتاوى 7/ 198): "وذلك لأن أصل الإيمان هو ما في القلب، والأعمال الظاهرة لازمة لذلك. لا يتصور وجود إيمان القلب الواجب مع عدم جميع أعمال الجوارح بل متى نقصت الأعمال الظاهرة كان لنقص الإيمان الذي في القلب؛ فصار الإيمان متناولًا للملزوم واللازم وإن كان أصله ما في القلب؛ وحيث عطفت عليه الأعمال فإنه أريد أنه لا يكتفى بإيمان القلب بل لا بد معه من الأعمال الصالحة. "اهـ
وقد كان هذا الدكتور قسم الشرك _في شرحه كشف الشبهات _ إلى قسمين وعرف الأول بأنه جعل حق من حقوق الله لغيره ، والثاني جعل شيء من حق الله لغيره ،وقد سبق مناقشته في هذا الخلط ، لكن هذا المرة جاء بتعريف جديد مما يدل على أن الرجل لا يفقه التوحيد أصلا ويخوض فيما لا يحسن.
والشرك الأكبر يعرفه صغار طلاب العلم بأنه صرف شيء من العبادة لغير الله جل وعلا ، ومنهم من يعممه ليدخل فيه الشرك في الربوبية ويزيد في تعريفه قيودا أخرى، وإن كان الأول أشهر لأن المشركين في الربوبية قليل.
قال ابن قاسم في حاشية كتاب التوحيد ص:50
والشرك قسمان: أكبر وأصغر، وبينهما فرق في الحكم والحد، فالأكبر: أن يسوي غير الله بالله فيما هو من خصائص الله كالمحبة، وحكمه أنه لا يغفر.ا.ه
وفي الدرر السنية(1/195):
وسئل أيضا أبناء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وحمد بن ناصر رحمهم الله تعالى عن الشرك بالله: ما هو الأكبر الذي ذم فاعله، وماله حلال لأهل الإسلام، ولا يغفر لمن مات عليه؟ وما هو الأصغر؟.
فأجابوا: قد ذكر العلماء رحمهم الله: أن الشرك نوعان: أكبر، وأصغر. فالأكبر: أن يجعل لله ندا من خلقه، يدعوه كما يدعو الله، ويخافه كما يخاف الله، ويرجوه كما يرجو الله، ويتوكل عليه في الأمور، كما يتوكل على الله. والحاصل: أن من سوى بين الله وبين خلقه في عبادته، ومعاملته، فقد أشرك بالله الشرك الأكبر، الذي لا يغفره، كما دل على ذلك قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ} [سورة البقرة آية: 165] إلى قوله: {وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} [سورة البقرة آية: 167] .ا.ه
والشرك الأصغر في تعريفه خلاف فمنهم من عرفه بأنه الذرائع الموصلة للشرك الأكبر ومنهم من عرفه بأن ما أطلق عليه لفظ الشرك في النصوص ولم يصل للأكبر وهذا لا ينضبط ، ومنهم من قال أنه لا تعريف له لتشعبه وكثرته بل يعرف بالأمثلة كما يفعله كثير من الأئمة رحمهم الله.
وبالتالي فتعريف دكتورنا لا أصل له بل محض تخرص منه وحب الإغراب لا غير.
وبعد أن ذكر تعريف المصنف للشرك الأصغر بأن منه يسير الرياء. قال أصلحه الله ووفقه للحق :لعل هذا تجوز من المؤلف أو سبق قلم .
وقال: بأن الرياء كله من الشرك الأصغر كبيره وصغيره، واستدل بحديث قال أنه حسن:
كنا نعد الرياء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشرك الأصغر.
وتعليقا على هذا الاعتراض الباطل أقول:
أولا :الحديث الذي استدل به على كلامه أخطأ في لفظه والصحيح منه هو : كُنَّا نَعُدُّ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الرِّيَاءَ الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ.
والغريب أنه كرر الحديث بنفس اللفظ في محاضرة سابقة فلا أدري أهكذا حفظه أم تعمد ذلك وكلاهما لا يستغرب ممن هجم على التوحيد بلا علم ولا فهم.
ثانيا: السعدي لم يتفرد بعد يسير الرياء من الشرك الأصغر بل هو ما درج عليه غيره ، فقد جعله كذلك ابن القيم في مدارج السالكين ودرج عليه أئمة الدعوة رحمهم الله  بدءا بالمجدد ، وجل من تكلم في الشرك من المعاصرين وبعضهم شيوخ أجلاء عند الدكتور بل يفرح بتتلمذه على أيديهم .لكن لأن الرجل جاهل بما كتب وقيل في التوحيد تراه يأت بما لم يعرفه السابقون .
ثالثا : ورد حديث فيه بيان أن يسير الرياء شرك وقد رواه ابن ماجه بسند ضعيف، وفي تصحيحه بطرقه الأخرى خلاف ، فقد ورد من طريق اخرى فمن رجح بين الطرق صحح الحديث ، وممن صححه الدويش في رده على الألباني الذي ضعف الحديث؛ حيث قال:
أقول : هذا فيه نظر فقد ورد بإسناد صحيح كما قال الحاكم في المستدرك (1 : 4) حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع بن سليمان ثنا عبد الله بن وهب أخبرني الليث بن سعد عن عياش بن عباس القتباني عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر خرج إلى المسجد يومًا فوجد معاذ بن جبل عند قبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبكي فقال : ما يبكيك يا معاذ ؟ قال : يبكيني حديث سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ... فذكره . قال الحاكم : هذا حديث صحيح ووافقه الذهبي . قلت : وهو كما قالا ولعل المؤلف لم يقف على هذا الإسناد ولذلك لم يعز إليه ، وإنما عزاه إلى ابن ماجة وإسناد ابن ماجة ضعيف ، وأما هذا فقد احتج أهل الصحيح برواته .
وقال البوصيري في مصباح الزجاجة :
  هذا إسناد فيه عبد الله بن لهيعة وهو ضعيف رواه الحاكم من طريق عياش بن عباس عن عيسى به وقال لا علة له.
وقال ذاك الألباني: قلت : علته أن بعض رواته أسقط من بين ( عياش بن عباس ) - وهو القتباني - وزيد بن أسلم ( عيسى بن عبد الرحمن ) المذكور في الرواية التي قبلها ، وأظن أن ذلك من قبل الربيع بن سليمان وهو المرادي ؛ فإنه مع كونه ثقة ؛ فقد كان ذا غفلة وصفه بذلك من هو أعرف الناس به وهو ابن بلده مسلمة فقد قال :
" كان يوصف بغفلة شديدة ، وهو ثقة " .
وكأنه لذلك لم يذكروا له رواية عن زيد بن أسلم .
وقد تابعه عبد الله بن صالح : حدثني الليث به . وعبد الله فيه ضعف معروف .
وهذا كلام سمج منه ، فالربيع ابن سليمان  يعرف بقادح في روايته ، واحتمال أنه أسقط الراوي يقابله احتمال أنه لم يسقطه ولا مرجح له إلا مجرد الاحتمال كما هي عادته.
وكلام مسلمة يقابله توثيق باقي أئمة الجرح له فلا يعارض بما قاله فيه وقد قال الخليلي فيه:(( ثقة متفق عليه ، والمزني مع جلالته استعان على ما فاته عن الشافعي بكتاب الربيع ))
وقال ابن أبي حاتم سمعنا منه وهو صدوق ثقة سئل أبي عنه فقال صدوق.
وكاتب الليث أسرف الألباني كعادته في تضعيفه وليس كذلك بل قال ابن أبي حاتم كما في الجرح والتعديل(5/87):
سألت أبا زرعة عن أبي صالح كاتب الليث فقال: لم يكن عندي ممن يتعمد الكذب، وكان حسن الحديث.
سئل ابي عن ابي صالح كاتب الليث فقال مصرى صدوق امين ما علمته.
وقال: حدثنى أبو زرعة قال سمعت عبد العزيز بن عمران المصرى يقول كنا نحضر شعيب بن الليث وأبو صالح يقرأ  عليه حديث الليث فإذا فرغنا قلنا يا ابا صالح نحدث بهذا عنك ؟ فيقول: نعم  سئل ابي عن ابي صالح كاتب الليث فقال: مصرى صدوق أمين ما علمته .ا.ه

وقال ابن عدي في الكامل(6/564):
قال الشيخ: ولعبد الله بن صالح روايات كثيرة عن صاحبه الليث بن سعد، وعنده عن معاوية بن صالح نسخة كبيرة، ويروي عن يَحيي بن أيوب صدرا صالحا، ويروي عن ابن لَهِيعَة أخبارا كثيرة، ومن نزول رجاله عَبد الله بن وهب، وهو عندي مستقيم الحديث إلا أنه يقع في حديثه في أسانيده ومتونه غلط، ولا يتعمد الكذب، وقد روي عنه يَحيي بن مَعين كما ذكرت.ا.ه
وإن كان فيه ضعف يسير فهو منجبر بالطريق التي قبله .فلا يضعف الحديث بكلام الألباني البعيد عن التحقيق.
وقال الدكتور المزعوم وهو يتحدث عن الحلف بغير الله:
قال النبي عليه السلام لا تحلفوا بآبائكم ولا تحلفوا بأمهاتكم ومن حلف بغير الله فقد أشرك.
وقد دخل عليه حديث في حديث فالجزء الأول طرف من حديث عند ابي داود ولفظه:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :لَا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ وَلَا بِأُمَّهَاتِكُمْ وَلَا بِالْأَنْدَادِ وَلَا تَحْلِفُوا إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْلِفُوا بِاللَّهِ إِلَّا وَأَنْتُمْ صَادِقُونَ.
وورد عند أحمد وغيره:
لا تحلف بأبيك ولا تحلف بغير الله فإنه من حلف بغير الله فقد أشرك.
والجمع بينهما غلط في الحديث.
وأقرب لفظ حديث لما ذكره ما رواه الحاكم عن النبي عليه السلام : لَا تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ ، مَنْ حَلَفَ بِشَيْءٍ دُونَ اللَّهِ فَقَدْ أَشْرَكَ "
وهو منقطع وقد ضعفه مقبل في أحاديث معلة، وفي تعليقه على المستدرك.
ثم قال أيضا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(ومن حلف بغير الله فليقل لا إله إلا الله)وهذا لم يقله رسول الله عليه السلام بل اللفظ الصحيح هو حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ حَلَفَ فَقَالَ فِي حَلِفِهِ وَالَّلاتِ وَالْعُزَّى، فَلْيَقُلْ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ؛ وَمَنْ قَالَ لِصَاحِبِهِ، تَعَالَ أُقَامِرْك، فَلْيَتَصَدَّقْ) وهو متفق عليه.
فصل في تخليط الشارح في باب الأسماء والصفات:
حكمه بإسلام منكري العلو الذاتي لله جل وعلا حيث قال: والعجيب أن كثيرا من طوائف المسلمين ينفون هذه الصفة العظيمة ومن هؤلاء الأشاعرة.
وفي هذا الكلام نفس جهمي في التكفير ، حيث أن إنكار العلو كفر لا مرية فيه قال ابن تيمية في الدرء(7/27):
وجواب هذا أن يقال : القول بأن الله تعالى فوق العالم معلوم بالاضطرار من الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة بعد تدبر ذلك كالعلم بالأكل والشرب في الجنة والعلم بإرسال الرسل وإنزال الكتب والعلم بأن الله بكل شيء عليم وعلى كل شيء قدير والعلم بأنه خلق السماوات والأرض وما بينهما بل نصوص العلو قد قيل إنها تبلغ مئين من المواضع
 والأحاديث عن النبي صلى الله عليه و سلم والصحابة والتابعين متواترة موافقة لذلك فلم يكن بنا حاجة إلى نفي ذلك من لفظ معين قد يقال إنه يحتمل التأويل ولهذا لم يكن بين الصحابة والتابعين نزاع في ذلك كما تنطق بذلك كتب الآثار المستفيضة المتواترة في ذلك وهذا يعلمه من له عناية بهذا الشأن أعظم مما يعلمون أحاديث الرجم والشفاعة والحوض والميزان وأعظم مما يعلمون النصوص الدالة على خبر الواحد والإجماع والقياس وأكثر مما يعلمون النصوص الدالة على الشفعة وسجود السهو ومنع نكاح المرأة على عمتها وخالتها ومنع ميراث القاتل ونحو ذلك مما يتلقاه عامة الأمة بالقبول ، ولهذا كان السلف مطبقين على تكفير من أنكر ذلك لأنه عندهم معلوم بالاضطرار من الدين.ا.ه
فلا أدري كيف استجاز الدكتور نسبة منكري ذلك للإسلام ، ولا يحتج محتج بتصرف ابن تيمية معهم فهو محجوج بمن قبله ، والإجماع حجة عليه ، وكان على الدكتور أن يقول بكفر النوع على عقيدتهم الباطلة أما أن ينفي ذلك بإثبات الإسلام لهم فذاك منكر وجهل فظيع.
وقال الشيخ ابن سحمان رحمه الله في تمييز الصدق والمين ص:38
وَإِنَّمَا يُقَال مثل هَذَا فِي الْمسَائِل النظرية الاجتهادية الْخفية الَّتِي قد يخفى دليلها على بعض النَّاس وَأما مَا يعلم بِالضَّرُورَةِ من دين الْإِسْلَام كعبادة الله وَحده لَا شريك لَهُ وَترك عبَادَة من سواهُ وَمَعْرِفَة علو الله على خلقه واستوائه على عَرْشه وَإِثْبَات أَسْمَائِهِ وصفات كَمَاله ونعوت جَلَاله فَإِن هَذَا قد وضحه الله فِي كِتَابه وعَلى لِسَان رَسُوله فَلَا عذر لأحد فِي الْجَهْل بذلك وَقد فطر الله على ذَلِك جَمِيع الْمَخْلُوقَات حَتَّى الْبَهَائِم.
وقال في كشف الشبهتين ص:27
فهذا التلطف والشفقة والرحمة لا يجوز أن يعامل بها من ينكر علو الله على خلقه، ويعطل أسماءه1 وصفاته، بل يعامل بالغلظة والشدة والمعاداة الظاهرة، وكذلك لا يعامل بها من أشرك بالله وعدل به سواه.
وقال رحمه الله ص:79
وأما جحد علو الله على خلقه، واستوائه على رعشه بذاته المقدسة على ما يليق بجلاله وعظمته، وأنه مباين لمخلوقاته، وكذلك نفي صفات كماله، ونعوت جلاله فهذا لا يشك مسلم في كفر من نفى ذلك، لأنه من المعلوم بالضرورة من دين الإسلام، ومما فطر الله عليه جميع خلقه إلا من اجتالته الشياطين عن فطرته، وأدلة ذلك من الكتاب والسنة معلومة مشهورة مقررة لا يخفى ذلك إلا على من أخلد إلى الأرض وابتع هواه، وأضله الله على علم، وختم على قلبه وسمعه، وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله.ا.ه
ولما تكلم الدكتور المزعوم على صفة الكلام لله خلط فيها خلطا عجيبا لا يليق بمن يتصدى لدعوة الناس للعقيدة ويشرح متونها لهم ، حيث قال:
أن الصحابة لم يعرف عنهم قول غير مخلوق في القرآن حتى أحدث المعتزلة القول بخلق القرآن اضطر السلف لذلك.
اقول قد ثبت عن ابن عباس وصفه القرآن بأنه غير مخلوق فقد أخرج الآجري في الشريعة
- وحدثنا أبو عبد الله جعفر بن إدريس القزويني قال : حدثنا حمويه بن يونس إمام مسجد جامع قزوين قال : حدثنا جعفر بن محمد بن فضيل الرأسي ، رأس العين ، قال : حدثنا عبد الله بن صالح ، كاتب الليث بن سعد قال : حدثنا معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، في قوله تعالى : قرآنا عربيا غير ذي عوج قال : غير مخلوق .
وقال حمويه بن يونس : بلغ أحمد بن حنبل هذا الحديث ، فكتب إلى جعفر بن محمد بن فضيل ، يكتب إليه بإجازته فكتب إليه بإجازته فسر أحمد بهذا الحديث وقال كيف فاتني عن عبد الله بن صالح هذا الحديث.
ورواية علي بن طلحة عن ابن عباس صحيفة مشهورة في التفسير قال فيها النحاس في الناسخ والمنسوخ:
قال أبو جعفر وأولى الأقوال بالصواب الأول وهو صحيح عن ابن عباس والذي يطعن في إسناده يقول ابن أبي طلحة لم يسمع من ابن عباس وإنما أخذ التفسير عن مجاهد وعكرمة
 قال أبو جعفر وهذا القول لا يوجب طعنا لأنه أخذه عن رجلين ثقتين وهو في نفسه ثقة صدوق وقد حدثني أحمد بن محمد الأزدي قال سمعت علي بن الحسين يقول سمعت الحسين بن عبد الرحمن بن فهم يقول سمعت أحمد بن حنبل رحمه الله يقول بمصر كتاب التأويل عن معاوية بن صالح لو جاء رجل إلى مصر فكتبه ثم انصرف به ما كانت رحلته عندي ذهبت باطلا.ا.ه
ويكفي في صحة الأثر قول أحمد كيف فاتني هذا عن عبد الله بن صالح.
وللأثر طرق أخرى احتج بها أصحاب مصنفات العقيدة السلفية.
ثانيا:أخطأ في نسبة القول أولا للمعتزلة وهو إنما ظهر عند الجهمية وأول من قاله الجعد بن درهم كما قاله الطبري رحمه الله ،والمعتزلة ظهرت بعد الجهمية ومنها أخذت كثير من باطلها فلا يخلط بين الأمور.
ثم ارتكب عظيما فاعتذر لمن قال بقول الأشاعرة في القرآن بجهل وحماقة تأثرا بمذهب جهمية العصر الذين عذروا كل كافر إما بجهل أو تأويل كما يسمونه فقال :
رحم الله العلماء الذين زلت أقدامهم في هذا الباب العظيم.
فسماهم علماء واعتذر لهم مترحما عليهم ، وورد عن السلف الاتفاق على كفر من قال القرآن مخلوق والأشاعرة يقولون بهذا وإن أظهروا خلافه تغريرا لأمثال هذا الدكتور من المغفلين ودهماء الناس وإلا ففي كتبهم يقرون بهذا قال الهروي في ذم الكلام(5/131):
وهؤلاء(يقصد الأشاعرة ) يقولون: تكلم مرة؛ فهو متكلم به منذ تكلم، لم ينقطع الكلام ولا يوجد كلامه في موضع ليس هو به.
ثم يقولون: ليس هو في مكان، ثم قالوا: ليس له صوت ولا حروف. وقالوا: هذا زاج وورق، وهذا صوف وخشب، وهذا إنما قصد به النقش وأريد به التفسير.
وهذا صوت القاري، أما ترى أنه منه حسن وغير حسن؟! وهذا لفظه، أوَما تراه يجازى به حتى قال رأس من رؤوسهم: أوَ يكون قرآن من لبد؟! وقال آخر: من خشب؟! فراوغوا فقالوا: هذا حكاية عبر بها عن القرآن والله تكلم مرة، ولا يتكلم بعد ذلك، ثم قالوا: غير مخلوق، ومن قال: مخلوق كافر.
وهذا من فخوخهم، يصطادون به قلوب عوام أهل السنة، وإنما  اعتقادهم القرآن غير موجود لفظته الجهمية الذكور بمرة والأشعرية الإناث بعشر مرات.ا.ه
فهم يعتقدون أن ما في المصحف مخلوق و مرادهم بكلام الله هو النفسي وأشهر ائمتهم يصرحون بأن الفرق بينهم وبين المعتزلة في إثبات الكلام النفسي فقط .
والآثار السلفية في تكفير من قال القرن مخلوق أكثر من أن تحصى ، وحكمهم شامل لمن اعتقد ذلك للمكتوب أو المتلو ويكفي هنا نقل الإجماع الذي نقله الرازيان رحمهما كما في شرح أصول الاعتقاد(1/178 :
ومن زعم أن القرآن مخلوق فهو كافر بالله العظيم كفرا ينقل عن الملة ومن شك في كفره ممن يفهم فهو كافر.ا.ه
وقبل ذلك قالا :
أدركنا العلماء في جميع الأمصار حجازا وعراقا وشاما ويمنا فكان من مذهبهم.
ونقل الإجماع على كفر من قال هذا الكرماني في إجماعه ، فهل نعتد باتفاق السلف أم بخلاف الخلف الضال إلا من رحم الله .
هذا ما تيسر لي بيانه ومزال الكثير يحتاج وقفات لبيان جهل الرجل وأن عليه أن يتعلم من جديد عقيدة السلف ولا يتصدر  بجهله فيضل الخلق ويحمل أوزارهم يوم القيامة وهو لا يدري .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وسلم.
 وهذا رابط تحميل الرد 

0 التعليقات:

إرسال تعليق